اعتبر سياسيون تونسيون أن فوز دونالد ترامب مجدداً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يُعتبر انتصاراً للديمقراطية والشعبوية في الولايات المتحدة، ويُبشر بمنظومة دولية جديدة لا تعترف بالقانون، في إشارة إلى المواقف المتشددة لدى الرئيس الأمريكي الجديد ودعمه غير المحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد: “نجحت الديمقراطية الأمريكية في تجديد دماء مؤسساتها الشرعية المنتخبة بنسبة مشاركة عالية، تسابق فيها المتنافسون في الرئاسية وفي التشريعيتين في تحفيز أنصارهم على التصويت، وخسرت كامالا هاريس ومن وراءها الديمقراطيون، الرئاسية والأغلبية في مجلس الشيوخ لعدة أسباب، من بينها الانحياز الأعمى لجرائم الإبادة التي يرتكبها نتانياهو وجيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وخسارة تصويت عرب ومسلمي أمريكا وحلفائهم من السود والشعوب الأصلية التي عانت الإبادة والتمييز والتهميش لقرون”.
وأضاف: “فاز الشعبوي ترامب ومن وراءه الجمهوريون، في الانتخابات الرئاسية على مستوى كبار الناخبين وعلى مستوى التصويت الشعبي وفي انتخابات مجلس الشيوخ في انتظار نتائج مجلس النواب، بعد حملة دائمة لم تنقطع منذ هزيمته السابقة منذ أربع سنوات، وتأرجح تصويت العرب والمسلمين والسود والأقليات بين معاقبة الديمقراطيين والتصويت لخصومهم الجمهوريين، أو مواصلة دعمهم تحسباً من الأسوأ، أو المقاطعة لتساوي مساوئ المترشحين، أو الانحياز المبدئي بدون نتيجة تذكر لمرشحة الخضر التي لم تتمكن من اختراق حاجز الانحياز الحزبي الثنائي الذي يميز النظام الانتخابي الأمريكي”.
واعتبر أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية “سيكون لها تأثير كبير على المستوى الدولي، بمزيد التضييق على منظمة الأمم المتحدة ومؤسسات التعاون الدولي التي لا تجاري السياسات والمواقف والمصالح الامريكية، وسيكون لها تأثير كبير على مزيد تراجع الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية في العالم ومزيد انتفاخ الشعبوية، وانتعاش الانعزالية والانغلاقية، وسيكون لها تأثير مباشر على الحرب الروسية الأوكرانية بعقد صفقة بين ترامب وبوتين، ومزيد الضغط على أوروبا الغربية ودول الخليج العربية واستنزافها لتمويل دفاعها وأمنها، ولجرها للاصطفاف في المعارك الأمريكية القادمة ضد إيران والصين، فضلاً عن استعادة مشاريع مقايضة التطبيع بالدعم السياسي وغض البصر عن الفقر الديمقراطي لم يمس المصالح الأمريكية”.
وكتب الباحث والناشط السياسي سامي براهم: “أفضل المعارك تلك التي تخاض بوجوه سافرة وعقول مكشوفة وخطاب عارٍ دون مجازات، ربحٌ في الوقت واختصار للمسافات ووضوح في المواقف والرّؤى والتموقعات. ترامب هو روح أمريكا التي قامت على أنقاض ثقافات وشعوب وقع محوها من الخريطة. هو وجهها السّافر دون مساحيق تجميل”.
ودون المحلل السياسي زهير إسماعيل: “رئيس مارق” لدولة مارقة. هكذا تكتمل الصورة، ويكتمل معها “نظام التفاهة” الذي تميز بفكّ الارتباط بين الصدارة والجدارة. وهو سليل “نظام السفاهة” الذي فك الارتباط بين الديمقراطية والحرية، ومن ثمّ بين القوّة والقيمة (الإمبريالية/الاستكبار العالمي). وغالباً ما يكون اكتمال الصورة واستقرارها في عالم السياسة وصراع النفوذ، عند نقطة تسمّى السؤدد (الهيمنة). وليس بعد القمة إلا بداية النزول. ويبدو أنّ وظيفة نظام التفاهة أنْ يسرّع بحركة الانحدار، ولكن نحو غاية لا معالم واضحة تدّل عليها وتقود إليها”.
وعلّق وزير الخارجية السابق أحمد ونيس على إعادة انتخاب دونالد ترامب بقوله: “العالم يدخل في انهيار منظومة عالمية مبنية على مبادئ القانون وقيم الأخلاق التي تعتمد مفهوماً واحداً منسجماً للإنسان”.
وأضاف لإذاعة موزاييك: “ترامب وموجة اليمين المتطرف الصاعدة في العواصم الغربية لا تؤمن بأن مفهوم الإنسان هو مفهوم واحد، وإنما تؤمن بالتفوق للإنسان الذي نجح مادياً وله الشرعية الكاملة للتعدي والتغلب على من يخسر القدرة المادية للتغلب على غيره. ولا يمكن تناسي أن ترامب وقع بقرار ذاتي على اعتراف بلاده بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى توقيعه على إعلان يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي تم احتلالها عام 1967 وضمتها عام 1981، وسيواصل اتخاذ هذا المنهج دون رجعة”.
وتابع ونيس: “العالم يدخل عهداً جديداً من الحضارة الإنسانية والثقافة السياسية ما بعد سنة 1945 تاريخ صدور الميثاق الأمم المتحدة، خصوصاً أن انتخاب ترامب لا يعني الأمريكيين فقط، وإنما كامل المنظومة العالمية في ظل قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على التأثير على محيطها، ليس إقليمياً فقط وإنما عالمياً”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات