تواصلت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، مساء الاثنين، حيث أضرموا النار في منازل ومركبات فلسطينية، وهاجموا رعاة أغنام في تجمعات بدوية شرقي القدس، وسط موجة تصعيد متواصلة منذ أسابيع. وجاءت هذه الاعتداءات بعد ساعات من تفكيك قوات الاحتلال بؤرة استيطانية قرب قرية الجبعة، ما أثار موجة هجمات انتقامية نفذها المستوطنون.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن مستوطنين أحرقوا 3 منازل و3 مركبات و”كرفانا” في قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم.
وقال رئيس المجلس القروي ذياب مشاعلة إن مجموعات من المستوطنين “هاجمت القرية وأحرقت ثلاثة منازل مأهولة وثلاث مركبات وغرفة متنقلة”، مشيراً إلى أن الأهالي تمكنوا من إخماد النيران دون وقوع إصابات، لكن الخسائر المادية كانت فادحة.
في المقابل، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجوم جاء قرب بؤرة استيطانية غير قانونية أُخليت في وقت سابق من اليوم. وأظهر مقاطع مصورة نشرتها وسائل إعلام فلسطينية نيراناً مشتعلة في المركبات ومحيط المنازل المستهدفة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه أرسل قواته وحرس الحدود والشرطة إلى الجبعة بعد تلقي “بلاغ” حول وجود عشرات المستوطنين الذين أشعلوا النيران، مدعياً أنه يقوم بتمشيط المنطقة بحثاً عن المتورطين.
وفي اعتداء آخر، أحرق المستوطنون منزلاً ومركبتين واعتدوا على عدد من الفلسطينيين في بلدة سعير شمال شرق الخليل.
كما هاجم مستوطنون رعاة أغنام في التجمعين البدويين “أبو غالية” و”العراعرة” قرب الكسارات المحاذية لبلدة عناتا شرق القدس، حيث رشقوهم بالحجارة واستهدفوا ماشيتهم وحاولوا طردهم من المراعي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات دون تسجيل إصابات.
نتنياهو “يندّد”
وفي السياق، ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الاثنين أعمال العنف التي نفذتها مجموعات من المستوطنين في الضفة الغربية، قائلاً إنهم “حفنة من المتطرفين لا يمثلون المستوطنين ويحاولون إحقاق العدالة بأنفسهم”.
وأضاف نتنياهو أنه سيعقد اجتماعاً للوزراء المعنيين “في أقرب وقت” لمعالجة ما وصفه بـ”الوضع الخطير”، بعد سلسلة هجمات استهدفت القرى الفلسطينية، من بينها الجبعة.
كما وصف زعيم المعارضة يائير لبيد الهجمات بأنها “مرحلة جديدة من تصعيد العنف”، فيما اعتبر يائير غولان أنها “إرهاب يهودي خارج عن السيطرة”.
تسارع خطير في الهجمات
وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 766 اعتداءً خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده، ضمن 2350 اعتداءً إسرائيلياً في الضفة الغربية، بينها 1584 اعتداءً للجيش.
وأدت اعتداءات الجيش والمستوطنين إلى استشهاد 1073 فلسطينياً وإصابة نحو 10,700 واعتقال أكثر من 20,500 خلال عامي حرب الإبادة في غزة.

تعليقات الزوار
لا تعليقات