قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك فرصة جيدة لإبرام اتفاق بشأن “تحرير الرهائن” ووقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هذا الأسبوع.
وقال ترامب للصحافيين قبل مغادرة واشنطن إن مثل هذا الاتفاق يعني أن من الممكن تحرير “عدد لا بأس به من الرهائن”.
ومن المنتظر أن يجتمع ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الإثنين في البيت الأبيض.
وفي سياق متصل، أفاد موقع “أكسيوس” بأن الرئيس ترامب يسعى للتوصل إلى اتفاق مع نتنياهو خلال لقائهما المرتقب في البيت الأبيض يوم الاثنين، يحدد ملامح إنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة. ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب يعتزم استثمار الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وإيران للدفع نحو اختراق سياسي محتمل في غزة، بعد أشهر من مفاوضات متعثرة لم تسفر عن نتائج ملموسة.
وبحسب التقرير، فإن الاتفاق المطروح حاليًا يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا تتخللها عملية تبادل تشمل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء وتسليم جثامين 18 آخرين. ويأمل ترامب أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولى نحو تسوية أوسع، رغم أن نتنياهو لم يُبدِ حتى الآن استعدادًا للتوقيع على اتفاق نهائي ينهي الحرب.
وتزامنًا مع التحركات السياسية، جرت في العاصمة القطرية الدوحة الأحد اجتماعات بين مفاوضين من إسرائيل وحركة حماس، برعاية قطرية ومصرية، في محاولة لتجاوز العقبات المتبقية في مسار التفاوض. وأعرب نتنياهو قبيل مغادرته إسرائيل عن أمله في أن يسهم لقاؤه مع ترامب في إتمام الاتفاق، فيما قال ترامب للصحافيين إنه يعتقد أن الاتفاق قد يُبرم خلال هذا الأسبوع.
لكن التحدي الأكبر يكمن في المرحلة التي ستلي وقف إطلاق النار المؤقت، وفقاً لموقع أكسيوس، حيث ستتحول المفاوضات إلى مناقشة مستقبل غزة بعد الحرب. وتسعى الولايات المتحدة إلى التفاهم مع إسرائيل بشأن الجهة التي ستتولى إدارة القطاع في غياب حماس، وضمانات أمنية تحول دون عودتها إلى المشهد.
ومن المقرر أن يعقد ترامب ونتنياهو عشاء عمل مساء الإثنين في البيت الأبيض، حيث سيكون ملف “اليوم التالي” على رأس جدول المباحثات، بحسب مصادر أمريكية. وقد بدأت بالفعل مناقشات تمهيدية حول هذا الملف الأسبوع الماضي بين مستشار نتنياهو رون ديرمر والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وذكر أحد المسؤولين الأمريكيين أن ترامب يريد سماع رؤية نتنياهو حول مستقبل غزة والوصول إلى تفاهم مشترك، قائلًا: “نريد اتفاقًا حول ما سيأتي لاحقًا، على الأقل إطارًا عامًا لليوم التالي”.
وفي السياق ذاته، خففت إسرائيل من موقفها بشأن ضرورة نفي قادة حماس كشرط لإنهاء الحرب، وأبدت استعدادًا للاكتفاء بإبعاد رمزي لعدد قليل من كبار القادة العسكريين.
وقال مسؤول إسرائيلي إن عدد القادة المتبقين قليل للغاية، لدرجة أن “قاربًا صغيرًا يكفي لنفيهم”. وأضاف أن إسرائيل تطالب بتفكيك الجناح العسكري لحماس، لكنها مستعدة لمنح عفو لعدد كبير من المقاتلين إذا سلموا أسلحتهم.
غير أن المعضلة الكبرى تظل في مسألة من سيحكم غزة بعد انتهاء الحرب، حسبما أفاد موقع “أكسيوس”، فكل من إسرائيل وإدارة ترامب ترفضان نموذج “حزب الله” في القطاع، حيث تبقى حماس كقوة عسكرية خفية بينما تتولى حكومة مدنية الإدارة. وأكد نتنياهو قبيل توجهه إلى واشنطن أن هدفه هو “القضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس”، مضيفًا: “حماس لن تكون هناك”.
في المقابل، يعارض نتنياهو أيضًا تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة القطاع، ويقترح أن تتولى دول عربية هذه المهمة بالشراكة مع شخصيات فلسطينية محلية غير مرتبطة بحماس أو بالسلطة. لكن مصر والأردن والإمارات والسعودية رفضت هذا الطرح، مشترطة دورًا للسلطة الفلسطينية وضمانات سياسية للفلسطينيين للمشاركة في أي خطة ما بعد الحرب.
وتسعى دول أوروبية وعربية إلى ربط خطة اليوم التالي في غزة بحل الدولتين، إلا أن حكومة نتنياهو ترفض ذلك بشكل قاطع، ما يعقّد الجهود الدولية للتوصل إلى رؤية سياسية شاملة للمرحلة المقبلة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات