أخبار عاجلة

الشيخ قاسم: «حزب الله» لن يسلّم السلاح بلا ضمانات وانسحاب العدو الإسرائيلي

 48 ساعة حاسمة تظهر الخيط الأبيض من الأسود وتتظهر حقيقة الرد اللبناني على الورقة الأمريكية التي حملها الموفد توم برّاك والتي تضمنت خارطة طريق لحل مسألة سلاح «حزب الله» وفقاً لخطوة مقابل خطوة، في ظل تراجع الآمال بموافقة «حزب الله» على حصرية السلاح بيد الدولة، انطلاقاً من رفضه السير بالمواعيد الأمريكية والإسرائيلية بل بناء لأجندة داخلية.
وعشية وصول برّاك، كثّفت اللجنة الممثلة للرؤساء الثلاثة اجتماعاتها لإنجاز الخطوط العريضة للرد اللبناني، بعدما تسلّمت اللجنة ملاحظات «حزب الله» من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري ومضمونها لا تسليم للسلاح قبل تأمين الضمانات ولاسيما أن التجربة في الأشهر الماضية في موضوع الدول الضامنة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لم تكن مشجعة إذ لم تتمكن أمريكا ولا فرنسا من لجم إسرائيل التي لا تزال تواصل اعتداءاتها.

ذكرى عاشوراء

وجاءت ذكرى عاشوراء التي شملت الضاحية الجنوبية وبعلبك ومحافظتي الجنوب والنبطية لتشكّل مناسبة لأمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي ألقى كلمة في المناسبة أكد فيها «أن التحرير سيستمر ولو طال الزمن» وسأل «كيف تُريدوننا ألا نقف بهذه الصلابة، والعدو ‏الإسرائيلي لا زال يعتدي، لا زال يحتل النقاط الخمس، ولا زال يدخل إلى الأراضي ويقتل؟ قَتل في ‏النبطية، وقَتل في خلدة، وقَتل في أماكن مختلفة، وقصف وروّع الأهالي والسكان والأطفال.
هذا ‏عدوان لا يمكن أن نُسلّم له، وفي رقبتنا أمانة الشهداء، أمانة السيد عباس، أمانة الشيخ راغب، أمانة سيد شهداء الأمة السيد حسن، وصفيه الهاشمي، أمانة كل الشهداء الأبرار».
وقال قاسم «لن نكون جزءًا من شرعنة الاحتلال في لبنان وفي المنطقة، لن نَقبل بالتطبيع، الذي هو تنازل ومذلة للمطبعين مع العدو الإسرائيلي، وسيرون أن النتائج سلبية عليهم من إسرائيل وأمريكا.

خيارنا خيار حسيني، خيار الشعب خيار حسيني، هذا الشعب الهادر لا يقبل الظلم والاستسلام. نحن حفظة الأمانة، نحن سنستمر، نحن سنواجه، وهيهات منا الذلة».
وتابع «ثانيًا، اتفاق وقف إطلاق النار محطة يُفترض فيها أنها أوقفت حربًا، وأن تُوقف العدوان الإسرائيلي، تجاوزه العدوان بخروقاتٍ بالآلاف، ودعم أمريكا هذا العدوان. وبالتالي، هم دائمًا يعملون على تهديدنا، ويُروجون بأن علينا أن نخضع إذا لم يكن هناك اتفاق جديد، أو إذا لم تكن هناك خطوات منا إليهم.
هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام. لا يُقال لنا: ليّنوا مواقفكم، بل يُقال للعدوان: توقف. لا يُقال لنا: اتركوا السلاح، بل يجب على أولئك الذين يتفرجون أو يُضيقون علينا أن ينضموا إلى منظومة الدفاع برعاية الدولة التي عليها أن تتصدى بكل الوسائل إن لم تنفع الدبلوماسية. إن استباحة العدوان والقتل والجرائم الإسرائيلية الأمريكية يجب أن تتوقف. لِيكن معلومًا وواضحًا: إسرائيل هي المشكلة وليست المقاومة. المقاومة هي حلٌ من الحلول، وبقاء إسرائيل أزمة حقيقية يجب أن نُواجهها».

«مرحلتان وخياران»

وأضاف قاسم: «نحن أمام مرحلتين متتاليتين: المرحلة الأولى الاتفاق، والمرحلة الثانية تطبيق القرار 1701. موقفنا أننا مع الانتهاء من المرحلة الأولى. أولًا، يجب على إسرائيل أن تُطبق الاتفاق: أن تنسحب من الأراضي المحتلة، أن تُوقف عدوانها، أن تُوقف طيرانها، أن تُعيد الأسرى، أن يبدأ الإعمار. عندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية، حاضرون لِنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية، حاضرون لِنرى كيف يكون بلدنا قويًا في الاقتصاد والعسكر والأمن والسياسة وبناء الدولة. نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن، اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، لا تعنينا معادلة أمريكا وإسرائيل التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام. حاليًا، اليوم توجد معادلة يقولون لنا: إما أن نقتلكم، وإما أن تستسلموا. هذه المعادلة سخيفة بالنسبة لنا، قطعناها منذ زمن، وخلصنا منها منذ زمن. نحن لدينا معادلة ثانية، هي التي نسير بها: حقوقنا أو باطلهم. نحن متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لإحدى الحُسنيين، لكن لا يوجد محلّ للاستسلام.

لا تُناقشوا إمكاناتنا، ولا تُناقشوا قدرتنا، ولا تُناقشوا عواطفنا ومشاعرنا. عليكم أن تنظروا إلى أمر واحد: نحن رجال الميدان، بين السِلّة والذِلّة، هيهات منا الذلّة».

«مستعدون للسلم وكذلك المواجهة»

وتابع الشيخ نعيم «أعلنُ باسم «حزب الله» أننا مستعدون للخيارين: مستعدّون للسلم وبناء البلد، وبذل أقصى الطاقة والتعاون بما التزمنا به، ومن أجل النهضة والاستقرار. ونحن جزء لا يتجزأ من سلام لبنان، وبناء لبنان، وعزّة لبنان، كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع. نحن قومٌ لا نُهزم ولا نخضع، نحن قومٌ لن نتخلى عن بلدنا وأرضنا، لن نتخلى عن كرامتنا وحقوقنا، سندافع بلغ ما بلغت هذه التضحيات. ما تركتك يا حسين، لا تظنّوا أننا جماعة ليس لدينا العِزْوة والاجتماع والقوة والفعالية. يكفينا شرفًا وسعادة وتوفيقًا أننا في «حزب الله» و«حركة أمل» على قلب واحد، في كل بيت، وفي كل شارع، ومع كل بندقية، وفي كل مواجهة. يكفينا أننا في بيئتنا، سواء كان الناس من المتديّنين أو غير المتديّنين، هم بيئة واحدة تحت ظل المقاومة». وختم «يقولون: ولماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟ يا أخي، كيف نُواجه إسرائيل وهي تعتدي علينا إذا ما كان معنا؟ من الذي يمنع إسرائيل من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال في داخل بيوتهم، لو لم تكن هناك مقاومة عندها قدرات معينة تستطيع أن تُدافع بالحد الأدنى؟ هل يمكن أن نقبل بأن نتخلى عن قدرة دفاعنا؟ نحن لا نقبل أن نعيش في لبنان في سجن كبير، بل في بلدٍ حر وعزيز وسيد ومقاوم. وهذا هو الشرف الذي نعمل لأجله».

يزبك: أين ضمانتكم؟

وقال رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الوكيل الشرعي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، من بعلبك «واجه أبطال المقاومة الحسينيون في معركة أولي البأس، وقد أبلوا بلاء حسناً، فأسقطوا أهداف العدو حتى طلب وقف إطلاق النار من مبعوثهم هوكشتين، بوثيقة وافقت عليها الدولة، ووافقنا لأننا لا نريد الحرب، وإنما كنا في حالة دفاع، على أن تتحمل الدولة المسؤولية في تنفيذ الاتفاق وتحمل الحماية والدفاع عن الوطن والعمل بكل وسيلة لانسحاب العدو الإسرائيلي، موضحاً «أن أمريكا ضمنت تنفيذ الاتفاق وشكلت خماسية، إلا أن العدو لم يلتزم ونقض الإتفاق، والضامن قد غاب عن السمع، بل أيد الإعتداءات والخروقات الإسرائيلية. واليوم تطالعنا من الضامن دعوة لاتفاق جديد، ويحق لنا أن نسأل ماذا صنعت أيها الضامن بالاتفاق الأول حتى تطالبنا باتفاق آخر؟! وأين ضمانتكم من كل الذي يجري على الساحة من تفجير واغتيالات واعتداءات؟!». وختم يزبك «لا يتوهمن أحد هزيمة المقاومة، ولا يُمنّي أحد نفسه بذلك، فإن إخوة الاستشهاديين الذين سطروا الأسطورة في الدفاع عن الحدود والقرى الأمامية هم اليوم أشد بأساً وعزيمة، والبيئة الحاضنة هي أشد تعاطفاً.

تحذير كاتس

في المقابل، أعاد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تهديد الشيخ نعيم قاسم، وقال: «كلام زعيم «حزب الله» يدل على أنه لم يتعظ من نصر الله ولا من خليفته».
أما لبنانياً، فلم تغب الردود على قاسم، ورأى عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب رازي الحاج «أن الامين العام لـ«حزب الله» ورئيس مجلس النواب يخاطران بمصير لبنان واللبنانيين مرة جديدة». واعتبر «أن اللعب على الكلام في الرد على ورقة المبعوث الامريكي وتوزيع الأدوار لن يفيد وسيضع لبنان امام حرب جديدة مدمرة!» مضيفاً «على الحكومة أن تجتمع فوراً وتأخذ موقفاً واضحاً وتبلغه إلى مجلس النواب». ورأت النائبة بولا يعقوبيان أنه «مجدداً وفي إطار الرسائل المدبّجة بالدم والحديد والنار، ترمي قيادة «حزب الله» شباباً بعمر الورد بسلاح ينتمي إلى عصر مضى، لمواجهة مصير محتوم أمام آلة حرب إسرائيلية لم تبق ولم تذر». وسألت: «هل المطلوب أن يُقتل كل هولاء الشبان، ويسقط لبنان بالضربة القاضية حتى يتعظ ذاك المتقمص شخصية زعيم، وأولئك الذين يحركونه من أقبية الظلام خلف الحدود؟!». وسألت «هل قدر الطائفة الشيعية الكريمة أن تكون مجرد حطب لنيران نيرون العصر الحديث؟».

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات