أدركت المقاومة الفلسطينية مبكرا، أن الكيان المحتل لا يفهم سوى لغة القوة، فيما الحكام العرب منذ عقود لا يجيدون سوى لغة الاستسلام وطلب الرضا من العدو، ويستعيرون منه منهج التنكيل بشعوبهم والامتثال لأوامره كي لا يتعرضوا لأي أذى، حتى المؤسسات الدينية، وجدت نفسها في مرمى هجوم إسرائيل، فها هو الأزهر الشريف يتعرض لانتقاد من دوائر إسرائيلية وصل بها الأمر المطالبة بعزل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وسادت حالة من الغضب في أوساط رجال الدين والمنتسبين للمؤسسة الدينية، إثر الاتهامات التي شنها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الذي زعم أن الأزهر يقف إلى جانب الحركات المتشددة في المنطقة، بما في ذلك حركة حماس وأنه «استباح دماء الإسرائيليين وأشعل عداء الرأي العام العربي والإسلامي ضد إسرائيل ومؤيديها في الغرب». وقد وُصِف شيخ الأزهر بأنه «الروح الحية وراء خط الجامع الأزهر المتشدد تجاه إسرائيل» واتُهِم بالتواصل مع قادة حماس. وردا على الاتهامات، طالب التقرير الحكومة المصرية والدول العربية بـ»الضغط بقوة لكبح جماح الجامع الأزهر ووقف تمويله». وأشار إلى أن هذه الخطوة «قد تتطلب تعديلات تشريعية لإقالة شيخ الأزهر». هذه الدعوة لإجراءات قانونية ضد شيخ الأزهر تأتي بعد سلسلة من الاتهامات السابقة التي وجهها المركز ضد الأزهر.
وفي سياق تعاظم التعاطف مع المؤيدين للشعب الفلسطيني: فقد الفنان بيومي فؤاد 200 ألف متابع على حسابه الشخصي بسبب هجومه على زميله الفنان محمد سلام، الذي اعتذر عن المشاركة في عرض موسم الرياض قبل يوم واحد من الحدث، نظرا لشعوره بعدم الراحة في الاشتراك في عرض يتضمن رقصا وغناء في ظل أحداث غزة. وقام بيومي فؤاد بإغلاق خاصية التعليق على صفحته الشخصية بعد تعرضه لانتقادات من الجمهور بعد نشره فيديو يهاجم فيه محمد سلام.. وتواصل اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني جمع حملة توقيعات على عريضة تطالب الرئيس السيسي بفتح معبر رفح بالقوة الإنسانية على مدار اليوم كشرط ضروري لإيقاف مخطط التهجير، عن طريق حشد شعبي يضم متطوعين من أحرار العالم مع مواطنين مصريين وممثلين لوكالات الإغاثة الدولية. كما أكد، خالد البلشي نقيب الصحافيين، أن مجازر العدوان المستمرة في غزة، وتصعيد جرائم استهدافه للمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدارس والمخابز ومراكز الإيواء وأماكن احتماء المواطنين، الذين تركوا منازلهم، وصولا حتى لألواح توليد الطاقة الشمسية، وخزانات المياه، الذي يأتي مترافقا مع استهداف أماكن العبادة من مساجد وكنائس، هي رسالة تحاول حكومة الحرب وجيش الاحتلال المدعومين أمريكيا إرسالها للجميع بأنه ليس هناك مكان آمن في غزة، وأنهم مستمرون في خطة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية التي تتم برعاية أمريكية كاملة. وأضاف البلشي، خلال منشور له عبر صفحته على فيسبوك: لذا فإن التصدي لهذه الخطة يجب أن يستدعي كل معاني الانسانية في مواجهة هذه الحرب الهمجية، وأن يتجاوز حدود الرفض السياسي المعلن، لاتخاذ كل سبل الحركة والدعم المتاحة والممكنة ومنها، كسر هذا الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال الصهيوني ولو باجسادنا وحماية وصول المساعدات للشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى نفى مجلس الوزراء ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي عن وجود عجز في المخزون الاستراتيجي للسلع، ودخول مصر في أزمة غذائية نتيجة تداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة، وأنه طالب المواطنين بضرورة تخزين السلع الغذائية. وأكد مجلس الوزراء أنه لا صحة لتلك الأنباء وأن المنشور المتداول مزيف، وغير صادر عن الحكومة. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه تشاور مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير حول الأزمة السودانية وتداعياتها على المنطقة، حيث اتفقا على تنسيق الجهود لتجنيب الشعب السودانى مزيدا من الدمار والتشتيت وتغليب مصلحة السودان على أي مصالح شخصية.
انصروهم
أوصى الأزهر الشريف بضرورة ووجوب الدعاء لأهالي غزة ليرفع الله عنهم الابتلاء ويحقن دماءهم، لافتا إلى أن هناك صيغا متعددة لذلك الدعاء ومنها وفقا لرؤى ممدوح في «الوطن»: «اللهم إنا نسألك لأهل غزة النجاة النجاة يا الله، اللهم ولا تشمت أعداءك فينا ولا تؤاخد أهل غزة بذنوبنا. اللهم بحق أسمائك الحسنى احفظ أهلنا وأحبابنا في غزة وسبب لهم سببا للنجاة من عدوهم وقرب إليهم النصر». ومنها أيضا: «اللهم احرس الفلسطينيين وأهل غزة بعينك التي لا تنام، وقوي ضربة مجاهديهم واجعل ضربتهم مباركة بألف من جندك يا رب، يا رب نتوسل بك إليك بأن تنصر أهل غزة وترحم ضعفهم، وارفع عنها الحصار والعدوان في القريب العاجل.. اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين، اللهم إنا لا نملك لفلسطين إلا الدعاء، فيا رب لا ترد لنا دعاء ولا تخيب لنا رجاء، وأنت أرحم الراحمين، اللهم رد إلينا فلسطين والمسجد الأقصى ردا جميلا، اللهم أنصر ضعفهم فإنهم ليس لهم سواك».
فلسطين عادت
عادت القضية الفلسطينية تهز أركان العالم وخرجت الملايين من شباب العالم ينددون بالجرائم الوحشية لإسرائيل رغم مواقف بعض الحكومات الغربية التي تقدم الدعم السياسي والاقتصادي لإسرائيل.. لقد اكتشف العالم وفق ما أكد فاروق جويدة في «الأهرام» وحشية الكيان الصهيوني وهذه الجرائم التي تتعارض مع كل القوانين والشرائع الإنسانية.. لقد قدم الرئيس بايدن 14 مليار دولار دعما لإسرائيل، غير صفقات السلاح خاصة الأسلحة الجديدة والقنابل المحرمة دوليا.. الغريب في الموقف الآن هو السفن الحربية التي جاءت من أمريكا وإنكلترا وأخيرا فرنسا.. ووجود هذه السفن وحاملات الطائرات يحمل تهديدا غامضا لا أحد يعرف أهدافه، هل لإيران أم للدول العربية.. الموقف الأمريكي الذي وصل إلى هذه الدرجة من التشدد يثير تساؤلات كثيرة وهل يمكن أن تشارك أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي في هذه الحرب.. السؤال الأهم هو موقف بعض الدول العربية إذا دخلت أمريكا الحرب إلى جانب إسرائيل، خاصة أن العالم العربي منقسم على نفسه، وهناك دول عربية تساند إسرائيل.. الصورة قاتمة والموقف معقد للغاية ولا أحد يرى نهاية لهذا السرداب المظلم.. العالم يمر بلحظة صعبة وكل ما يجري حولنا يتسم بالغموض وعدم وضوح المواقف.. وهناك جيوش غازية تقف على حدودنا ولا أحد يعرف لماذا جاءت وما هي أهدافها.. سوف تشهد المنطقة العربية تحولات كثيرة وسنجد أنفسنا أمام عالم جديد لا نعرف ملامحه.. عادت القضية الفلسطينية تهز أرجاء العواصم العالمية، وتذكر العالم بشعب مظلوم وأرض محتلة ودماء أغرقت التاريخ والقدسية والبشر.. إن غزة التي احترقت وتهدمت ومات شبابها أصبحت حقيقة لشعب وقف بكرامة ودافع عن أرضه بشرف وقدم للعالم صورة حية للصمود والإرادة.
أساطير عبرية
كثيرة هي الأساطير أو الادعاءات المستترة أحيانا والصريحة أحيانا أخرى التي أصبحت بمثابة حجر الأساس في السياسات الغربية منذ احتلت الحركة الصهيونية أرض فلسطين، غير أن الدكتور مصطفى كامل السيد في «الشروق» اكتفى بثلاث منها، أولا أن إسرائيل قلعة متقدمة للحضارة الغربية في أرض الإسلام المتخلفة، وثانيا أن إسرائيل تدافع عن نفسها في مواجهة جماعات إرهابية، وأنه ثالثا لا سلام في الشرق الأوسط إلا بالقضاء على هذه الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها في الوقت الحاضر حركة المقاومة الإسلامية حماس. هذه الأساطير تنبنى إما على أنصاف حقائق، تلونها هذه الحكومات ومؤسساتها الإعلامية كيفما يحلو لها، أو هي مغالطات واضحة تستعذب تكرارها كما لو أن تكرارها يمكن أن يقنع من تصل إليهم هذه الرسائل من مواطنيها ومواطناتها ومن الذين يتابعون نشاط هذه المؤسسات. أسطورة إسرائيل كقلعة متقدمة للحضارة الغربية في محيط متخلف. تستند هذه الأسطورة إلى أنصاف حقائق؛ طبعا إسرائيل قلعة متقدمة للحضارة الغربية، وأن العالم العربي الذي نشأت إسرائيل في وسطه، والذى كان منبر الحضارة الإنسانية في العصور القديمة، وحتى بداية العصور الوسطى، يجاهد للخروج من ظلمات التخلف الذي فرضه عليه ـ جزئيا ـ وقوعه تحت السيطرة الغربية المباشرة على الأقل قرنين من الزمان. النصف الآخر من الحقيقة هو أن إسرائيل تمثل أسوأ ما جاءت به الحضارة الغربية؛ فهى في نهاية الأمر استعمار استيطانى يماثل ما جرى في أماكن أخرى من العالم في الأمريكتين، وفي القارة الافريقية، خصوصا في جنوبها وزيمبابوي قبل التخلص من نظام التفرقة العنصرية في الأولى ومن الاستعمار البريطاني في الثانية.
حكامنا يعرفون
تاريخ الاستعمار الاستيطاني واضح ومعروف للعيان، كما أخبرنا الدكتور مصطفى كامل السيد: ألم يكن الأساس في هذا الاستعمار هو ذلك الوعد المشؤوم من وزير الخارجية البريطاني للحركة الصهيونية بأن تكون فلسطين هي الوطن القومي لليهود في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917، وفي ظل الاحتلال البريطاني لفلسطين سهلت إدارته قدوم اليهود في موجات متتابعة للاستقرار في تلك البقعة العربية، وفي مواجهة مقاومة باسلة من سكانها العرب انفجرت في ثورة استمرت ثلاث سنوات من 1936 حتى 1939. ويستند الاستعمار الاستيطاني، في كل حالاته إلى الاعتقاد الجازم للمستوطنين، أنهم ينتمون إلى جنس متفوق يبرر لهم تفوقهم الإطاحة بأي حقوق للسكان الأصليين، أو حتى التخلص منهم، فذلك في رأيهم مكسب للحضارة، بل يبرر لهم إنكار وجودهم أصلا، كما عبرت عن ذلك بوضوح غولدا مائير رئيسة سابقة لوزراء إسرائيل، عندما تساءلت في بداية سبعينيات القرن الماضي «من هم الفلسطينيون؟» متجاهلة أنهم هم الذين أقامت دولتها على أراضيهم. قادة الدول الغربية يعرفون جيدا هذه الحقائق، ويعرفها خبراؤهم، وهي مذكورة في كتب رصينة دبجها أساتذة مرموقون يعملون في جامعاتهم، لكنهم يحبون أن يرسموا في أذهانهم صورة مغايرة لهذا التاريخ. فلسطين هي الحل النهائي لمشكلة أوروبية في الصميم، هي المخرج من الاضطهاد الأوروبى لليهود، الذي استمر قرونا عديدة، وكانت أبشع صوره هو ما تم على يدي النظام النازي في ألمانيا في سنوات حكمه الثانية عشرة، وكانت له سوابق خصوصا في روسيا القيصرية، وحكايات شهيرة حتى في فرنسا صاحبة القيم الجمهورية، التي ترفع راية العلمانية، ويتصور هؤلاء القادة أنهم يحتلون القمة الأخلاقية عندما يدعون أنهم بوقوفهم إلى جانب إسرائيل فإنهم يقفون مع رفض الاضطهاد والتمييز الديني، ولا يؤنبهم ضميرهم أن حل المشكلة اليهودية يجري خارج بلادهم ويقع على عاتق من لم يتسببوا أصلا فيها. وفضلا عن أن إسرائيل تمثل أسوأ ما جاءت به الحضارة الأوروبية وهو الاستعمار الاستيطاني الذي يقتلع شعوبا من موطنها الأصلي لصالح غرباء عنها، حتى إن ادعوا بلا دليل أنها كانت بلدهم منذ أكثر من ألفين من السنين.
أكاذيب صهيونية
منذ بداية حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، كانت أمريكا ودول الغرب كما أطلعنا جلال عارف في «الأخبار» تعرف جيدا أن الحرب ليست «للدفاع عن النفس» كما زعموا، لكنها للإبادة الجماعية أو إجبار الفلسطينيين على النزوح خارج أراضيهم، كانوا يعرفون ذلك جيدا، ومع ذلك سارعوا إلى ترديد الأكاذيب الإسرائيلية، وإرسال البوارج وحاملات الطائرات، ورصد مليارات الدولارات دعما للإبادة الجماعية، وشنوا أكبر الحملات الدعائية والضغوط الدبلوماسية من أجل تمهيد الطريق أمام الحرب البربرية، التي ما كان لإسرائيل أن تقدم عليها بهذا الشكل إلا استنادا إلى تواطؤ الغرب.. بل مشاركته في هذه الجريمة البشعة ضد الفلسطينيين والإنسانية. والآن، وحصيلة حربهم البربرية تقترب من عشرة آلاف شهيد، وثلاثة أمثالهم على الأقل من الجرحى والمصابين، ومع تدمير أكثر من نصف غزة، ومع الجرائم البشعة التي تمثل عنوانا للنازية في أحدث صورها، ومع إدراك العالم لحقيقة ما تفعله إسرائيل بدعم أمريكا وأوروبا.. مع كل ذلك يبقى الإصرار الأمريكي والغربي على استمرار الجريمة، ورفض وقف إطلاق النار، ويتحمل ضمير الحكام في الغرب مشاهد آلاف الأطفال وهم يقتلون بالسلاح الذي تفخر الإدارة الأمريكية بأنها ترسله يوميا للقتلة الإسرائيليين. يتجاهل حكام الغرب كل ذلك، ويتجاهلون الرأى العام في بلادهم الذي يرفض هذه الجريمة البشعة وتتصاعد مظاهراته في كل العواصم الغربية ضد الحرب، ولا يجد هؤلاء الحكام (وفي المقدمة حكام أمريكا) ما يبرر موقفهم المتواطئ، أو المشارك في الجريمة ما يبرر موقفهم إلا أن يلوكوا من جديد أكذوبة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
كانوا يعرفون
كانوا يعلمون جيدا ومن البداية أن الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول وهجوم المقاومة على القيادة العسكرية الإسرائيلية لقطاع غزة والمستوطنات المجاورة لها، لكنه كما أشار جلال عارف بدأ قبل ذلك بكثير، كما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش في تصريحه المهم بأن ما حدث في 7 أكتوبر وراءه سنوات طويلة من إذلال الاحتلال الإسرائيلي، ولم يقل الرجل باقي الحقيقة وهي أن أمريكا ودول الغرب هي المسؤولة عن بقاء هذا الاحتلال وعدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية، والاكتفاء بتكرار الحديث عن «حل الدولتين». بينما هم في الحقيقة يدعمون بناء المستوطنات وتهويد القدس وخلق واقع يقتل كل فرص لقيام الدولة الفلسطينية، ويقتل معها فرص السلام الذي لن يقوم إلا إذا كان عادلا ومنصفا للشرعية والقانون الدوليين وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة ودولتهم المستقلة. كانوا يعرفون ذلك جيدا، لكنهم يبدأون روايتهم من 7 أكتوبر/تشرين الأول ليبرروا دعمهم أو مشاركتهم لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها تحت زعم «الدفاع عن النفس» وكانوا ـ وما زالوا ـ يلجأون إلى هذه المزاعم وهم يعرفون أن القوانين الدولية لا تبرر ذلك، والأهم أنهم يعرفون ما قررته محكمة العدل الدولية في عام 2004 وهي تنظر قضية الجدار العازل وترفض ادعاء إسرائيل بأن ما تفعله في الضفة هو «دفاع عن النفس» حيث قالت المحكمة إن حق الدفاع عن النفس «لا ينطبق على العلاقة بين الدولة المحتلة والشعب الواقع تحت الاحتلال» وأضافت المحكمة أن ما ينظم هذه العلاقة هو قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتزامات وواجبات سلطة الاحتلال، ومن بينها واجباته في حفظ الأمن وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين الواقعين تحت الاحتلال. كان المسؤولون في أمريكا وأوروبا يعرفون ذلك جيدا، ومع هذا انساقوا في ترديد حكاية «الدفاع عن النفس» ليبرروا لإسرائيل عملية الإبادة الجماعية التي تشنها على شعب فلسطين، ولكي يبرروا لشعوبهم دعمهم ومشاركتهم في هذه الجريمة التي ذكّرت شعوبهم بجرائم النازية.
لا يزال القصف مستمرا
ترتفع أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين.. تتضاعف أعدادهم، نحبس أنفاسنا ونحن نتابعها لتبدو أقرب لأقسى بورصة تتعلق العيون بها، وهي تحصي أرواحا بريئة لم ترتكب ذنبا سوى أنها حلمت بوطن حر، وما أخطره من ذنب في عيون عدو مغتصب، لا يكف عن ابتلاع الأرض بعدما يهدم كل ما فيها من بشر وحجر. تابعت هالة فؤاد في «المشهد»: لا يزال القصف مستمرا.. أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات في أقل من شهر تساقطت على رؤوس الأبرياء لتحصد أرواحهم بدم بارد.. ما يقرب من عشرة آلاف شهيد، بينهم ما يقرب من أربعة آلاف طفل و2300 امرأة، إضافة لأكثر من 32 ألف جريح.. وآلاف غيرهم من المفقودين، تمتد أيادي ذويهم باحثة عنهم في مشهد حزين، بعدما عجزت فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم، سدت البيوت المهدمة الطرق لم يملكوا سوى أيديهم وقلوبهم التي تدلهم على جثث أحبتهم الراقدة تحتها.. تتعالى صرخاتهم أحيانا ويكتمها هول الصدمة أحيانا، لكنها في كل الأحوال تعود لتنطق ألسنتهم بالحمد لله راضية بقدرها، مستسلمة لقضائه واهبة أرواح أحبتها فداء لوطن، بيقين أنه لن يحرر إلا بتضحية كبيرة وفداء. نتابعهم وهم يواجهون الموت بشجاعة، وجوههم المبتسمة الصامدة الراضية تدمي قلوبنا أكثر ما توجعها عيونهم الدامعة الحزينة. لا يزال القصف مستمرا، وتتوالى معه المجازر الوحشية من مستشفى المعمداني إلى مخيم جباليا لمخيم البريج لمستشفى القدس والأندونيسي والشفاء، تستهدفها قاذفات العدو بلا رحمة، لا يكتفي بمذابحه الدموية، لكنه يلاحق الجرحى في الطرق ليقضي على من تبقى منهم أحياء.. وكأنه لا يكفيه خروج هذه المستشفيات عن الخدمة، وكأنه لا يكفيه قطع الكهرباء والمياه والوقود عنها. لا يزال القصف مستمرا، ولا يزال الشعب الأبي وحده يقاوم، ينتزع النصر شيئا فشيئا، تبدو المعركة شرسة لكن دلالة النجاح واضحة، خسائرهم مؤلمة وخصمهم قاس يخوض حربا شرسة باعتراف قادتهم. أعداد قتلى العدو تتزايد، استهداف مدرعاته ودباباته.. صواريخ تصل لقلب مدنه صافرات إنذار تصم أذن مستوطنيه فتصيبهم بالذعر، عكس دوي صواريخ الموت التي تحصد أرواح أصحاب الأرض فلا تزيدهم إلا صمودا..
باسم وخصمه
حصلت المقابلة الأولى التي أجراها الإعلامي البريطاني بيرس مورغان مع باسم يوسف على مشاهدات عالية وتعليقات كثيرة، الأمر الذي دعا المحطة وفق ما قاله أسامة غريب في «المصري اليوم» إلى تكليف مورغان بإجراء مقابلة أخرى مع النجم المصري على وجه السرعة، وقبل أن تبرد الأحداث ولا يعود للقاء فائدة. ليس هذا فقط ما حمل المذيع البريطاني على السفر إلى لوس أنجلس، حيث يقيم باسم، وإنما أيضا لأنه يعرف مسبقا كل ما سيقوله ضيفه ولا يبالي بدفاعه عن الفلسطينيين ولا بإدانته لإسرائيل، وهذا في الحقيقة مستغرب بالنسبة لبيرس مورغان، الذي ظهر في كل اللقاءات التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على غزة كصهيوني عتيد ينتصر لوجهة النظر الإجرامية التي تقول بحق إسرائيل في إبادة المدنيين الفلسطينيين، بينما يبحثون عن رجال المقاومة. لم يخذل باسم مشاهديه وسرد في وجه المذيع تاريخ القضية من بدايته، وكان تحضيره للقاء جيدا وبديهته حاضرة كعادته. ترك المذيع باسم يوسف يصول ويجول ولم يقاطعه كثيرا، على عكس ما فعل في مواجهاته مع مناصري القضية الفلسطينية، وكان باديا أنه طار من لندن إلى كاليفورنيا لأجل هدف محدد، قاتل ومسموم. لقد أراد أن ينتزع من باسم جملة تقول بأن رجال المقاومة الفلسطينية إرهابيون. حصل مورغان على مبتغاه، وجعل الضيف يكرر جملته أكثر من مرة، والغريب أنه لم يقرنها حتى بقوله إن الإسرائيليين الذين يقتلون الأطفال بدم بارد إرهابيون كذلك.
لماذا يا باسم؟
لا ينكر أسامة غريب أن باسم يوسف جعل ملايين المشاهدين في الغرب يطّلعون على حقائق كانوا يجهلونها عن النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال، ولا أنكر أنه فنّد ادعاءات مورغان وأكاذيبه عن إسرائيل الضعيفة التي تحتاج إلى الحماية من جيرانها المتوحشين، لكن المشكلة أن المذيع سحب باسم إلى منطقته وجعله – رغم ذكائه – يقع في الفخ ويصم المقاومة بالإرهاب، وهذا هو الجزء الذي سيبقى من المقابلة لسنين طويلة.. الباقي سيطويه النسيان، أما هذا الجزء فسوف تذيعه المحطة مرارا وتكرارا طوال السنوات المقبلة. أنا أدرك أن الأمر بالنسبة لباسم له عدة أبعاد، منها أنه يعيش في الغرب، ولو أنه رفض إدانة المقاومة فمن الممكن أن تتضرر مسيرته المهنية، ومعروف أن الصهاينة قادرون على حصار من لا يعجبهم وتحجيمه، لذلك تمنيت أن يعتذر باسم عن هذا اللقاء ويكتفي بما حققه في المقابلة الأولى. المشكلة أن المشاهير العرب يضعفون بشدة عندما يلقون المديح من أهل الغرب، وبالذات عندما يجدون أنفسهم جالسين يتسامرون مع الغربي الأبيض المتفوق، وقد يخشون أن تؤثر المواقف الصلبة على الود، خاصة لو كان هذا الود مقترنا بالمنافع والمصالح. لم أطلب من باسم أن يقول إن المقاومين الفلسطينيين هم عبارة عن قوة إنفاذ القانون ضد كيان مارق خارج على القوانين الوضعية والسماوية، لكن وصفهم بالإرهابيين كان صادما. أكثر ما يرد على بالي تعليقا على هذه المقابلة التلفزيونية هو حكمة تراثية يعرفها العرب تقول: ليتها ما زنت ولا تصدقت.
حماس في القلب
يتساءل الدكتور محمود خليل في «الوطن»: ماذا لو فكر الإنسان من دون حماس؟ مؤكد أن تفكيره سيهديه إلى قرارات أكثر اتزانا وموضوعية. فالحماس الزائد عن الحد يضر بصاحبه أكثر مما ينفع. زمان حارب العرب إسرائيل بالحماس. حشدوا الحشود وجنّدوا الجنود وتحركوا إلى الأرض المحتلة ونالوا هزيمة ارتقت إلى مستوى «النكبة» على يد عدوهم، عام 1948. أمر الحماس كان ظاهرا أيضا من جانب العرب خلال حرب 5 يونيو/حزيران 1967، وانتهى بنكسة كما تعلم. حاليا تعاني إسرائيل من مشكلة «حماس».. فبعد أن زلزلت المقاومة أركانها في 7 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، شعر المسؤولون بحالة فقدان كامل للتوازن، واهتز المستوطنون بالأرض المحتلة أشد الاهتزاز، وهم يجدون عناصر المقاومة يقفون فوق رؤوسهم، أما كتائب العدو فوجدت نفسها في مواجهة موقف لا تُحسد عليه، ولم تعهده من قبل. بعد زلزال «7 أكتوبر/تشرين الأول» بدأ الإسرائيليون يطلقون التصريحات النارية التي تشتعل بالحماس، وأخذوا يُهدّدون الشعب الفلسطيني بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبدأ بعضهم يعلن في حماس بالغ أنهم سيقضون على «حماس» وسيُفكّكون قواعدها، ويدكون معاقلها، وبدأ بعض الظرفاء منهم، أو من ذيولهم، يتكلمون عن الوضع ما بعد التخلص من «حماس» وكيف تُحكم غزة؟ وغير ذلك من تصريحات لم يكن لعاقل أن يأخذها مأخذ الجد. الواقع على الأرض بعد ما يقرب من شهر كامل على زلزال «7 أكتوبر» يقول إن إسرائيل غير قادرة على التمدّد لعدة كيلومترات، أو البقاء داخل أحد الأحياء الغزاوية لعدة ساعات، في مواجهة مقاومة باسلة لن تصبر على السيطرة على أي شبر من الأرض، تريد إسرائيل أن تضع أقدامها عليه. ما زالت صواريخ القسام وسرايا القدس تقصف الأحياء حتى تل أبيب الكبرى.
لو غابت لاخترعناها
المسؤولون الإسرائيليون خرجوا يعبّرون عن حزنهم ودموعهم التي تنساب على من يُقتل من جنودهم وضباطهم في المعركة التي يخوضها أهل المدينة الباسلة للدفاع عن أرضهم. ويرى محمود خليل أن هذا الحزن وهاتيك الدموع المتدفّقة من أعين الإسرائيليين، مسؤولين ومواطنين، دليل على أنهم بدأوا يتخلون عن حماسهم، أو نتعشّم أن يكونوا قد اقتربوا من ذلك. من الأفضل أن يفكر الإسرائيليون دون حماس. ولو أنهم فعلوا فسيتوقفون عن العدوان على أهل غزة، ويعيدون النظر في أسلوب إدارة علاقتهم بالملف الفلسطيني ككل. إذا فعلها الإسرائيليون سيدركون أن إقامة الدولة الفلسطينية فوق حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو سبيل النجاة الوحيد لهم، وأي طريق غير ذلك سيعيدهم من جديد إلى مربع الحماس، وبالتالي الخسارة. لو فكرت إسرائيل دون حماس فستجد نفسها مضطرة إلى التخلي عن الحديث عن التخلص من «حماس» وكتائب القسام.. لتسأل نفسها: وماذا إذا لم نستطع، كما تقول كل المؤشرات على الأرض؟ إذا طرح الإسرائيليون على أنفسهم هذا السؤال فسوف يدركون سريعا أن عليهم أن يوقفوا العدوان ويقيموا الدولة.. وإلا فعليهم أن ينتظروا ضربة أشد قسوة تضربهم بها المقاومة.. في يوم.. في شهر.. في سنة.. في أكثر.. الله أعلم.
كما يحلو لها
أرادت إسرائيل وفق ما لاحظ محمد أمين في «المصري اليوم» أن تجتاح غزة، فاجتاحت المظاهرات العالم، رغم تحذيرات حكومية بمنع التظاهر.. آلاف المتظاهرين خرجوا في واشنطن وانتهى بهم الأمر هناك أمام البيت الأبيض، طالب المتظاهرون بوقف القصف والعمليات البربرية في غزة.. تُعتبر المظاهرات التي تُعد بالملايين هي الأضخم في التاريخ.. كما أن مظاهرات «بالي» تجاوزت مليوني شخص، وقبلها آلاف المتظاهرين، الذين أغلقوا جسر ويستمنستر، وقبلها في إسبانيا وبرلين، كل هؤلاء كسروا تعليمات الحكام، ونزلوا للشارع يقولون كفاية للهجوم الوحشي على غزة. المناظر التي شاهدها العالم تُدمي القلوب.. محاولات الحصار والتجويع بلا ماء ولا كهرباء ولا أي خدمات حرّكت شعوب العالم لنصرة الإنسان، وطالبوا البيت الأبيض والرئيس الأمريكي جو بايدن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الدعم المطلق لإسرائيل، قائلين إنها يمكن أن تكون قضية سياسية خطيرة بالنسبة للرئيس في عام 2024 إذا لم يدْعُ إلى وقف إطلاق النار. هذه التغطية على موقع «سي أن إن» والمتظاهرون يوجهون اتهامات خطيرة إلى الرئيس الأمريكي، ويقولون: نحن نادمون على انتخابك.. هذه هي الحرية، فالمفترض أن من حق الشعوب أن تعبر عن نفسها، ومن حق وسائل الإعلام أن تكون متوازنة في التغطية الصحافية، مهما كانت في مواجهة الحكام.
نووية نتنياهو
الإعلام يقدم كشف حساب المكاسب والخسائر للحرب.. ماذا كسبت إسرائيل، وماذا خسرت؟ الأرقام التي يوليها محمد أمين اهتماما كبيرا تشير إلى خسائر إسرائيل العسكرية والاقتصادية في الحرب على غزة.. منها تدمير 24 آلية خلال 24 ساعة.. وارتفاع قتلى جنود الاحتلال إلى أكثر من 300.. «وول ستريت جورنال»: معدل قتل الإسرائيليين أكثر من ضعف 2014.. واقتصاد تل أبيب يدفع الثمن.. هذه أرقام كتبتها صحف منحازة إلى إسرائيل.. فضلا عن حالة الرعب التي يعيشها سكان المستوطنات. ومع ذلك يخرج وزير التراث الإسرائيلي «المخبول» ليعلن احتمالات ضرب غزة بقنبلة نووية، ليُوقفه نتنياهو عن العمل حتى إشعار آخر، لا لشيء إلا لأنه يخشى من أن يجن جنون أشباح غزة للانتقام منهم. بالمناسبة، رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتخذ قرارا في مواجهة وزيره لأنه «حنين» لا سمح الله، لكن لأنه يخشى العواقب والرأي العام العالمي ضدهم الآن، وقد يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي ثمنا فادحا، وقد تحدث عمليات ضد سفارات ومنشآت إسرائيلية. «انتفاضة الأقصى» أدت إلى انتفاضة أخرى، لن تهدأ في العالم حتى تهدأ طلقات الرصاص على الشعب الأعزل، وحتى تنتهي العمليات الوحشية على الأطفال والنساء، وحتى ينتهي الحصار والتجويع على الآمنين في غزة، التي تحولت إلى أكبر سجن في العالم.
سرقة مقننة
هذه العادة غير السوية إلا بإذن من أصحاب الأمر في الفنادق أو الطائرات أو المطاعم هي عادة اعتبرها الدكتور حماد عبد الله حماد في «الفجر» عالمية وليست محلية، لكن تتغير الوسائل في كيفية تنفيذ هذه الخاصية البشرية في حب الامتلاك لحاجات أو لما يمتلكه الآخرون، وحيث أن الشخصية لا تتجزأ فإن ما ينطبق على شخص في حبه لامتلاك أو اقتناء شيء لا يمتلكه تحت أي مسمى مثل مقتنى للذكرى، أو اقتناء لثبوت الاستخدام لهذا المقتنى ومنشأه، كفندق محترم أو طائرة أو مطعم فاخر، لا يمكن فصل ذلك عن أن الخاصية نفسها يمكن أن تذيب العام في الخاص ولا تفرق بينهما كثيرا، ولعل النماذج البشرية التي سلطت الأجهزة الإعلامية الضوء على تصرفاتها غير السويه في طريقة اقتنائها لأشياء مملوكة للغير، دون علم أصحابها تعددت، من فنانين إلى سياسيين إلى رجال بنوك أو شخصيات عامة إلى رجال أعمال والآخرين يمكنهم التسوية والرشوة سواء لأصحاب الأمر أو للإعلام نظير عدم الفضائح، وهؤلاء تسنى لهم بعدم الفضح، الاستيلاء على أموال البنوك، وتحت شعار (دعه يعمل – دعه يمر ودعنى أسترزق) تم نهب أموال عامة هربَ منهم من هَربْ وسُجِنَ منهم من سُجِنْ ومنهم من ينتظر، أما السادة الناهبون، والمحبون لإقتناء أشياء لا يمتلكونها فيا مصيبتهم لو ساء حظهم وسقطوا تحت سطوه الإعلام.
ما تيسر حمله
يواصل الدكتور حماد عبد الله حماد كلامه: لنا في ذلك قصص آخرها على سبيل المثال من سرق «روباً» يحمل اسم الفندق، وكذلك بعض الفوط أو ربما الطفايات أو فازة، أشياء صغيرة لكنها كثيرة داخل أي حجرة فندق محترم لاستخدام النزيل ومساعدة العاملين على نقل الخدمة والحركة داخل أقسام خدمات الفندق المختلفة، ولعل كثيرين منا قد اقتنى مثل بعض هذه الأدوات الفندقية فبعض (دواليب) الملابس لبعضنا نجد (شماعة) من (غراند أوتيل) باريس، أو حقيبة حلاقة من (رينز) أطلانطا، جورجيا الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من صغائر الأشياء، لكن حينما يصل الأمر لأخذ روب حمام فهذا يصبح شيئا لا بد من دفع ثمنه وقد صادفت زميلاَ طمع في لحاف ومخدة من الجناح الذي نزل فيه ضيفاَ في أحد أكبر الفنادق العالمية، واكتشفت ذلك حينما مررت عليه لكى نخرج معاَ (تشك أوت) وجدت حقيبته (منتفخة جداَ) وهو ليس من الأشخاص الذين يتسوقون في بلاد الفرنجة، حيث يعتمد على السوق المحلي (حيث أنه شديد الوطنية) كما يقول والحمد لله أنني سألته ما هذا يا فلان؟ قال أبداَ عجبتني المخدة، وارتجفت وأعدته إلى الحجرة بعد تهديدي له وحينما خضع وفتح الحقيبة كانت المخدة، واللحاف نعم لا يوجد مكان في الحقيبة لأخذ السرير.
تعليقات الزوار
لا تعليقات