شهدت الساعات الأخيرة تصريحات إسرائيلية تصعيدية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى، الذي تنتهي مرحلته الأولى بنهاية يوم غد السبت، الموافق لبداية شهر رمضان المبارك.
يأتي ذلك فيما كشفت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية، أن تل أبيب ترفض الانسحاب من غزة وإنهاء الحرب حاليا، وتريد فقط تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.
نتنياهو يجري مشاورات
وبينما طلب الوسطاء وقتا لحل الأزمة، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، مشاورات هاتفية عاجلة بشأن الاتفاق، بما يشمل التلويح باستئناف حرب الإبادة.
وقالت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هوياتهم، قولهم إن نتنياهو يجري عند الساعة العاشرة من مساء اليوم (20:00 توقيت غرينتش)، مشاورات هاتفية عاجلة بشأن استكمال اتفاق غزة من عدمه.
وبحسب المصدر ذاته، يشارك في المشاورات عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، بينهم وزراء المالية بتسلئيل سموتريتش، والدفاع يسرائيل كاتس، والخارجية جدعون ساعر. يشارك أيضا في المشاورات رئيس الأركان هرتسي هاليفي (الذي تسري استقالته في 6 مارس/ آذار المقبل)، وخلَفه أيال زمير، ورئيسا الموساد ديفيد برنياع وجهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار.
بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة إن المشاورات التي يجريها نتنياهو ستكون عبر “الهاتف الأحمر”، ما يشير إلى أهميتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، لم تكشف عن هوياتهم، أن نتنياهو سيبحث خلال المشاورات الهاتفية إمكانية العودة إلى الحرب في غزة.
وبدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى يتضمن 3 مراحل تمتد كل منها 42 يوما.
وبينما كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/ شباط الجاري) مفاوضات المرحلة الثانية منه، عرقل نتنياهو ذلك، إذ يريد تمديد المرحلة الأولى فقط.
ويخشى نتنياهو دخول المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تنص على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي يضم وزراء من اليمين المتطرف رافضين لتلك الخطوة.
وتشرف المرحلة الأولى من الاتفاق على الانتهاء بنهاية يوم غد السبت، دون اتفاق على دخول المرحلة الثانية.
تطورات المفاوضات
وبشأن تطورات المفاوضات بهذا الصدد، توجه الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى القاهرة الخميس، وقالت وسائل إعلام عبرية وقتها إن الهدف الأساسي للوفد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بغرض إطلاق مزيد من الأسرى.
فيما نقلت القناة الـ”13″ العبرية عن مسؤولين إسرائيليين، لم تكشف عن هوياتهم، أن تل أبيب رفضت خلال مفاوضات القاهرة الانسحاب وإنهاء الحرب على غزة حاليا، وهو ما تنص عليه بنود المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن الوسطاء طلبوا وقتا لحل الأزمة.
على النحو ذاته، أكدت هيئة البث أن إسرائيل “ترفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة التبادل وإنهاء الحرب” حاليا.
وحسب “يديعوت أحرنوت”، سيعود الوفد الإسرائيلي المفاوض من القاهرة إلى تل أبيب ليل الجمعة، على أن تستمر المحادثات يوم السبت، ما يشير إلى استمرار الجهود الدبلوماسية رغم العقبات.
في المقابل، تتمسك حركة “حماس” بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، واستكمال الاتفاق بكامل مراحله الثلاث،
وأكدت الحركة، في بيان الجمعة، التزامها بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، ودعت الوسطاء للضغط على إسرائيل للدخول “فورا” في المرحلة الثانية منه. كما طالبت “المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الصهيوني للالتزام بدوره في الاتفاق بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية منه دون أي تلكؤ أو مراوغة”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات