كشفت مصادر أن السلطات الإيرانية وجهت للجانب الايراني رسالة عبر وسطاء أجانب بأنها لن ترد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عددا من المواقع العسكرية الإيرانية ليل الجمعة وأدى لمقتل جنديين إيرانيين وذلك بعد تأكيد مسؤولين في الحرس الثوري أنهم سيوجهون ردا متناسبا.
ووفق ما نقله موقع قناة "إسرائيل 24 نيوز" العبري عن مصادر فإن طهران تخير عدم الرد للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتجنب التصعيد. 

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت قبل الهجوم الاسرائيلي وفق مصادرها أن إيران لن ترد على ضربات إسرائيل إذا كانت محدودة.
وقد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" بدورها وفق مصادر أن الدولة العبرية وجهت كذلك رسائل لإيران عبر وسطاء عرب وأوروبيين قبل الهجوم بساعات تشير فيها لطبيعة العملية والاهداف المرسومة ما يعني وجود نوايا من البلدين لاحتواء التصعيد.
وقد حدد التحذير المواقع التي سيتم استهدافها من قبل إسرائيل وسط تهديد بأن الرد القادم سيكون أقوى في حال قررت طهران تنفيذ هجوم جديد.
وكانت صحيفة " لوفيغارو" الفرنسية كشفت بدورها وفق مصادر أن الدولة العبرية حذرت إيران قبل الهجوم حيث أشارت إلى أن إسرائيل أبلغت الجانب الإيراني عن طبيعة الهجوم وأنه يمثل أقل رد يمكن أن تقوم به.
في المقابل ذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية نقلا عن مصادر اليوم السبت "تحتفظ إيران بحق الرد على أي عدوان، ومما لا شك فيه أن إسرائيل ستواجه ردا متناسبا على أي فعل تقترفه" لكن يعتقد أن هذا التصريح يأتي ربما لامتصاص غضب المتشددين في طهران والذين يطالبون برد قوي.
كما قالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان "تعتبر إيران أنّ من حقّها وواجبها الدفاع عن نفسها ضدّ الأعمال العدوانية الأجنبية".
وقد أعرب إسرائيليون السبت في تل أبيب عن قلقهم بعد ساعات من شن إسرائيل ضربات على إيران، في حين أكد آخرون ثقتهم في الجيش.
وصباح السبت، خرج إسرائيليون للتنزه قرب شواطئ تل أبيب التي امتلأت بالرواد بينما لعب آخرون الكرة الشاطئية.
وقال يانيف حين الذي جلس على الشاطئ "من الصعب التكهن بما سيحصل مستقبلا. نحن قلقون بشكل عام ولكن لا شيء أكثر من ذلك".

وأضاف الرجل (42 عاما) أن "هناك فوضى في الوقت الراهن، هذا هو الوضع، ولن يفاجئني أي شيء قد يحدث، لكنني أرفض العيش في خوف".
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت أنّه شنّ ضربات "دقيقة وموجهة" على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران عليها مطلع الشهر الحالي، مهدّدا الجمهورية الإسلامية بجعلها تدفع "ثمنا باهظا" في حال قررت الرد.
وأعرب ساغي كواز (55 عاما) عن تأييده الغارات الإسرائيلية التي جاءت ردا على الهجوم الإيراني مضيفا "أعتقد أننا فعلنا ما كان من المفترض أن نقوم به وكان الأمر عادلا وجيدا".
واضاف الرجل الذي ارتدى قميصا رياضية بألوان العلم الإسرائيلي "يجب ألا نخشى شيئا، فلدينا جيش جيد، وسنرد في شكل جيد على كل هجوم بعد ذلك".
وأضاف أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا مستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات والحرب التي يقودها الجيش في قطاع غزة ضد حماس الفلسطينية، حليفة إيران، منذ 7 تشرين الاول/ أكتوبر 2023، "قد تستمر أيضا لفترة طويلة للغاية".
ورأى إسرائيل كوهين أن دوامة الهجوم والرد المستمر بين إيران والدولة العبرية منذ نيسان/ابريل ستستمر.
وأضاف ""بناء على ردهم (الإيرانيون) الأخير، أعتقد نعم، سيكون هناك رد، لكنني آمل ألا يحدث ذلك، وأنا متأكد من أنهم لن يجرؤوا على فعل أي شيء من شأنه أن يضر بإسرائيل".
في المقابل، اعتبر آخرون أن موجة التصعيد انتهت في الوقت الحالي.
وقال يوسي يعيش (65 عاما) من تل أبيب أن "الأمر لن يستمر. الرد كان متناسبا والأمور ستمضي قدما" موضحا أن ايقاع حياته الروتيني مستمر على الرغم من استهداف إيران.
وأضاف "سمعنا في الصباح عن الهجوم واستمررنا كالمعتاد. ونقوم بجولتنا بالدراجات كل يوم سبت".