بينما أحدث الانباء المتتالية من ساحات النضال تكشف عن أن قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني تحولوا نحو صنع الخبز من علف الماشية، الذي أوشك على النفاد، دون أن تتحرك الضمائر، حتى أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، أصبح أقل شهية في الكلام، وفي إصدار البيانات.
فيما استدعى الظهور الأخير للمطربة التي من المفترض أنها معتزلة منذ قرابة عقدين لاهتمام واسع في معظم الفضائيات والصحف، فبعد غياب ما يقارب الـ22 عاما، عادت الفنانة نجاة الصغيرة للأضواء مجددا من خلال حفل joy awards، على خشبة مسرح أبوبكر الشدي في السعودية، وسط حضور كبير من نجوم العالم. وبعد سنوات من الابتعاد، ظهرت نجاة الصغيرة بإطلالة مبتسمة، على الرغم من الوهن الذي تجسد في حركتها، إذ كادت أن تقع على خشبة المسرح في نهاية العرض، الذي لم يتجاوز دقائق معدودات، وجاء إعلان أسرة الفنان عادل إمام عن اعتزاله الفن، ليستقطب اهتمام نسبة كبيرة من وسائل الإعلام، إلا أن السواد الأعظم من المواطنين ما زالوا يهتمون بمستجدات الحرب على الشعب الفلسطيني.
الرئيس السيسي استقبل في قصر الاتحادية حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الشقيقة. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، إن الرئيسين سيعقدان مباحثات بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية. وعلى مستوى النشاط الديني حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة 26 يناير/كانون الثاني 2024 بعنوان: «الدفاع عن الأوطان بين الواجب العينى والكفائى وعِظم الجزاء»، بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشرطة، الذي يوافق 25 يناير من كل عام. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وأن الحر الشريف يفتدي وطنه بنفسه وماله، وأن تقوية شوكة الدولة الوطنية والدفاع عنها واجب شرعي ووطني، وأن على كل منّا أن يدافع عن وطنه من موقعه، جنديا كان أو شرطيا أو كاتبا أو مفكرا أو إعلاميا، فالدفاع عن الأوطان في كل مجال من فروض الكفايات، وقد يصبح فرض عين على مَن يُكلف به، أو يُنتدب له وحال تعرض الوطن للأخطار. ومن نشاط الأجهزة الأمنية: تمكنت أجهزة وزارة الداخلية عبر حملاتها الأمنية خلال 24 ساعة من ضبط 249 قضية مخدرات و128 قطعة سلاح ناري، وتنفيذ 59194 حكما قضائيا متنوعا؛ في إطار مواصلة الحملات الأمنية المكثفة لمواجهة أعمال البلطجة وضبط الخارجين على القانون، وحائزي الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية.
ومن التصريحات التي لها علاقة بالأزمة الاقتصادية: قال الإعلامي أسامة كمال، إن الجميع يتحدثون عن أزمة الدولار وارتفاعه في السوق السوداء، وحلول هذه الأزمة سهلة ولكن ثمنها غال، موضحا: فيه طرق سهلة جدا ولكن ثمنها غال جدا، وفي حال دفع الثمن من سيادة مصر وأمنها القومي والإيمان بالقضايا سنخرج من هذه الأزمة فورا”. وقال أسامة كمال، خلال تقديم برنامج “مساء دي أم سي”، المُذاع عبر شاشة “دي أم سي”: “لو رهنت قناة السويس، جزء كبير من مشاكلك هتتحل.. ولو سمحنا بتهجير الفلسطينيين ستحل مشاكلنا، غير أنه لن يقبل بهذه الحلول أي مواطن مصري”. وتساءل: هل صندوق النقد جاء مصر ليحل المشكلة التي زادت بعد أن أصبح هو صاحب الأمر، والأحفاد يسددون فواتير الأجداد في صندوق النقد الدولي؟ مؤكدا أن هناك من ينتظر ليقفز ويشتري الأصول بـ”تراب الفلوس” عندما تصل التدفقات الدولارية قرب الصفر. وأوضح أن التوقيت هو كل شيء، وكل قرار لم نتخذه اليوم ثمنه سيكون غاليا جدا.
إلى نتنياهو
لم يكن الدكتور أسامة الغزالي حرب وفق ما قاله في “الأهرام” أن يتصور أنه سوف يضطر يوما إلى أن يهاجم شخصا أيا كان، ولكنه مضطر في هذه المرة إلى أن يقول، إنني أهاجم السيد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعدما أعلن حضرته أنه يرفض إقامة دولة فلسطينية بعد نهاية الحرب في غزة، ووفقا لآخر ما قرأته يوم (20/1) على موقع «بي بي سي» العربى، فإن نتنياهو أعلن رفضه للمسعى الأمريكي لإقامة دولة فلسطينية، أي أنه بصريح العبارة يرفض حل الدولتين، أي إقامة دولتين في فلسطين التاريخية، تتعايشان معا، أي: دولة إسرائيل، ودولة فلسطين. إنني هنا أوجه سؤالا مباشرا لنتنياهو.. «من أنت حتى تعارض قيام دولة فلسطينية»؟ أي مشاعر تلك، بالغرور والعنصرية، تخول لك الاعتراض على نضال طويل مرير، لشعب يرغب في الحصول على حقه في تقرير المصير، وإنشاء دولته المستقلة هل هي القوة العسكرية؟ متى كانت القوة العسكرية، مهما تكن إمكاناتها، قادرة على قهر إرادة شعب في الحرية والاستقلال؟ هل أفلحت قوة النظام العنصري في جنوب افريقيا في سحق إرادة الأفارقة في الحصول على دولتهم التي ناضلوا من أجلها؟ هل أفلح المستوطنون الفرنسيون في تحقيق أطماعهم في أن تكون الجزائر فرنسية؟ أنت يا سيد نتنياهو لا تواجه سكانا أصليين بدائيين، مثل أولئك الذين قهرهم الاستعمار الاستيطاني في أمريكا وآسيا وافريقيا، ولكنهم شعب عظيم متحضر، متمسك بقوة وإصرار بوطنه، ويحظى بتأييد الغالبية الساحقة من شعوب العالم، فدعك من الثقة المفرطة، أو ـ بتعبير أدق ـ الغرور المقيت الذي تغرق فيه.
عار يلحق بهم
تلفحت إسرائيل بالعار بعد أن صمدت المقاومة الفلسطينية، ولم تفلح إسرائيل في إحراز أي مكاسب من خلال عملياتها العسكرية التي استهدفت المنازل والمستشفيات والمدارس، ومحطات المياه والكهرباء والصرف الصحى. حولت قطاع غزة وفق ما ترى سناء السعيد في “الوفد”، إلى بحر من الدماء، ودمرت أكثر من 75% من المباني والمنشآت. باتت الحياة مستحيلة في القطاع، لا سيما مع تدمير البنية التحتية والحصار الضاري الذي فرضته على الفلسطينيين، ورغم كل مظاهر التنكيل والتدمير التي قامت بها إسرائيل ضد الأراضي الفلسطينية، واستخدام جيشها لأحدث الأسلحة والطائرات في القتل والتدمير، إلا أنها فشلت في إحراز ما تهدف إليه، لاسيما مع صمود المقاومة، ما أدى إلى تغيير المعادلة لتمنى إسرائيل بخيبة الأمل. هزمت إسرائيل على الرغم من الدعم الأمريكي غير المسبوق لها ماديا ومعنويا وتسليحا، قدمت لها الإمدادات العسكرية والفنية والمالية ومع ذلك فشل جيشها في تحقيق أي هدف من أهدافه، فلم تهزم المقاومة، ولم يحرر أسرى الكيان الغاصب، بل إن أمريكا تورطت في فضيحة يندى لها الجبين عندما قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بجمع المعلومات الاستخباراتية حول الرهائن، وكبار قادة حماس وأماكنهم وزودت بها إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك فشلت إسرائيل في تحقيق مبتغاها ما أسقط نظرية الأمن التي كانت ترفعها الحكومة الإسرائيلية لسكانها.
دور الضحية
قاوم الفلسطينيون المعتدي وتصدوا له، ما أثبت هشاشة هذا الكيان الصهيوني. فى الوقت نفسه والكلام لسناء السعيد أجرمت إسرائيل عندما عمدت إلى تحميل مصر زورا وبهتانا مسؤولية عدم تمرير مساعدات الإغاثة عبر معبر رفح إلى سكان قطاع غزة. وهي ادعاءات مرفوضة، بل إنها كذب محض وافتراء على مصر، يجافى ما يحدث على أرض الواقع الذي يؤكد أن إسرائيل هي المتورطة في جريمة عدم مرور مساعدات الإغاثة عبر معبر رفح إلى فلسطينيي غزة، والمجتمع الدولي شاهد على ذلك، فمصر مشهود لها بالدور الطليعي الذي تقوم به حيال القطاع، ويكفي محاولتها حل النزاع الدائر من ناحية، والحد من معاناة أهالي القطاع من ناحية أخرى. يتعين على الكيان الصهيوني الغاصب اليوم مراجعة مواقفه، وأن يعيد النظر في سياساته القائمة على تزييف الحقائق، ولعب دور الضحية، بالإضافة إلى إسقاطه للقانون الدولي وطمسه للشرعية الأممية. وعليه أن يأخذ في الاعتبار أن القضية الفلسطينية لن تموت وستبقى حية، والصوت سيظل عاليا. فلسطين لن تستكين ولن تخضع تحت أي ظرف من الظروف، وآن الأوان اليوم لكي يتحرك المجتمع الدولي إزاء هذه التطورات والوقائع، لا سيما بعد أن تصاعدت وتيرة التوترات في المنطقة وتنامت حدتها بشكل لافت للنظر، وأصبحت معها المنطقة بين براثن تسويات سياسية مأزومة، وصراعات أهلية، ونزاعات مسلحة تعصف باستقرار الحياة لملايين البشر. لا بد أن يعي المجتمع الدولي أن استمرار الأوضاع على هذه الوتيرة ستكون له عواقب قاتمة على العالم أجمع. لاسيما أن العالم الآن يدفع ثمن محدودية مساعيه لرأب الصدع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني الغاصب، ما أدى إلى اتساع رقعة الصراع مما ستكون له عواقب سياسية وخيمة، وآثار اقتصادية معقدة.
الفشل مكتوب عليها
أكثر من مئة يوم مرت على انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وإسرائيل كما راقبها طارق عباس في “المصري اليوم” ماضية من فشل إلى فشل، وهيبتها في طريقها للانكسار وأهدافها المزعومة من حربها على قطاع غزة – التي اندلعت كرد فعل على ما قامت به حماس ضد إسرائيل – لا تزال بعيدة. التصريحات في واد والحقائق على الأرض في واد آخر، ونتنياهو يكذب كي يبقى في السلطة وإسرائيل تحتضر بعد أن أسقطها في مستنقع، لا هي قادرة على النجاة منه ولا البقاء فيه، أكثر من مئة يوم والمقاومة الفلسطينية تمرمغ أنف إسرائيل في التراب، وتتصدى لعمليات توغل الجيش الصهيوني في أرجاء القطاع وتوقع منه القتلى والجرحى، وتدمر عدده وعتاده وتبث الرعب في نفوس الجنود والضباط الإسرائيليين، بل تدفع المدنيين منهم لإخلاء الشوارع ودخول المخابئ أو سكنى الفنادق، كى ينجوا بأنفسهم من رشقات المقاومين الصاروخية التي تُطلَق من ركام حطام غزة. على كل المستويات تواصل إسرائيل تحقيق خسائر ضخمة سياسيا وعسكريا واقتصاديا: أولا، على المستوى السياسي، بعد أن سيطرت حماس على أكثر من ستمئة كيلومتر مربع، مما يعرف بـ«غلاف غزة» وقتلها لحوالى ثلاثمئة ضابط وجندي وإصابتها لأكثر من ألفين، وأسرها لحوالي مئة وثلاثين آخرين، وإسقاطها لفرقة غزة التي كانت مكلفة بالحماية الأمنية للقطاع من الخارج. يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم ليعلن أنه سوف يرسم وجها جديدا للشرق الأوسط، وسوف ينتقم من حركة حماس ويمحوها من الوجود بعد القضاء على قوتها العسكرية، وسيطلق سراح الأسرى الإسرائيليين بالقوة، وأن حربه مستمرة إلى أن تحقق أهدافها، وبسبب حملة التشويه الإعلامس من جانب الغرب ضد حركات المقاومة، اصطف الأمريكيون والأوروبيون خلف إسرائيل باعتبارها الضحية، بل أعطوها الحق في الدفاع المشروع عن النفس وأطلقوا العنان لبوارجهم الحربية وأساطيلهم كى تتوجه إلى الشرق الأوسط ليحموا إسرائيل من أي مخاطر قد تهددهم أثناء حرب إسرائيل الآثمة على قطاع غزة، ومُنِعَت المظاهرات المؤيدة لفلسطين وحُجِبَت المواقع التي سعت لكشف حقائق جرائم إسرائيل ومجازرها وانطلقت الزيارات على أعلى المستويات من الولايات المتحدة وإنكلترا وفرنسا وكندا، إلى تل أبيب لتقدم المساندة والدعم لإسرائيل، متناسين أن ما قامت به حماس يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول لم يكن سوى رد فعل على جرائم إسرائيل الفظيعة ضد الفلسطينيين على مدى عشرات السنين
مصر مستهدفة
لا يختلف اثنان على حد رأي جمال حسين في “الأخبار”، أن بلدنا مستهدف وأن هناك محاولات لكسر شوكة مصر وتركيعها وضرب اقتصادها تجري على قدم وساق، تشارك فيها دول وحكومات خاصة بعد مواقفها الصلبة والقوية، ووقوفها حجر عثرة أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء، مثلما أحبطت من قبل مخطط الفوضى الخلاقة لتغيير خريطة الشرق الأوسط الجديد، بدعم ثورات الربيع العربي التي كانت بمثابة خريف عربي دمر دولا كانت ذات شأن كبير. بالتأكيد ندرك جميعا أن الأمن القومي المصري في خطر شديد، لأن مصر بحكم الجغرافيا والتاريخ تقع في قلب بؤر التوتر والصراع التي تموج بها المنطقة، وتحيط بها من كل جانب. الحرب الإسرائيلية على غزة تهدد حدودنا الشرقية بتداعياتها الكبيرة على المنطقة، بعد تدخلات سافرة من أمريكا وحلفائها، وعسكرة البحار والمحيطات بالأساطيل والبوارج والقطع البحرية.. وحدودنا الجنوبية ملتهبة بسبب الحرب المستعرة بين الأشقاء في السودان، أملا في تقسيم ثرواته. وكذلك الدور المشبوه الذي تلعبه إثيوبيا في إشعال التوتر في افريقيا، بدءا من التعنت الدائم في ملف سد النهضة وأخيرا بمحاولتها السيطرة على ميناء بربرة الصومالى ودعمها لانفصال المتمردين الصوماليين في إقليم «أرض الصومال»، وتوقيعها اتفاقية معهم. حدودنا الغربية غير مستقرة بسبب التوتر وعدم الاستقرار بين الفرقاء. البحر الأحمر ومضيق باب المندب أصبحا مسرحا للحرب وأعمال القرصنة بين الحوثيين وأمريكا، ما تسبب في شلل حركة الملاحة العالمية، بعد أن اضطرت الكثير من شركات الملاحة إلى تغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح.. وكان لقناة السويس النصيب الأكبر من الخسائر التي تخطت 40% من دخلها.
سلاح الشائعات
التصعيد العسكري بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا والعراق ينذر حسب جمال حسين، بمواجهات فعلية، وأيضا تصاعد حدة التوتر بين إيران وباكستان ينذر بتفجر الأوضاع، بعد أن شنت كل منهما ضربات على أراضي الأخرى في تصعيد غير مسبوق. من أجل كل ذلك يجب علينا نحن المصريين أن نحافظ على بلدنا وألا ننساق خلف الأكاذيب والشائعات احذروا فإن مصر مستهدفة وإسقاطها يعد في نظر الأعداء بمثابة «الجائزة الكبرى» كما جاء في مخطط الشرق الأوسط الجديد، وأصبحت محاولات خنق مصر اقتصاديا وسياسيا واضحة للجميع، وهناك محاولات مستمرة لضرب تماسك الجبهة الداخلية، خاصة بعد ملحمة الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتجديد الثقة في الرئيس السيسي رئيسا لفترة رئاسية جديدة. ولتحقيق أهدافهم الخبيثة استخدموا حروب الجيلين الرابع والخامس، وسلاح الشائعات، الذي أصبح أخطر من الجيوش النظامية لهدم الدول من الداخل بإحداث حالة من الزعزعة والإحباط، للوصول إلى عدم الولاء ليصبح المواطن دون وعي أداة لهدم بلده من الداخل. نحن نعشق مصرنا الحبيبة وعلى استعداد للتضحية بالروح والدم من أجل ازدهارها واستقرارها، رغم المعاناة من ارتفاع الأسعار وسيطرة «الدولرة» على الحكاوى والأفكار.. لن نسمح لأحد كائن من كان أن يستخدمنا أداة لهدم بلدنا عن طريق نشر وتكرار الشائعات، بل على العكس سنكون جميعا حائط الصد القوي الذي تتحطم عليه مثل هذه الشائعات والمؤامرات. الحرب الشاملة بدأت وتتوسع، وكل الأطراف تحاول جرجرة مصر لحرب تستنزفها عسكريا واقتصاديا.. يريدون أن تصبح الدول العربية ملعبا للحرب بالوكالة، لتصفية الحسابات بين القوى الدولية والإقليمية، ويبدو أن شبكات المصالح الحاكمة للغرب لم تشبع خزائنها بعد من الكوارث والحروب وتقول هل من مزيد، فالحذر واجب من جميع المصريين.
الطوفان وإيران
لا يستطيع أحد كما أخبرنا محمد مصطفى أبوشامة في “الوطن”، أن يغض الطرف عن تنامي دور إيران في كثير مما يتعلق ببلادنا العربية، للحد الذي تمادى فيه الجموح الفارسي على سيادة دول عربية كبرى مثل، سوريا والعراق، وهو تعدٍ ظهر لنا قبس من فيضه قبل أيام، بعد هجمات بصواريخ بالستية على أهداف في أربيل العراق وإدلب سوريا، بررت لها إيران بأسباب غير مقنعة للعالم، أو للدولتين العربيتين، أو إلى أي من دول المنطقة. تكرر كثيرا، تربع اسمها على قمة “التريند” الدولي والعربي والإقليمي، وأثارت مؤخرا جدلا كبيرا بين معظم الناطقين باللغة العربية، خاصة المسلمين منهم، بين مرحب ومعترض، بين كاره ومحب، خاصة بعد أن استوعب كثيرون قوة نفوذها ومخاطره منذ طوفان السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التاريخ الذي يبدو أنه سيكون فارقا في تحديد مصائر شعوب المنطقة، التي كانت يوما ما «عربية»، تحولت منذ سقوط المشروع العربي في التسعينيات إلى «شرق أوسطية». وربما يأتي يوم تُعرف فيه بأنها المنطقة الواقعة بين الخليج الفارسي وحدود إسرائيل (التى لا نعلم مداها) وبلاد الأتراك، وهم ثلاثة مشروعات أيديولوجية استعمارية انحشر بينهم ما تبقى من حلمنا العربي، وقد سميتهم بـ«الصهاينة الثلاث»، والتعبير لا يحمل أي تجنٍ أو هجوم، بل هو توصيف لمثلث القوى المتصارع على المنطقة، الدول الثلاث التي وجدت على تخوم بلاد العرب وتأسست على مشروع سياسى قوامه الدين. وتعدى طموحهم حدودهم، وأصبح لكل منهم أذرع إقليمية قوية تتنازع على مقاليد القوى والثروة في المنطقة، في وقت تزايدت فيه الفرقة بين ما تبقى من دول عربية مستقرة، وباتت كل دولة تبحث لنفسها عن مكانة وفق أطرها الخاصة، حيث ينتظم بعضهم دبلوماسيا في علاقات ثنائية تجمعهم مع أي من الدول الثلاث.. تركيا وإسرائيل وإيران، في خصوصية تربك أي متابع وتدخله في حيرة، بين مساحات العداء والتوافق الإقليمي، في أي من القضايا أو الصراعات المتنازع عليها.
مواجهة ممتدة
رغم صدمة إسرائيل من موقف غوتيريش من عدوانها الهمجي على غزة، رغم منحه جائزة “هرتزل” عام 2020 في المؤتمر اليهودي العالمي، إلا أن تأمل تاريخ هذا الدبلوماسي البرتغالي صاحب الـ75 عاما، يفضي كما قال عماد فؤاد في “الوطن” إلى كل ما يتخذه من مواقف مغايرة لما اعتاد عليه العالم، ممن سبقوه في منصبه الأممي الأهم على الإطلاق. وصل غوتيريش إلى منصبه أمينا عاما للأمم المتحدة، حاملا معه الأفكار المعادية للاستعمار، وإيمانه بحق كل شعوب الأرض في تقرير مصيرها، وفي سجله دوره الثوري في “ثورة القرنفل” المعروفة أيضا باسم “ثورة 25 أبريل” عام 1974، التي أطاحت بنظام إستادو نوفو السلطوي، وأسقطت ديكتاتورية الجمهورية الثانية في البرتغال التي أسسها أنطونيو سالازار، منذ عام 1933. ولسنوات عديدة، كان غوتيريش من أبرز الناشطين في الاشتراكية الدولية، التي تضم الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في العالم، وتولى منصب نائب الرئيس من عام 1992 إلى عام 1999، إلى أن تولى رئاستها من عام 1999 حتى عام 2005، وشغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002. من هذا المنطلق التاريخي، لم يستطع أن يكون دبلوماسيا أكثر من اللازم، واستيقظ حسه النضالي على هول ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، وهو الذي يعرف – بحكم منصبه – ما تحتويه سجلات الأمم المتحدة من معلومات وتقارير، سواء كانت معلنة، أو مفروض عليها السرية بحكم المصالح والتوازنات التي تتحكم في المؤسسة الأممية. المواجهة بين غوتيريش وإسرائيل تتصاعد بشكل غير مسبوق، والرجل لم يهدأ يوما منذ بداية الحرب في غزة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، إلى الحد الذي دفع سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان للتصريح بأن إسرائيل سترفض منح تأشيرات لمسؤولي المنظمة الدولية، بعد تصريحات أمينها العام أنطونيو غوتيريش، وبالفعل رفضت إسرائيل منح مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية تأشيرة دخول. فشلت التصريحات الإسرائيلية الوقحة في إجباره على الصمت، وواصل معركته النبيلة، ودعا يوم الأربعاء الماضي في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في “دافوس” في سويسرا، إلى ضرورة أن يلقي المجتمع الدولي بثقله خلف حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصورة نهائية، كأساس لشرق أوسط مستقر وسلمي لمصلحة الجميع. واضطر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي للدخول بنفسه على خط المواجهة، وعقد في اليوم التالي (الخميس) مؤتمرا صحافيا، أعلن خلاله رفض فكرة حل الدولتين، وقال إنه نقل موقفه إلى الأمريكيين. يبقى السؤال الأهم، أين الولايات المتحدة الأمريكية من هذه المواجهة غير المسبوقة بين ربيبتها إسرائيل، والأمين العام (العاشر) للمنظمة الأممية؟
اسألوا الحكومة
انتهى جمال حمزة عند بعض الحقائق في “المشهد”: المتغطي بالحكومة عريان، والمتغطي بالناس دفيان: بالأمس.. وقفت نائبة شجاعة، على غير العادة، في مجلس النواب قائلة: فين رئيس الوزراء، لماذا لا يأتي لمجلس النواب؟ وكانت المناسبة، حضور الدكتور مصيلحي وزير التموين للمجلس؛ ليجيب على عشرات من تساؤلات وطلبات الإحاطة للأعضاء حول كل ما يخص وزارته من ارتفاعات غير مسبوقة في سلع أساسية للمواطن البسيط، من أرز إلى سكر إلى زيت، ومن فاكهة لخضروات لذهب يواصل ارتفاعاته الجنونية في كل لحظة. ويبدو أنهم أرادوا أن يذهب الوزير للمجلس ليكون (والله أعلم) كبش فداء لسياسات حكومية فاشلة.. دامت نحو عقد كامل من الزمن. كانوا يريدون أن يشيل الوزير الليلة؛ وينتهي الأمر باستقالته؛ وأهو بقى استجبنا لمطالب الناس؛ وشيلنا الوزير أس الأزمة، وتوقع النواب أن يجيب الوزير على كل سؤال، وكل إحاطة باجابات مقنعة تشفي الغليل، ويقول في النهاية نعم أنا المسؤول ومستعد لتحمل المسؤولية.. وهذه استقالتي أقدمها لكم بعد أكثر من عشرين سنة خدمة ما بين عضوية في مجلس النواب، ومن قبله الشعب، ورئاسته للجنة الاقتصادية في المجلس قبل توليه الوزارة؛ التي أجاد فيها أحيانا فسموه وزير الغلابة؛ وأخفق كثيرا، فسنوا له سكاكينهم الباترة، ولكن الوزير فاجأ النواب بحجج الحكومة البايتة نفسها، من أزمة كورونا للحرب الروسية الأوكرانية لحرب غزة. وزاد على ذلك أنها سياسة حكومة.. يعني اسألوا الحكومة؟
جابي ضرائب
يرى جمال حمزة أن وزير التموين المغضوب عليه الدكتورالمصيلحي لديه حق بشأن بعض ما ساقه من مبررات بشأن أسباب الأزمة، وزير التموين عنده ألف حق، فالمسؤولية مشتركة؛ وتتجه لمن أغفلوا فقه الأولويات في التنمية وبدأوا بالعكس؛ وبدلا من أن ينتبهوا للبشر من صحة وتعليم وعدالة اجتماعية حقيقية؛ اهتموا بالحجر ببناء الطرق والكباري وهدم التراث؛ لتوسعة طريق هنا وهناك. ومعها زادت الأسعار لأرقام فلكية؛ واثقلت الفواتير رب البيت البسيط والغني معا، ولم تترك أحدا. وتحولت الحكومة إلى جابي للضرائب. وكل شيء بحسابه. ومفيش حاجة ببلاش وأصبح مع تلك السياسات.. أن تنام والدولار بحاجة وأربعين قرشا؛ وتستيقظ صباحا والدولار بخمسين وزيادة، وأصبح من المعتاد.. أن يضع الناس أيديهم على قلوبهم خشية ارتفاع الأسعار، مع كل زيادة أو حزمة تقررها الحكومة؛ وما يتبعها من ارتفاعات مضاغفة للأسعار. الدكتور مصيلحي الذي سنت له السكاكين مخطئ لا محالة، ولكنه ليس وحده؛ فهو ترس في ماكينة فاشلة؛ لا حل أمامها إلا بالرحيل كلها؛ أو بالبدء فورا بالتفكير في حلول من خارج الصندوق؛ ومصارحة الناس بها أولا باول؛ والأخذ بآرائهم فيها: إما بالرفض أو القبول. ولا نقصد هنا صندوق النقد إياه.. كفانا وكفاكم شروره.
هدية لن تأتي
منذ انضمام مصر رسميا لتجمع بريكس في بداية هذا الشهر، وياسر شورى في “الوفد”، ينتظر فرحة وهدية من السماء للاقتصاد المصري. أما الخبر الذي ينتظره فهو إعلان حكومتنا الرشيدة عن استيراد شحنة قمح من روسيا، أو استيراد السيارات الكهربائية من الصين، بعملتنا المحلية، الجنيه المصري استنادا على ما أعلنه فلاديمير بوتين في خطابه بمناسبة رئاسة روسيا للمجموعة في هذه الدورة. بوتين قال إن مصر أصبحت عضوا رسميا في بريكس، وإن التعامل بين دول المجموعة سيكون بالعملات الوطنية المحلية.. فات أسبوع واثنان ولم نرَ رؤية ولا خطة للحكومة لتحويل انضمامنا إلى بريكس إلى واقع. أما الهدية فهى أن تكون مجموعة بريكس هي طوق الإنقاذ من براثن صندوق النقد والبنك الدوليين ومؤسسات التصنيف العالمي التابعة للولايات المتحدة واللوبي المالي اليهودي. مؤسسات التصنيف تلك كل يوم توجه ضربة قاضية للجنيه المصري والاقتصاد بشكل عام، وآخرها ما أصدرته «موديز» من تحويل النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري من مستقرة إلى سلبية، ما يضر بسندات الخزانة التي تصدرها الحكومة، وتطعن الجنيه المصري في مقتل، ما أدى إلى وصول دولار السوق السوداء إلى 60 جنيها دفعة واحدة. الخبر والهدية لن تمنحنا السماء أياهما، وإنما هو نتاج لتحرك الحكومة التي أدمنت إضاعة الفرص، حتى إنها بعد 5 سنوات تذكرت أخيرا إصدار وثيقة تتضمن رؤيتها لإنقاذ الاقتصاد، سمتها استراتيجية مصر 2024ـ2030، وكأن الـ5 سنوات العجاف الماضية ليست من صنع يديها. إضاعة الوقت أصبح منهجا في مصر والجميع في حالة سبات عميق في انتظار هدايا لن تأتي وأخبار لن نراها طالما لم نصنعها. الاقتصاد علم وإجراءات وإنقاذه يحتاج إلى رؤية شاملة تبدأ بحلول عاجلة، وأخرى مستدامة والنار التي أكلت الجنيه بدأت من مستصغر الشرر، وتعمقت بالعجز الحكومي وهو النهج الذي لم يتغير، ولن يغيره انضمامنا لبريكس أو حتى لمجموعة السبع الصناعية الكبرى.. إنقاذ مصر بعقول أبنائها بإرادة سياسية مطلوبة في هذا التوقيت للخروج إلى آفاق أخرى.. مصر تحتاج الآن دفعة ثقة في اقتصادها تدفع الجميع إلى تغيير النظرة، وهذه الدفعة لن تأتي إلا في ظل مناخ سياسي واقتصادي مغاير لما كنا فيه طوال السنوات الماضية.
الكبار كبار
أزمة فخر العرب الذي راهن الكثيرون على قدرته في اقتناص بطولة افريقيا للمصريين تفاقمت، واهتم بها حسن المستكاوي في “الشروق”: ليفربول أحد أقوى أندية العالم، ويسعى هذا الموسم للفوز بلقب البريمير ليغ، وهو في سباق شرس مع فرق دائرة القمة. ويفتقد ليفربول 9 من نجومه لأسباب مختلفة، لكن المدرب الألماني يورغن كلوب أزعجه أن يصاب محمد صلاح، وقال إنه منذ انضمامه إلى الفريق لم يغب عن صفوفه إلا في 10 مباريات، منها مباراة لإصابته بكورونا، والثانية لإصابته بارتجاج. وقال كلوب إنه يتابع صلاح وقد تحدث إليه، وينتظر النتائج الطبية النهائية وأضاف: «ربما نرسل فريقنا الطبي إلى كوت ديفوار». هكذا يتعامل أحد أكبر الأندية الإنكليزية والأوروبية مع النجم المصري محمد صلاح، بما يتفق مع مكانته وأهميته للفريق. ومع ذلك ورغم إصابته خلال مباراة غانا ومعاناته بعد نصف ساعة من اللقاء، فإنه تحامل حتى وصل الألم إلى المدى الذي لا يمكن معه الاستمرار. وأقف أمام اتهام البعض لصلاح بأنه هرب من المباراة. وللأسف أن البعض يمسك في القشور، ويمسك في أسهل التفسيرات، وبعضهم ما زال يشخصن أداء المنتخب، فعندما يهتز الأداء فإن ذلك يكون بسبب الفريق وليس لاعبا واحدا مهما كانت نجوميته، وبعضهم من معتادي الهروب من المواجهات، ومن العمل، ومن الواجب، يفسرون مواقف الغير بأنها صورة طبق الأصل من مواقفهم..
انفجار التعليقات
شدد حسن المستكاوي على أن محمد صلاح ليس في حاجة للدفاع عنه، وهو أيضا ليس فوق النقد، ولم يكن في أحسن حالاته مع المنتخب أو في مباراة غانا وقبل أن يصاب، إلا أن ذلك لا يعنب أبدا أنه ليس نجما ولاعبا مهما للمنتخب، وأعلم أن الفريق بإذن الله حين يوفق أمام الرأس الأخضر القوي، دون صلاح، فسوف تنفجر التعليقات بأن المنتخب أفضل دون صلاح.. وللأسف هل لو لا قدر الله خسرنا وخرجنا سيكون الكلام أن المنتخب افتقد صلاح، وكان في أشد الحاجة لوجوده.. إلى متى يكون البعض سريع الغضب والاشتعال والتحول، وإلى متى يظل سهلا توجيه اتهامات دون حساب؟ هذا موقف. وهناك موقف إنسانى من يورغين كلوب، الذي وجه الدعوة إلى السويدي سفين جوران إيريكسون مدرب منتخب إنكلترا الأسبق لقضاء يوم كمدير فنى لليفربول. وكان إيريكسون كشف قبل أيام أنه يعاني من إصابته بمرض السرطان وأن الأطباء أبلغوه بأن أمامه عاما على الأكثر ليعيشه. وفي أحد حواراته الصحافية بعد إعلانه عن مرضه قال، إنه عشق فريق ليفربول وتمنى أن يدربه في يوم الأيام، فدعاه كلوب لقيادة تدريب الفريق، إلى جانب أن هناك دعوة لقيام إيريكسون بتدريب فريق أساطير ليفربول في ملعب أنفيلد في عام 2024. المشاهير والنجوم تسجل مواقفهم الإنسانية، لكن المواقف كثيرة، ومنها تعامل العالم مع رحيل أساطير الرياضة وكرة القدم، ومنهم فرانز بيكنباور، وانظروا ماذا قال المستشار الألماني وبعض زملاء النجم الألماني في حفل تأبينه باستاد أليانز أرينا، فكانت هناك موسيقى ووضعت أكاليل الزهور على أرض الملعب وحول دائرة المنتصف، بما في ذلك أكاليل من عدة أندية عالمية مثل برشلونة وليفربول، وقال أولى هونيس الرئيس الفخري لنادي بايرن ميونخ: «أليانز أرينا لم يكن ليتم بناؤه لولا أن فرانز جلب كأس العالم إلى ألمانيا».. وقال الرئيس الألمانى شتاينماير: «الانضباط هو الذي جعل من فرانز بيكنباور لاعبا استثنائيا».
حسام عبد البصير
تعليقات الزوار
لا تعليقات