أخبار عاجلة

أكثر من 10 في المئة من سكان غزة بين شهيد وجريح

تواصل الغارات الدموية التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة تصاعدها بشكل كبير، حيث استُشهد وأُصيب عشرات المواطنين في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي، اليوم الإثنين، استهدفت بعضها مخازن للمساعدات الغذائية. وأدى الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا إلى نفاد الأماكن المخصصة لدفنهم، في وقت تتواصل فيه عمليات النزوح القسري من المناطق التي تلقت تهديدات إسرائيلية مؤخرا.

وأعلنت وزارة الصحة أن الحصيلة الإجمالية لأعداد الضحايا منذ تجدد العدوان في 18 مارس الماضي قد بلغت 6,203 شهداء و21,601 مصابا.

وبذلك ارتفع إجمالي عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 56,531، إضافة إلى 133,642 إصابة، بينما لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني عاجزة عن الوصول إلى العديد من الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات.

قصف مخازن المساعدات الغذائية

ميدانيا، استُشهد عشرة مواطنين وأُصيب آخرون بجراح متفاوتة، جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي مخزن لتوزيع المساعدات الغذائية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. ونُقل الضحايا إلى مستشفى المعمداني وسط المدينة بعد جهود مضنية من الأهالي وطواقم الإسعاف.

وذكرت مصادر محلية أن المواطنين كانوا يتجمعون للحصول على كميات قليلة من المساعدات حين فُوجئوا بقصف مفاجئ طال الموقع. وقد تناثرت جثث الضحايا في المكان، وسط بقع من الدماء وصرخات المصابين، فيما أتلف القصف كميات كبيرة من المواد الغذائية المُعدة للتوزيع.

وتحدث شهود عيان عن أن القصف بدا متعمدا، في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لضرب أماكن توزيع المساعدات غير التابعة للاحتلال، والإبقاء فقط على المراكز التي تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية” بالتعاون مع شركة أمريكية، حيث سُجل استشهاد أكثر من 550 مواطنا عند تلك المراكز.

واعتبرت الهيئة العامة لشؤون العشائر هذه المجزرة “امتدادا لجرائم الاحتلال الممنهجة لتجويع الشعب الفلسطيني وتحويل مراكز الإغاثة إلى مصائد موت”، مؤكدة أن “هذه السياسة لن تنال من عزيمة أهل غزة”.

 

مجزرة استراحة البحر

وفي مجزرة أخرى، استُشهد 24 فلسطينيا جراء قصف استهدف استراحة على شاطئ غزة غرب المدينة، ونُقل عشرات الجرحى، بعضهم في حالات حرجة، إلى مجمع الشفاء الطبي.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد الصحافي إسماعيل أبو حطب، ليرتفع عدد شهداء الصحافة إلى 228 منذ بدء العدوان، كما أُصيبت الصحافية بيان أبو سلطان في القصف ذاته. وأدان المكتب سياسة الاستهداف الممنهج للطواقم الإعلامية، داعيا المؤسسات الصحافية الدولية إلى تحرك عاجل لمحاسبة الاحتلال.

كما استُشهدت المواطنة أمل الحرازين بعد قصف بطائرة مسيّرة في حي الزيتون. وتم العثور على رفات شهيد من عائلة البردويل في منطقة البيدر غربي “محور نتساريم”، بعد فقدانه منذ أكثر من عام ونصف. وارتقى ثلاثة مواطنين وأُصيب آخرون في قصف قرب ميدان الشهداء بمخيم الشاطئ.

 

وفي الشجاعية، استهدفت طائرات الاحتلال سوق البسطات ومباني سكنية، كما قُصفت ساحة الشوا في حي التفاح، واستشهد ثلاثة مواطنين وأُصيب عدد آخر جراء استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون.

تصعيد في شمال غزة

تزامن ذلك مع قصف مدفعي مكثف طال أحياء الشجاعية والتفاح ومحيط مناطق التوغل البري. واستشهد أربعة مواطنين قرب دوار حلاوة في جباليا البلد، كما هزّت انفجارات ضخمة مناطق التوغل في بيت لاهيا وبيت حانون، وقُصفت جباليا والنزلة والمخيم أيضا.

ونزح الآلاف من شمال غزة باتجاه المدينة، وسط مشقة شديدة، حيث شوهد كبار السن والنساء يسيرون تحت شمس الصيف الحارقة، إما على الأقدام أو على عربات بسيطة. واستقر العديد منهم في مناطق مكتظة أصلًا بالنازحين، بعضهم نصب خيامًا على الأرصفة.

 

غارات على وسط وجنوب القطاع

في الوسط، استُشهد مواطن وأُصيب آخرون قرب “محور نتساريم”، وقُصفت مناطق شمال مخيمي النصيرات والبريج. كما ألقت طائرة مسيّرة قنبلة قرب مستشفى يافا، وقُصفت خيمة نازحين داخل مشفى شهداء الأقصى، ما أدى إلى إصابات، في انتهاك واضح للمرافق الطبية.

وفي خان يونس، استُشهد 13 فلسطينيا في قصف طال منتظري المساعدات جنوب غرب المدينة، بينهم ثلاثة من عائلة أبو مصطفى. واستهدف الاحتلال خيام نازحين في مناطق العطار والشيخ ناصر وبني سهيلا، فيما تواصل القصف المدفعي العنيف شرق المدينة، وسط أنباء عن نسف مبانٍ جديدة.

وفي رفح، استُشهد مواطن بالقرب من مركز توزيع المساعدات الأمريكية في منطقة الشاكوش شمال غرب المدينة.

كارثة المقابر ونفاد القبور

في هذا السياق، أعلن الناطق باسم “الأونروا”، عدنان أبو حسنة، أن المؤسسة التي أنشأها الاحتلال لتوزيع المساعدات “ستفشل، لأنها لا تمت للعمل الإنساني بصلة”، مؤكدا أن “عدد الشهداء والجرحى في غزة يعادل 10% من السكان، وربما أكثر”، مشيرا إلى أن “ما يجري يفوق وصف الكارثة، ويستدعي مصطلحا جديدا”.

وأعلنت إدارة مغسلة مستشفى ناصر عن نفاد القبور المخصصة لدفن الشهداء.

تحذيرات من منظمات دولية

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الشحنة الطبية الأخيرة “لن تقدم سوى القليل من الإغاثة”، محذرة من أن “المدنيين يُقتلون أثناء بحثهم عن الطعام”.

كما وجهت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس رسالة إلى رؤساء الكنائس في العالم، طالبتهم فيها بموقف علني يرفض الجرائم الإسرائيلية، ويطالب بوقف الدعم الممنوح للاحتلال، ومحاسبته وفق المبادئ المسيحية والمواثيق الدولية.

وحذّرت اللجنة في ختام رسالتها من أن “الصمت والتقاعس لا يعنيان سوى تمكين الجلاد من الإفلات من العقاب”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات