يشارك الممثل الجزائري أحمد مداح في الفيلم المغربي “وحده الحب” للمخرج كمال كمال بعبيد، الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم المنظم حاليا في مدينة طنجة (شمال) من طرف المركز السينمائي المغربي.
وتحكي قصة الفيلم عن “نورا” و”حميد”، وهما زوجان شابان، غالباً ما يقضيان عطلة نهاية الأسبوع في كوخ يقع على الحدود المغربية الجزائرية قبالة جبل “عصفور”. في يوم من الأيام، طلب “حميد” من “نورا” أن تخبره كم تحبه. فأجابته ببراءة أن حبها له كبير بقدر جبل “عصفور”. عندها أدرك أنه يجب أن يكون له قلب كبير بحجم هذا الجبل ليتمكن من احتواء كل هذا الحب. قبل وفاتها، تطلب “نورا” من زوجها أن يدفنها في قلبه، لكنه يدرك أن القلب الذي تعنيه هو “جبل عصفور” الذي لا يستطيع أبدا أن يصل إليه. لكن الكثيرين ممن تتبعوا قصة “نورا” عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، من الجانبين المغربي والجزائري، يقررون أن يحققوا حلم أميرة جبل “عصفور”.
ويضم طاقم تشخيص الفيلم ـ بالإضافة إلى الممثل الجزائري أحمد مداح ـ كلا من الممثلات والممثلين المغاربة: فاطمة الزهراء بلدي، حفصة بنسماعيل، عبد الرزاق بنعيسى، إدريس الروخ، ربيع القاطي، سحر الصديقي، هشام إبراهيمي، غالية بنزاوية، عبد الله كروجي، حجريّة عمارة، عبد الحق بلمجاهد، أيوب أبونصر.
وتوالت عبر منصات التواصل الاجتماع التعليقات التي استحسنت فيلم “وحده الحب” بعد مشاهدته، حيث وصفته الصحافية والناقدة الفنية سعيدة شريف بأنه “فيلم سينمائي موسيقي رائع”، وأشارت إلى أنه “يثير قضية حساسة بين الشعبين المغربي والجزائري، ألا وهي الحدود المغلقة بين البلدين الجارين التي فرقت بين عائلات مغربية وجزائرية عانت ومازالت تعاني الأمرين جراء هذا العبث والهراء السياسي المستمر”.
وتابعت “فيلم يتغنى بالحب ويؤمن بقدرته العجيبة على تكسير وتجاوز كل الحواجز والحدود، ويجعل من الموسيقى عصب هذا العمل السينمائي وشحنته القوية، وهو ليس بغريب على هذا المخرج السينمائي والموسيقي الذي يؤمن بأن (السينما هي المعبد الذي يجمع الفنون الستة التي سبقته). وختمت سعيدة شريف تدوينته بالقول “تحفة سينمائية وموسيقية بنفحة إنسانية رائعة”.
وأفاد الصحافي أحمد المساعد بأن “وحده الحب” جرى تصويره في مدينة وجدة والضواحي (شرق)، وأشار إلى أنه لعب في الفيلم دور الصحافي وسرد أزمة الحدود المغلقة.
وتحت عنوان “سمفونية شعرية تنتصر للحب… للإنسان” كتب السينمائي عبد العزيز الثلاث، أن هذا الفلم الذي تجري أحداثه على الحدود المغربية الجزائرية، لا علاقة له بالسياسة، إذ يتحدث عن الحب في قالب موسيقي مثل أغلب افلام كمال كمال، فعبر (حركة المشاعل) التي دعا اليها نشطاء فيسبوكيون في كلا البلدين بتحقيق رغبة أميرة (جبل عصفور) ليوارى جثمانها بالجبل الموجود على التراب الجزائري على بعد 25 كلم من حدود البلدين. وأكد أن الفيلم “انتصر لإرادة الحب، لإرادة الإنسانية، للإنسان الذي له أحلام بسيطة أجهضها تصلب السياسة، لأنها تفكر في اللحظة”.
في السياق نفسه، كتب الناقد عبد الكريم واكريم عن “وحده الحب”: فيلم غنائي موسيقي مليء بالأحاسيس، يقترب من مواضيع سياسية، ويلامسها من خلال ما هو إنساني صرف، ولا يتخذ موقفا ضد أو مع، رغم أنه يدين الوضع الحالي البئيس بصراحة فنية”.
ويرى الناقد والمخرج عبد الإله الجوهري أنه “إذا كان فيلم كمال كمال فوق مستوى كل الانتظارات فنيا وتقنيا، فهذا يعود بالأساس لتجربة هذا المخرج الولود الخلاق، وضبطه لإيقاعات الصنعة السينمائية المحترمة المغموسة بكل ثقة في روعة وضع الموسيقى التصويرية المعبرة، وعزف أنغام الفرقة والشجن الجارح على كمنجة الحب الموؤود بين الشعبين المغربي والجزائري، والذهاب بعيدا في سبر أغوار التجريب واحترام المتفرجين”.
والجدير بالذكر أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر مغلقة منذ عام 1994، على خلفية تفجير فندق “أسني” في مراكش، حيث اتهمت الرباط المخابرات الجزائرية بالوقوف وراءها، وقرر العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني فرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين، ليأتي قرار الرئيس اليمين زروال بغلق الحدود البرية بين البلدين.
تعليقات الزوار
لا دين لا ثقافة للنظام الجزائري
النظام الفاشي الحاكم في الجزائر منذ الانقلاب على الحكم المدني 1963 لا ثقافة له ولا دين له فكيف يستوعب قصص حب الشعوب. تحية خالصة للشعب الجزائري الاحرار الذين يمثلون 80 في المائة من الشعب اما الباقي ومنها 10 في المائة التي صوتت على الحكم العسكري تبون فهم عملاء وابواق النظام الحاكم