أخبار عاجلة

نذير العرباوي يتوجّه الى إسبانيا لتأكيد تطبيع العلاقات بين البلدين

في سياق منحى إيجابي تشهده العلاقات بين البلدين بعد أزمة خانقة، توجّه الوزير الأول الجزائري نذير العرباوي، إلى مدينة إشبيلية الإسبانية للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، ممثلا للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

وأورد بيان للوزارة الأولى أن العرباوي ممثلا للرئيس عبد المجيد تبون، توجه إلى مدينة إشبيلية للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية الذي سينعقد في الفترة من 30 حزيران/ يونيو إلى 3 تموز/ يوليو 2025.

وسيعكف المشاركون في هذا المؤتمر على دراسة مختلف المسائل ذات الصلة بمشكلة تمويل التنمية، لاسيما من خلال الوقوف على مدى تنفيذ برنامج عمل أديس أبابا لدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وذلك بهدف صياغة اقتراحات وحلول جماعية لدعم جهود التنمية ورأب الفجوة التمويلية، وفق المصدر ذاته.

وتعد هذه أرفع زيارة لمسؤول جزائري إلى إسبانيا منذ عام 2022 سنة انتكاسة العلاقات بين البلدين، بعد قرار حكومة مدريد تبني خطة الحكم الذاتي في الصحراء الغربية وهو ما تعارضه الجزائر التي تدافع عن حق الصحراويين الذين تستضيف جزءا منهم على أراضيها كلاجئين في تقرير المصير. وتقرر إثر ذلك، سحب السفير الجزائري من مدريد، ثم قرار الرئاسة الجزائرية، التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة مع المملكة الإسبانية سنة 2002.

وشكّل القرار الإسباني في ذلك الوقت مفاجأة للجزائر، على اعتبار مدريد هي القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية ولا تزال القوة المديرة للإقليم. وذكرت الرئاسة الجزائرية في مبرراتها في ذلك الوقت أن ما فعلته إسبانيا “يعد انتهاكا لالتزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية للسلطة المسؤولة عن الإقليم والتي تقع على كاهل مملكة إسبانيا حتى يتم إعلان إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية من قبل الأمم المتحدة”.

لكن اتجاه العلاقات بعد نحو سنتين من ذلك، بدأ يسير نحو التقارب، حيث قامت الجزائر بتعيين سفير لها من جديد في مدريد في الثلث الأخير من سنة 2023، في وقت استعاد السفير الإسباني في الجزائر هامش المبادرة من خلال إجرائه لقاءات مع الفاعلين في الحقل الاقتصادي بالجزائر. وساهم في تحسّن العلاقات، وفق قراءات، عدة عوامل بينها تقدير الجزائر لموقف بيدرو سانشيز المؤيد لإقامة دولة فلسطينية، الذي أعرب عنه في سياق العدوان الإسرائيلي على غزة، كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحديثه من جديد عن دعم المسار السياسي لحل النزاع في الصحراء الغربية وفق مقررات الأمم المتحدة.

وحتى مع عودة السفير، ظلت العلاقات شبه باردة في الأشهر التي تلت ذلك، إلى أن كان أول كسر للجليد بين مسؤولي البلدين، بلقاء بين وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف مع نظيره الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا شباط/ فبراير الماضي، وتأكيدهما على تعزيز العلاقات بين البلدين. إلى جانب، إطلاق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وصف “الدولة الصديقة”، على إسبانيا، في سياق تهنئته للروائي ياسمينة خضرا الذي تم تكريمه في هذا البلد.

وفتح ذلك الباب أمام عدة جولات تقارب، كان أبرزها الزيارة التي قام بها وزير الداخلية إبراهيم مراد إلى إسبانيا يومي 24 و25 شباط/ فبراير الجاري، بدعوة من نظيره وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا قوماز، بمرافقة كل من المدير العام للأمن الوطني علي بداوي والمدير العام للحماية المدنية بوعلام بوغلاف، حيث سمحت تلك الزيارة بتباحث ملفات التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وفي الجانب الاقتصادي، شهدت العلاقات تطورًا لافتًا باستعادة الشركات الإسبانية القدرة على التصدير للجزائر، بالإضافة إلى تبادل الزيارات بين الفاعلين الاقتصاديين. وأجرى في هذا السياق وفدان رسميان جزائريان، زيارتين متتاليتين إلى إسبانيا، بعد أكثر من سنتين من الجمود بين البلدين. كانت الأولى في أواخر شباط/ فبراير، حيث قاد المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، وفدًا اقتصاديًا إلى عدة مدن إسبانية، في إطار مشروع “الشراكة من أجل الاستثمار المستدام”، الذي أطلقته وزارة الشؤون الخارجية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

وشهدت الزيارة تنظيم لقاءات مكثفة مع متعاملين اقتصاديين ورؤساء غرف التجارة والصناعة بكل من فالنسيا وكاستيون وأليكانت، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل في برشلونة تناولت واقع وآفاق مناخ الاستثمار في الجزائر. وقدّم ركاش خلال هذه اللقاءات عرضًا شاملًا حول الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي باشرتها الجزائر لتعزيز جاذبية مناخ الأعمال، مع التركيز على التحفيزات المتاحة للمستثمرين الأجانب في قطاعات الطاقة، الصناعة، الفلاحة، والخدمات. وقد لاقت هذه المبادرة اهتمامًا إيجابيًا من الجانب الإسباني، الذي رأى فيها مؤشرا واضحًا على بداية انفراج في العلاقات الاقتصادية الثنائية.

أما الزيارة الثانية، فكانت ذات طابع اقتصادي وتكنولوجي، حيث شارك وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، سيد علي زروقي، في 2 آذار/ مارس الماضي، في اجتماع وزراء المواصلات والابتكار الأفارقة بمدينة برشلونة، عشية انعقاد المؤتمر العالمي للهاتف النقال. وتمحورت مداخلته حول أهمية الذكاء الاصطناعي كرافعة للتنمية في القارة، حيث دعا إلى وضع قواعد مشتركة لاعتماد هذه التكنولوجيا الحديثة. كما شارك الوزير في سلسلة من اللقاءات الوزارية رفيعة المستوى على هامش المؤتمر، تم خلالها بحث قضايا استراتيجية متعلقة بالبنية التحتية الرقمية، والخدمات المالية عبر الهاتف، وآفاق التحول الرقمي في إفريقيا.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات