أخبار عاجلة

مجلس الأمن يدين الضربات على قطر دون ذكر إسرائيل

عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة لبحث العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع، والذي أثار إدانات إقليمية ودولية واسعة، ومطالبات بتحرك عاجل لردع إسرائيل.

وبدأ اجتماع مجلس الأمن بطلب من الجزائر وبدعم الصومال وباكستان والمملكة المتحدة، ويشارك فيه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وفي افتتاح الجلسة، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو إن الضربة الإسرائيلية على الدوحة “صدمت العالم وشكّلت تصعيدا خطيرا ومقلقا”.

وقال مندوب الجزائر عمار بن جامع إن الهجوم “يضاف إلى الأعمال الطائشة من الاحتلال الإسرائيلي المتطرّف الذي يعتقد أنه يمكنه الإفلات من العقاب”.

واعتبر مندوب الجزائر أن الهجوم “إهانة للدبلوماسية”، و”فعل خطير وغير قانوني ضد وسيط يعمل بلا كلل لوقف إراقة الدماء في غزة”، و”يثبت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يسعى إلى السلام”.

وحذر من أن “صمت المجلس إزاء اعتداءات إسرائيل يؤجج الفوضى”.

وتساءل مستنكرا: “متى سيردع مجلس الأمن المحتلّ ويوقف جرائمه؟”.

وطالب بن جامع، المجلس بفرض تدابير لردع إسرائيل ووقف إفلاتها من العقاب.

كما أكد مندوب باكستان في مجلس الأمن عاصم افتخار أحمد، أن “العدوان الإسرائيلي على قطر يمثل استفزازا خطيرا، ويمكن أن يهدد السلام والاستقرار الإقليميين”.

واعتبر مندوب باكستان، الهجوم استهدافا للدبلوماسية، محذرا من أن “تقويض دور قطر وسيطا موثوقا قد ينسف مسارا أساسيا نحو السلام الدائم في المنطقة”.

بدوره، لفت مندوب الصومال في مجلس الأمن أبو بكر طاهر عثمان إلى أن الهجوم الإسرائيلي على قطر “ليس صدفة”، بل يأتي ضمن “استراتيجية متعمّدة” للتصعيد.

أما الولايات المتحدة، الداعم الأكبر لإسرائيل في حرب الإبادة على غزة، فأكدت على لسان مندوبتها في مجلس الأمن دوروثي شيا، أن “القصف على الدوحة التي تعمل إلى جانبنا للوصول إلى سلام لا يحقق أهداف إسرائيل، و(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب أكد لأمير قطر أن الهجوم لن يتكرر”.

وفي السياق ذاته، شدد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، على أنه “لا شيء يبرر الهجوم على قطر، التي تقوم بدور إيجابي لوقف الحرب في غزة، وعملت بلا كلل خلال عامين لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين”.

وتساءل مندوب روسيا متعجبا: “لماذا يتم التفاوض بشأن إطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار إذا كان بالإمكان إطلاق رصاصة على رأس المفاوض؟!”.

كما وصفت مندوبة المملكة المتحدة باربرا وودورد الضربة بأنها “انتهاك سافر” لسيادة قطر، وأكدت تضامن بلادها معها.

وسبق الجلسة إعلان “بيان صحافي” صادر عن أعضاء المجلس الـ15، بمن فيهم الولايات المتحدة، أدانوا فيه الضربة الإسرائيلية على الدوحة، دون ذكر إسرائيل بالاسم.

وشدد الأعضاء على “أهمية خفض التصعيد”، وأعربوا عن تضامنهم مع قطر، مؤكدين دعمهم “لسيادتها وسلامة أراضيها”.

و”البيان الصحافي” الصادر عن مجلس الأمن هو إعلان قصير غير ملزم يصدره رئيس مجلس الأمن أو أحد أعضائه، لتوضيح موقف المجلس من مسألة معينة، أو للتعليق على أحداث طارئة.

ولا يحمل هذا البيان قوة قانونية مثل “القرارات” أو “البيانات الرئاسية”.

وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن جيشها شنّ هجوما جويا على قيادة حركة حماس في الدوحة، وتوعدت بعدها بمهاجمة قادة الحركة الفلسطينية “في كل مكان”، ما أثار إدانات إقليمية ودولية ومطالبات بتحرك عاجل لردع إسرائيل.

وأدانت قطر الهجوم الإسرائيلي واصفة إياه بأنه “إرهاب دولة”، مؤكدة احتفاظها بحق الردّ على هذا العدوان الذي أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي.

فيما أعلنت حماس نجاة وفدها المفاوض بقيادة رئيسها في غزة خليل الحية، من محاولة الاغتيال، ومقتل مدير مكتبه جهاد لبد، ونجله همام الحية، و3 مرافقين هم عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك.

وجاء الهجوم على قطر رغم قيامها بدور وساطة إلى جانب مصر، وبمشاركة أمريكية، في مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويعكس هذا الهجوم توسيع إسرائيل اعتداءاتها إقليميا، إذ شنّت في يونيو/ حزيران الماضي عدوانا على إيران، وترتكب منذ نحو عامين إبادة جماعية في غزة، واعتداءات بالضفة الغربية المحتلة، وتنفذ غارات جوية على لبنان وسوريا واليمن.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات