استُشهد 62 فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال، وأُصيب العشرات منذ فجر الإثنين، جراء هجمات إسرائيلية مكثفة طالت مناطق متعددة في قطاع غزة، ضمن حملة الإبادة الجماعية المتواصلة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 21 شهراً، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان.
وقالت مصادر إن الغارات والقصف المدفعي الإسرائيلي استهدفت منازل وخيامًا تؤوي نازحين، وعيادات طبية، وتجمّعات مدنيين، ومراكز إيواء، ومركبات مدنية، ما أسفر عن مجازر جديدة في أنحاء متفرقة من القطاع.
ففي مدينة غزة وشمال القطاع، استُشهد ستة فلسطينيين بينهم رضيع جراء قصف استهدف عيادة الرمال التي كانت تؤوي نازحين، كما استُشهد فلسطيني في قصف طال شقة سكنية في حي تل الهوى، في حين أودت غارة إسرائيلية بحياة ثلاثة آخرين كانوا على متن مركبة قرب مستشفى الشفاء.
وفي حي الدرج، أسفر القصف عن استشهاد طفل ومواطن آخر، بينما سقط ثلاثة شهداء آخرين في قصف متفرق شرق المدينة. أما في حي التفاح، فقد استُشهد فلسطينيان من عائلة الرملاوي، في حين استُشهد اثنان آخران في قصف استهدف مركبة مدنية في حي الصبرة. كما شهدت بلدة بيت لاهيا شمال القطاع غارة جوية أسفرت عن استشهاد فلسطينيين.
وفي وسط القطاع، استُشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية استهدفت منزلًا في مخيم البريج، بينما استُشهد اثنان آخران إثر قصف خيمة تؤوي نازحين غربي مخيم النصيرات، كما سقط شهيد ثالث في قصف استهدف تجمعًا للمدنيين قرب مسجد السنة جنوبي النصيرات. وفي مدينة دير البلح، أُصيب أربعة فلسطينيين بجروح خطيرة نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت خيمة للنازحين.
أما جنوب القطاع، فقد استُشهد أربعة فلسطينيين في غارتين قرب مدينة حمد السكنية شمال خان يونس، فيما استُشهد ثلاثة آخرون في استهدافات متفرقة قرب سجن أصداء وفي بلدة بني سهيلا، واستُشهد اثنان في قصف قرب دوار أبو حميد شرق المدينة، إضافة إلى شهيدين آخرين سقطا في قصف قرب مفترق بئر 19 في منطقة المواصي. وفي مدينة رفح، استُشهد خمسة فلسطينيين وأُصيب أكثر من أربعين آخرين جراء إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي استهدف جموعًا من المواطنين قرب مراكز توزيع المساعدات.
وفي مجزرة جديدة، أفاد الدفاع المدني في غزة الاثنين أن 12 فلسطينيا على الأقل استُشهدوا وأصيب عشرات أخرون في غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل إن الجيش الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 12 شخصا، من بينهم ستة في عيادة طبية تؤوي فلسطينيين نازحين.
وأوضح أنه نقل الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة “6 شهداء و15 مصابا بينهم عدد من الأطفال، في غارة جوية اسرائيلية استهدفت غرفة في مبنى عيادة الرمال التي تؤوي مئات النازحين في حي الرمال” في غرب مدينة غزة.
وأدت الغارة إلى أضرار كبيرة في العيادة وحريق في عدد من أقسامها.
واضطر عشرات النازحين لمغادرة خيامهم والغرف التي يقيمون فيها داخل العيادة، بحسب شهود عيان.
وقال علي الضاش “تعرضت عيادة الرمال لضربتين في الليل وعند الفجر، انفجار ضخم، حريق شب في الغرف، ونقلوا عددا من الشهداء جثثهم كانت متفحمة” وأضاف أنه اضطر مع عائلته للنزوح عند أقاربه في خيمة في مخيم الشاطئ غرب غزة.
وذكر بصل أن فلسطينيا استشهد في غارة جوية صباح الاثنين بعد استهداف منزله في حي التفاح في شمال شرق مدينة غزة.
كذلك، استُشهد شخصان في غارة جوية استهدفت منزلا في غرب مدينة خان يونس، واستُشهد ثالث برصاص الجيش الإسرائيلي، في جنوب المدينة ذاتها.
وقال بصل إن الدفاع المدني نقل “شهيدين و20 مصابا من منتظري المساعدات، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم” في منطقة الشاكوش التي تبعد حوالى كيلومترين عن مركز المساعدات التابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعوم أمريكيا وإسرائيليا، في شمال غرب مدينة رفح.
وفي معرض رده على استفسارات حول حادثة منطقة الشاكوش ادعى الجيش الإسرائيلي أن قواته “أطلقت طلقات تحذيرية” بعد “عدة محاولات من قبل مشتبه بهم للاقتراب من قوات الجيش … بطريقة عرضت القوات للخطر”.
وأكد الجيش أن “جميع الطلقات التحذيرية أطلقت من على بُعد مئات الأمتار من موقع توزيع المساعدات وقبل ساعات من فتحه”.
تتولى “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل توزيع الأغذية في القطاع منذ 26 أيار/مايو، بعدما منعت إسرائيل على مدى شهرين دخول الإمدادات. لكن عملياتها تشهد فوضى مع تقارير شبه يومية عن وقوع شهداء بنيران إسرائيلية في صفوف المنتظرين لتلقي المساعدات.
وأكد الصليب الأحمر “الارتفاع الحاد في حوادث الإصابات الجماعية المرتبطة بمواقع توزيع المساعدات” خلال الشهر الماضي، ما “أثقل كاهل نظام الرعاية الصحية المنهار في غزة”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن مستشفاها الميداني في رفح الذي يضم 60 سريرا، “يعمل بما يتجاوز طاقته القصوى يوميا تقريبا”.
وأضافت “يُسارع موظفو المستشفى للتعامل مع تدفق متواصل من الإصابات، ومعظمها ناجم عن إطلاق النار”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات