بينما زعمت إسرائيل نيتها فتح معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، بعد تأخير طويل، واصلت هجماتها ضد العديد من مناطق قطاع غزة موقعة عددا من الضحايا، حيث فاق عدد ضحايا الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين الـ70 ألف شهيد، من المعلومة هوياتهم، بخلاف آخرين لا زالوا تحت الركام، وفي مناطق لا تصل إليها طواقم الإنقاذ.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن وصول خمسة شهداء بينهم أربعة جدد وشهيد انتشال، و13 إصابة، إلى مشافي القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أنه منذ وقف إطلاق النار، بلغ إجمالي الشهداء 360 شهيدًا، فيما بلغ إجمالي الإصابات 922 مصابًا، كما جرى انتشال 617 شهيدًا.
وذكرت الوزارة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 70,117 شهيدًا و170,999 إصابة، منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
هجمات دامية
وفي هجوم إسرائيلي جديد على المنطقة الشرقية لمدينة غزة، حيث تقام منطقة “الخط الأصفر”، ارتقى شهيد برصاص قوات الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، وهو الثالث خلال أقل من 24 ساعة، حيث استشهد مواطنان من الحرب في هجوم مماثل ليل الثلاثاء.
وترافق ذلك مع استمرار الهجمات العنيفة على حي التفاح شمال شرق المدينة، بعد أن صعدت قوات الاحتلال من هجماتها على ذلك الحي، بعد توسيع نطاق “الخط الأصفر”.
وذكرت مصادر محلية أن قصفا مدفعيا طال العديد من مناطق الحي وكذلك حي الشجاعية المجاور، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات المتوغلة، كما سمع دوي انفجارات ناجمة عن نسف مبان جديدة هناك.
وأبلغ عن وقوع عدة إصابات في صفوف المواطنين، جراء استهداف حي التفاح، والذي اضطر الكثير من سكانه الذين كانوا في مناطق بعيدة نسيبا عن “الخط الأصفر” للنزوح القسري.
واستهدفت قوات الاحتلال بهجمات مماثلة المناطق الشمالية والشرقية لمخيم البريج وسط قطاع غزة، كما استهدفت أيضا بقصف جوي عنيف البلدات الواقعة شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأبلغ مواطنون عن قيام الطيران الحربي بشن عدة غارات على عدة مناطق شرق المدينة، حيث سمع دوي الانفجارات من مناطق عدة وسط وغرب المدينة، فيما استمرت عمليات القصف المدفعي وإطلاق النار على مناطق تقع شمال شرق مدينة رفح.
نقل جثامين مجزرة الشفاء
وفي سياق قريب، أعلنت إدارة مجمع الشفاء الطبي، عن إعادة تنظيم وتأهيل الخدمة الصحية بالمجمع من خلال إقامة توسعات ميدانية بديله عن المباني والأقسام المدمرة، وأبلغت ذوي الشهداء الذين تم دفنهم داخل المجمع، بأنه سيتم البدء بنقل جثامينهم من هناك، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بدءا من يوم الأحد القادم، مشيرة إلى أنه بعد ذلك التاريخ سيتم التعامل مع جميع الجثامين على أنها مجهولة وسيتم نقلها إلى مقبرة دير البلح، وقد دعت الأهالي للإسراع في نقل الجثامين.
وكانت الطواقم الطبية والنازحين من الأهالي، اضطروا خلال فترة اقتحامات المشفى المتكررة من قبل جيش الاحتلال، وارتكابه هناك مجازر وحشية بحق النازحين، دفن جثامينهم في باحات المشفى.
وفي هذا السياق، قال الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم، “إن الاحتلال الصهيوني المجرم يواصل تصعيد خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال استهداف مراكز الإيواء ومخيمات النازحين في وسط مدينة غزة، خارج الخط الأصفر”، لافتا إلى أن تلك الهجمات أدت إلى ارتقاء عدد من الشهداء وسقوط جرحى، إضافة إلى تعمّد قتل أحد الصحافيين في خان يونس جنوب القطاع.
وأشار إلى أن استمرار عمليات القتل ونسف المنازل وتهجير المواطنين وتقييد دخول المساعدات التي ينفذها الاحتلال “يؤكد أن هذا العدو يواصل حرب الإبادة على شعبنا في قطاع غزة، مع تغيير في الوتيرة لكنها تفضي إلى الأهداف ذاتها”.
وطالب من جديد الوسطاء والدول الضامنة التي اجتمعت في شرم الشيخ، إلى تحرك جاد لوقف هذه الخروقات، وإلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه من وقف تام للعدوان.
فتح معبر رفح
هذا وقد أعلن منسق حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحتلة، عن فتح قريب لمعبر رفح الفاصل بين غزة ومصر، والمخصص لسفر المواطنين.
وزعم أن عملية فتح المعبر تأتي وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وبتوجيهات المستوى السياسي، محددا أن العملية ستكون لـ”خروج السكان فقط” من قطاع غزة إلى مصر.
وقال “سيتمكّن السكان من الخروج عبر معبر رفح بالتنسيق مع مصر، وبعد موافقة أمنية من قبل إسرائيل، وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي، وذلك مماثل للآلية التي طُبِّقت في كانون الثاني/ يناير 2025”.
والآلية التي يتحدث عنها كانت مخصصة لسفر المرضى من قطاع غزة فقط، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وفي غزة هناك الآلاف من المرضى والمصابين الذين لا يتوفر لهم علاج في مشافي القطاع التي تعاني من التدمير ونقص الأدوية، بسبب الحرب، وقد حصلوا منذ أشهر على تحويلات علاجية، وينتظرون فتح المعبر المغلق للسفر وفق آلية تسمح لأعداد قليلة يوميا بالخروج من القطاع.
وستحرم الآلية العالقين في مصر من عوائل تقطعت بها السبل، أو مرضى أنهوا علاجهم من العودة مجددا إلى قطاع غزة، كما أن “المنسق” الإسرائيلي، لم يحدد موعدا دقيقا لفتح المعبر، والذي تأخر فتحه لأكثر من شهر كامل، في إطار مخالفات سلطات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار.
مساعدات قليلة
هذا وقد أكدت غرفة العمليات الحكومية، أن حجم المساعدات الإنسانية الواردة إلى قطاع غزة “ما زال متدنيًا بشكل خطير”، لافتة إلى أن متوسط الدخول خلال الأسابيع الماضية بلغ نحو 287 شاحنة يوميًا فقط، في حين يحتاج القطاع إلى ما لا يقل عن 1,000 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
وأوضحت في بيان أصدرته أن البيانات تشير إلى أن إجمالي الشاحنات التي دخلت القطاع خلال الفترة من 1 أكتوبر حتى 29 نوفمبر العام الحالي عبر معبر كرم أبو سالم وبوابتي “زيكيم” و”كيسوفيم” بلغ 17,259 شاحنة، بعد انقطاع لشهور طويلة، موضحة أن نحو 41% من الشاحنات الداخلة هي شاحنات تجارية تحمل في معظمها كماليات، وليست مواد إغاثية وغذائية أساسية.
وحذرت من أن استمرار الانخفاض الحاد في الغذاء والمياه والدواء ومواد الإيواء “يفاقم الأزمة الإنسانية، ويجعل العائلات تواجه يوميًا اختبارات قاسية للصمود أمام البرد والجوع والمرض”.
وطالبت غرفة العمليات الحكومية من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بـ”التحرك الفوري والضغط على الاحتلال لفتح جميع المعابر البرية دون قيود، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم”، وقالت إن “توفير بيئة مستقرة وآمنة يُعد شرطًا أساسيًا لتمكين المؤسسات الأممية والدولية والمحلية من تنفيذ التدخلات الإغاثية اللازمة وتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في القطاع”.
من جهتها أعلنت الأمم المتحدة، أنها تعمل مع حلول فصل الشتاء بتحدياته التي تواجه سكان غزة المنهكين، بالتعاون مع الشركاء في المجال الإنساني بلا كلل لتوسيع نطاق تقديم المساعدة للمحتاجين، بمن فيهم الأطفال، وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن شركاءه قدموا عشرات الآلاف من المواد الأساسية للأشخاص الذين عانوا بشدة على مدار العامين الماضيين نتيجة الحرب اشتملت على الأحذية والملابس والبطانيات والمناشف، إلى جانب توزيع الإمدادات الأساسية الأخرى.
ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إلى فتح جميع المعابر والممرات الحدودية المتاحة، بما في ذلك لتمكين المرضى من تلقي العلاج في الضفة الغربية، مؤكدا على ضرورة وصول فرق الطوارئ الطبية الدولية دون عوائق إلى غزة.
وأشار كذلك إلى استمرار الأمم المتحدة في تلقي تقارير عن غارات جوية وقصف وإطلاق نار، في جميع محافظات قطاع غزة الخمس خلال الـ24 ساعة الماضية.

تعليقات الزوار
لا تعليقات