دعت حركة “حماس” الجزائر إلى الاضطلاع بدور أساسي في إنجاح مسار تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال زيارة أجراها وفد قيادي من “حماس” إلى الجزائر استمرّت 4 أيام، واُختتمت الثلاثاء.

وقالت “حماس” عبر بيان، إن وفدها إلى الجزائر ترأسه موسى أبو مرزوق، وضم ممثل الحركة في الجزائر يوسف حمدان، وأمين سر مكتب العلاقات الدولية بها محمد العيلة.

وأضافت أنه كان في استقبال وفدها قيادة المجلس الشعبي الوطني الجزائري (الغرفة الأولى للبرلمان) وعلى رأسهم نائب المجلس ورئيس لجنة الصداقة الجزائرية الفلسطينية ورؤساء المجموعات البرلمانية.

وأضافت أن وفدها التقى على هامش الزيارة إلى الجزائر رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) صالح قوجيل، والعديد من القيادات السياسية بهذا البلد العربي، بما فيها الأحزاب والمنظمات والجمعيات الوطنية.

ولفتت إلى أن وفدها عقد ندوة صحفية لعرض موقف الحركة من القضايا الملحة واستحقاقات المعركة والدور المطلوب من الجزائر لدعم وإسناد المقاومة الفلسطينية.

وأكد وفد الحركة خلال زياراته لمختلف الجهات الجزائرية، وفق البيان، على “أهمية احتضان الجزائر للمقاومة، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية واضطلاع الجزائر بدور أساسي في إنجاح هذا المسار بآليات تناسب طبيعة المرحلة وتراعي التجارب السابقة”.

ومنذ عام 2007، تعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، حيث تسيطر حركة حماس وحكومة شكلتها على غزة، بينما تدير حكومات تشكلها حركة فتح، بزعامة الرئيس محمود عباس، الضفة الغربية المحتلة.

وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، منها اجتماعات بالجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ولقاء بمدينة العلمين المصرية في 30 يونيو/ تموز 2023، دون أن تُسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها.

وفد “حماس” دعا كذلك الجزائر، خلال زيارته لها، إلى “ضرورة مواصلة الدعم للموقف الفلسطيني دوليا، والعمل على إيقاف جرائم الاحتلال سيما في شمال قطاع غزة”.

وأشار إلى “الحاجة الماسة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأهمية استقبال المزيد من الجرحى في الجزائر”.

وجدد وفد الحركة “تثمينه للموقف الجزائري بكافة مستوياته النابع عن أصالة الموقف من القضية الفلسطينية”.

وجاءت زيارة وفد “حماس” إلى الجزائر للمشاركة في فعالية لإحياء ذكرى عملية “طوفان الأقصى” نظمتها حركة “مجتمع السلم” (أكبر حزب إسلامي بالجزائر).

وتأتي زيارة وفد “حماس” للجزائر في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.