قامت روسيا والصين بتسيير دوريات جوية مشتركة بطائرات مقنبلة استراتيجية، وهو تنسيق لا سابقة له، يرسل خطابا واضحا الى الحلف الأطلسي وبالخصوص الولايات المتحدة حول مستوى التنسيق بين البلدين “المصير العسكري المشترك”.
وبالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الى اليابان وتصريحاته بالرد العسكري على الصين في حالة مهاجمتها التايوان، أقدم الجيش الصيني ونظيره الروسي على تسيير دوريات جوية مشتركة بواسطة مقنبلات استراتيجية قادرة على حمل السلاح النووي في المنطقة البحرية الممتدة ما بين كوريا الجنوبية الى بحر اليابان وشمال شرق روسيا.
ودامت الدوريات الجوية 13 ساعة، واستعملت روسيا المقنبلة تو 95 التي لديها القدرة على الطيران 15 ألف كلم بدون انقطاع والتزود جوا بالوقود واستعملت الصين المقنبلة “كسيان هـ 6” رفقة طائرات متقدمة من سوخوي 30 روسية التي شاركت الدوريات الجوية، ورافقت طائرات مقاتلة كورية جنوبية ويابانية في فترات المقنبلات الصينية والروسية.
وبعد الدوريات البحرية الصينية-الروسية المشتركة في المحيط الهادي، تقدم بكين وموسكو على دوريات جوية بواسطة ست مقنبلات استراتيجية، وأوردت جريدة ذي دبلومات الرقمية اليوم أن روسيا سيرت طائرة تجسس إلـ 20، وتعد هذه الدوريات الجوية المشتركة سابقة لأن البلدين استعملا سابقا طائرات مقاتلة عادية في دوريات كانت آخرها خلال نوفمبر الماضي.
وبعث البلدان الى الحلف الأطلسي برسالة واضحة مفادها المصير العسكري المشترك بين البلدين في ظل التغيرات الحاصلة في العلاقات الدولية بعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وقضت الصين من خلال هذه الدوريات الجوية المشتركة على آمال الغرب بحدوث شرخ بين موسكو وبكين بسبب حرب أوكرانيا، كما وجهت بكين لواشنطن رسالة مفادها أنها ليست معزولة أمام مخططات البنتاغون في المحيط الهادي بل تنسق مع قوة كبرى وهي روسيا.
واحتجت اليابان اليوم الثلاثاء عبر وزارة الدفاع على موسكو وبكين بسبب هذه الدوريات الجوية التي شملت بحر اليابان واعتبرتها استفزازا وتهديدا، بينما التزمت الولايات المتحدة الصمت أمام هذا التطور المفاجئ الذي يبدو أنه لم يكن منتظرا خاصة وأنه تزامن وتواجد الرئيس بايدن في طوكيو، وجاءت الدوريات المشتركة كذلك عندما كانت طوكيو تحتضن أمس اجتماعا لكل من الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان “مجموعة كواط” حول الأمن في المحيط الهادي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات