أخبار عاجلة

الوباء الراقص» ينتقل من ليبيا وتونس الى الجزائر

كانت أول قرارات الرئيس الأمريكي ترامب، حين تولى الرئاسة لعهدته الأولى منذ ما يقارب العشر سنوات أن منع عديد البلدان، حيث يتواجد المسلمون كغالبية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت ليبيا أول هذه البلدان، كما كانت ليبيا «حصان طروادة»، الذي سيوظفه في ثورته ضد الاتحاد الأوروبي وحلفه العسكري التاريخي.
المثير في ما شغل رواد «السوشيال ميديا» في المنطقة المغاربية في الأسابيع الأخيرة، والذين انقسمت آراؤهم حيال ساكن البيت الأبيض القادم، لم ترتبط كالأمريكيين، الذين اختاروا مختلف ممثليهم، بمصالح وانشغالات اقتصادية وأمنية بقدر عنتريات ومعارك «دونكيشوتية».
«طواحين الهواء» جعل لها وزير داخلية ليبيا عماد الطرابلسي في حكومة الوحدة الوطنية هذه المرة من «النسوة والفضاء العام» مادة، والغريب أنها كانت أول تصريحات من رجل مهم في البلاد، بعد الانتخابات الأمريكية مباشرة، التي تبدو ليبيا بظروفها السياسية الحرجة من بين المعنيين بها.
تلويح الطرابلسي بتفعيل «بوليس الآداب» في البلاد أثار موجة من الجدال داخل ليبيا وخارجها، مهددا النسوة اللاتي لا يخضعن لتعاليم «القبيلة» و»المعبد» التاريخيين بأسوأ العواقب (هن وكل من يتشدد لهن): حجاب في غير معاييره ممنوع، حب ممنوع، أرجيلة أيضا ممنوعة، أما السفر.. فممنوع كذلك. يحسب للرجل شيء من المساواة، فقد هدد الليبيين من الرجال ممن لا يخضعون لمعايير «جمالية» معينة بسوء المصير أيضا.
حد كتابة هذه الأسطر لا تزال تصريحات الطرابلسي تشغل رواد السوشيل ميديا، الوسائل نفسها التي اتهمه كثر في الداخل الليبي باستلهام «لغوها».
الوزير الذي طالب من لم يرضهم قراره بالذهاب للاستقرار في أوروبا، جعل كثرا يتساءلون عن جدوى تصريحه «الشعبوي». أكثر المتحمسين لقرار الوزير دعا له بالحماية من شرور الاغتيال لمواقفه الشجاعة، آخرون رأوا في الأمر بداية الصلاح والفلاح، المناوئون سرعان ما استذكروا التجربة الأفغانية، ورأوا في الأمر استلهاما لما يحدث هناك.
البعض طالب الوزير الاهتمام بمواضيع أكثر جدوى للمواطن الليبي. وتساءل كثر إن تشابهت الأمور على الرجل، الذي اختلطت عليه الشؤون بين الداخلية وأمور الدين.
قرارات طرابلسي «سمعت» على قول المصريين خارج ليبيا أقوى من داخلها. أثارت القرارات العنترية للوزير الليبي توجس التونسيين، وخوف أكثرهم عنصرية من اقبال متزايد للجيران على تونس «لينعموا» بحريات أكبر. استذكر أكثرهم انغماسا في الحياة الافتراضية ما عاشه بعض من مواطنيهم قبل أسابيع قليلة، حين قررت دوائر رسمية تصفية (رمزية) لكثر ممن يعرفون بـ«الأنفلونسرز» لأسباب أخلاقية أيضا، بل بأثر رجعي. ورغم التساؤلات وحالة الجدال الواسع الذي أثارته قضيتهم وسط التونسيين، إلا أنها لم تحل دون أحكام قضائية متفاوتة، استحسنها البعض في حين استنكر ثقلها آخرون.
أكثر التعليقات حماسا وتأثرا بقرارات الوزير الليبي كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي الجزائريون أبطالها، إذ لم يكد «الطرابلسي» ينهي تصريحاته المثيرة حتى ضجت كبرى الصفحات استحسانا لخطوته، مطالبة بقرارات شبيهة في الجزائر. وجد أكثرهم حماسا البلد متأخرا «أخلاقيا»، مقارنة بدول الجوار التي تحقق سبقا، وتحرز تقدما رسميا بقرارات جريئة. الغريب أن الخطوات الليبية قد لاقت استحسانا بين جماهير النسوة، إذ راحت «بروفايلات» مؤنثة كثيرة تنغمس في موجات التهليل. التفاعل الإيجابي لم يمنع تعليقات مستنكرة، ومتحسرة عما آلت إليه الأمور في البلد الجار الذي يعيش ظروفا تزداد قسوة، هو المفتوح على أزمات أمنية غير مسبوقة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات