أخبار عاجلة

دعوات دولية لوقف القتال والعودة إلى الدبلوماسية بين إسرائيل وإيران

عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة بطلب من إيران وبرعاية من الجزائر، والصين، وباكستان، لمناقشة الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تحت بند “التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين”، وذلك بعد نحو أسبوع على بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران/ يونيو الجاري.

كان أول المتحدثين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي أعرب عن قلقه من تصاعد المواجهة، داعيًا جميع الأطراف إلى إعطاء السلام فرصة. وقال: “اتساع رقعة الصراع قد يشعل نارا لا يمكن السيطرة عليها… نحن لا نشهد حوادث معزولة بل نتجه نحو الفوضى”.

وأشار غوتيريش إلى أن جوهر الصراع يتمحور حول الملف النووي الإيراني، مشدداً على أهمية احترام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وأضاف: “صرّحت إيران مراراً بأنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، والسبيل الوحيد لبناء الثقة هو عبر الدبلوماسية الشاملة، بما في ذلك السماح بوصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل”.

وحث الأمين العام المجتمع الدولي على التكاتف خلف مسار دبلوماسي يستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خصوصاً في ظل ما وصفه بـ”الأهوال المتفشية في غزة”. وختم بقوله: “العواقب غير متوقعة، فلنتحرك بمسؤولية لإنقاذ منطقتنا وعالمنا من حافة الهاوية”.

أزمة إنسانية وقلق من انفجار إقليمي

بدورها، قدمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إحاطة مفصلة عن تداعيات النزاع، مشيرة إلى مئات الضحايا المدنيين في كلا البلدين.

وأوضحت أنه حتى 19 حزيران/ يونيو، قُتل 224 شخصًا وجُرح أكثر من 2500 آخرين في إيران، وفقًا لوزارة الصحة الإيرانية، فيما أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 شخصًا وإصابة 915 في إسرائيل، بحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وحذرت ديكارلو من “صراع شامل وأزمة إنسانية وشيكة”، وقالت إن الوضع يمتد إقليمياً مع إطلاق الحوثيين صواريخ من اليمن باتجاه إسرائيل، وتصاعد التوتر بين الجماعات المسلحة في العراق، وأضافت: “الخطر على المدنيين يتزايد كل يوم”.

كما حذّرت من تداعيات اقتصادية عالمية محتملة، خصوصا على حركة التجارة عبر مضيق هرمز، الذي وصفه البنك الدولي بأنه “أهم ممر نفطي في العالم”.

القلق النووي يتصدر المشهد

من جهته، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، من أن الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية تسببت في “تدهور حاد في السلامة والأمن النوويين”. وأكد أن الوكالة لم ترصد حتى الآن أي تسرب إشعاعي، لكنها قلقة من احتمال وقوع ذلك في حال استمرت الهجمات.

وأشار غروسي إلى استخدام إسرائيل ذخائر خارقة للأرض، ما أدى إلى أضرار هيكلية في المنشآت النووية، كما أعرب عن قلقه بشأن ضربة محتملة على محطة بوشهر النووية قد تؤدي إلى “انبعاث إشعاعي كبير وعمليات إجلاء طارئة”.

كما حذر من استهداف منشآت نووية في مناطق مكتظة بالسكان مثل طهران، ودعا الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى دعم استئناف عمليات التفتيش وضمان حماية المنشآت النووية.

وقال غروسي: “الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي. الحل الدبلوماسي في متناول اليد، والبديل هو صراع طويل الأمد وتهديد وشيك بالانتشار النووي”.

واشنطن: دعم لإسرائيل وتحذير لإيران

من جانبها، قالت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، إن الشرق الأوسط يشهد “لحظة حاسمة”، مؤكدة أن “الأوان لم يفت بعد لتتخذ حكومة إيران القرار الصائب”.

وأكدت شيا أن الرئيس دونالد ترامب شدد على ضرورة تخلي طهران الكامل عن برنامج تخصيب اليورانيوم وأي طموحات لامتلاك سلاح نووي، مضيفة: “رغم أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية، فإنها تقف إلى جانب إسرائيل وتدعم إجراءاتها”.

وأضافت أن “إيران باتت تمتلك كل ما تحتاجه لإنتاج سلاح نووي، وما ينقصها فقط هو قرار من مرشدها الأعلى”، ووصفت ذلك بأنه “أمر غير مقبول”.

واتهمت السفيرة الأمريكية القيادة الإيرانية بـ”تقديم الإرهاب والطموحات النووية على حساب رفاه شعبها”، مشيرة إلى أن “ضعفها بات واضحا للعالم”، على حد تعبيرها.

الجزائر: هجوم غير مبرر

من جهته، اعتبر المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، أن “الاعتداءات الإسرائيلية على إيران غير مبررة”، مؤكداً أن “الحل الدبلوماسي يظل الخيار الأنسب لتفادي التصعيد في المنطقة”.

وقال بن جامع إن هذه الاعتداءات الإسرائيلية “تشكل سابقة خطيرة وخرقاً واضحاً للقانون الدولي”، مضيفاً أن “ما قام به الاحتلال الإسرائيلي يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ولا يمكن تبريره بأي حال”.

ودعا المجتمع الدولي إلى مراجعة مواقفه حيال ما يجري، محذراً من أن “الصمت على هذه الانتهاكات يثير تساؤلات جدية بشأن مصداقية منظومة الحماية الدولية، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

كما شدد المندوب الجزائري على رفض بلاده “لأي سردية تحاول تبرير العدوان الإسرائيلي على إيران”، معتبراً إياها “تشويهاً للحقائق وغير مقبول”.

وفي سياق متصل، أكد بن جامع أن الحل الدبلوماسي لا يزال الطريق الأمثل، مشيداً بجهود سلطنة عمان في رعاية المفاوضات، داعياً إلى الحفاظ على هذا المسار كخيار رئيسي لتجنب مزيد من التوتر.

وعبّر كذلك عن رفض الجزائر لـ”ازدواجية المعايير في التعامل مع استهداف المدنيين والبنى التحتية”، داعياً إلى تطبيق القانون الدولي بشكل متساوٍ على الجميع، دون استثناء.

وأشار في هذا الصدد إلى الاتهامات الإسرائيلية والأمريكية لإيران باستهداف المدنيين، في وقت “تتجاهل فيه تلك الأطراف الدعوات المستمرة لحماية المدنيين في قطاع غزة منذ نحو عامين”.

وختم السفير الجزائري بالتأكيد على “أهمية احترام سيادة الدول، ورفض أي اعتداء على أعضاء الأمم المتحدة تحت أي ذريعة كانت”.

الصين: يجب العودة إلى المفاوضات

بدوره، شدد السفير الصيني، فو كونغ، على ضرورة إنهاء القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات. وحذر من استمرار التصعيد، مشيراً إلى أن الخسائر لن تقتصر على إيران وإسرائيل بل ستمتد لتطال المنطقة بأكملها.

وأكد كونغ أن “الأعمال الإسرائيلية تنتهك القانون الدولي ومعايير العلاقات الدولية، وتهدد أمن وسيادة إيران، فضلاً عن تهديدها للأمن والسلم الدوليين”.

وتحدث عن اقتراح بلاده الذي يدعو إلى تعزيز المحادثات ووقف فوري لإطلاق النار، محذراً من انزلاق الأوضاع في المنطقة إلى هاوية لا تُحمد عقباها، ومشدداً على ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن هجماتها فوراً.

إيران: انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة

أما السفير الإيراني، أمير سعيد إيرواني، فقد وصف الهجمات الإسرائيلية على بلاده بأنها “غير مبررة، ومتعمدة، وممنهجة، وتم التخطيط لها مسبقاً”، مشيراً إلى أنها تمثل خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، ولا يمكن أن تتم “دون تعاون مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأكد أن هذه الاعتداءات تستهدف مواقع نووية سلمية، وتشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وكذلك لنظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معتبراً أنها “ترقى إلى اعتداء مباشر على منظومة عدم الانتشار الدولي”. وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 487، الذي تم اعتماده بالإجماع، “ينص صراحة على أن أي اعتداء عسكري على منشآت نووية خاضعة للضمانات يُعدّ اعتداء على نظام الضمانات وعلى معاهدة عدم الانتشار”، مطالباً مجلس الأمن بتطبيق قراراته.

وحذر إيرواني من أن “عجز مجلس الأمن عن التحرك الآن يبعث برسالة مفادها أن القانون الدولي يُطبّق بشكل انتقائي”، مشدداً على أن “انهيار منظومة عدم الانتشار سيجعل المجلس والنظام الإسرائيلي شريكين في المسؤولية عن ذلك”. كما اتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ”الانحياز وعدم التحرك”، رغم استهداف إسرائيل لمواقع خاضعة لضماناتها.

وأضاف أن التهديدات العلنية من قبل الولايات المتحدة باستهداف المنشآت النووية الإيرانية المحمية تُعد “انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وخرقاً لمبدأ المساواة في السيادة بين الدول”. ودعا مجلس الأمن إلى “التحرك الفوري واعتبار استخدام إسرائيل للقوة ضد إيران خرقاً للسلام وعملاً عدوانياً”، مطالباً باتخاذ تدابير ملزمة بموجب الفصل السابع “لوقف العدوان ومنع تكراره”، والتصدي لخطر اندلاع حرب إقليمية أوسع.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات