تفاعل المصريون مع أخبار الاحتجاجات في تونس، وتصدر وسم “تونس نزلت الشارع” قائمة الأعلى تداولا في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتذكر المصريون كيف كانت تونس هي نقطة انطلاق الغضب الشعبي في الربيع العربي الذي أطاح بعدد من الرؤساء، لكن تفاعلهم انقسم بين من اعتبره مؤشرا على موجة احتجاجات جديدة ستشهدها البلاد العربية. فيما حملت الكثير من التعليقات طابع السخرية مما وصل إليه حال البلاد بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس محمد حسني مبارك، وكيف بات جيل يناير غير قادر على تكرار الأمر بسبب عامل السن والزمن.
الكاتب الصحافي المصري عمر طاهر، كتب منشورا على فيسبوك من 3 كلمات: “تونس نزلت الشارع”، استدعى آلاف التعليقات التي حملت سخرية واسعة من الأوضاع في مصر وقدرة المصريين على خوض تجربة الثورة مرة أخرى.
البعض طالب التونسيين بانتظار انتهاء فترة فصل الصيف، وعلقت مني سالم: “هل من الممكن أن ينتظروا الشتاء فقط”، فيما جاءت مئات التعليقات عن جيل يناير، وكيف أصبح معظم من شاركوا في الثورة في مرحلة الأربعينات والثلاثينات من العمر.
“نحن جيل يعيش على الفولتارين”، بهذه الكلمات تفاعلت دارين عادل مع المنشور. والفولتارين هو مسكن لمرض العظام، في سخرية من الأوضاع الحية لجيل يناير.
استدعت الاحتجاجات التونسية بعض من ذكريات الثورة وأحداثها، خاصة التي تتعلق بموقف عدد من الفنانيين والشخصيات العامة الذين كانوا يدافعون عن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك ويتهمون الثوار بأنهم سيخربون البلد.
وكتب كريم عامر: “تقلق فقط لو الأستاذة عفاف شعيب خرجت في التلفزيون وتحدثت على البيتزا والريش.. غير كده شكليات يا رشدي”.
التعليق حمل في طياته واقعة الفنانة المصرية عفاف شعيب عندما خرجت تهاجم ثورة يناير وقتها في أحد البرامج المتلفزة، وتؤكد أن ابن شقيقتها كان يرغب في تناول “البيتزا والريش والكباب”، لكنها فشلت في الحصول عليها بسبب الثورة وغلق المحال التجارية. واعتبرت أن هذه الواقعة تدل على الدور السلبي لاعتصام الثوار في الشوارع والميادين.
كما حمل التعليق سخرية تضمنها أحد الأفلام السينمائية التي تناولت الثورة ضمن أحداثها وهو فيلم “الجزيرة 2″، عندما ظهر أحد الفنانين يلعب دور وزير الداخلية وهو يتحدث للفنان خالد الصاوي الذي يؤدي دور رشدي أحد الضباط، ويقول له لا تقلق طالما العسكري يؤدي لك التحية في السجن، غير ذلك شكليات.
وبعيدا عن موجة السخرية، كتب محمد طلبة رمضان على فيسبوك: “حين نزلت تونس الشارع كان التحليل “السياسي” أن مصر ليست تونس، وهو تحليل وجيه بالمناسبة، مصر “نظريا” ليست تونس، لكن ما حدث أن مصر تأثرت وثارت لأن واقعنا أكثر تركيبا من النظر إليه من وجه واحد.. ومدى القرب بين دول الوطن العربي الواحد أكبر من تصورات أكثر المتحمسين لوحدته فما بالك بخصومها من وكلاء الاستعمار الذين يحكموننا؟”.
وأضاف: “تونس في الشارع ومصر ستلحق بها، ليس بالضرورة على طريقة يناير، لأن التفاصيل تغيرت، لكن ما زالت “أسباب النزول” حاضرة.. ولذلك الانفجار قادم قادم، فـ”الهواة” الذين يحكموننا لم يتركوا سبيلا آخر، أما الوقت والكيفية فمجرد تفاصيل، قد ينجح “الضرب في المليان” في تأجيلها لكنه لن يمنعها أبدا”.
وتأتي احتجاجات تونس، في وقت تصاعد الغضب في مصر من مشروع قانون الإجراءات الجنائية، التي طالبت نقابتا الصحافيين والمحامين وأحزاب معارضة ومنظمات حقوقية بسحبه من مجلس النواب بسبب ما احتواه من مواد تخالف الدستور.
وأكد نقيب الصحافيين المصريين خالد البلشي، خلال مؤتمر صحافي لإعلان موقف النقابة من المشروع، أن 41 من مواده تخالف أحكام الدستور، بالإضافة إلى حاجة 44 مادة لتعديلات جذرية، بينها مادتان على الأقل تتعلقان بعمل الصحافة.
كما يعاني المصريون من أزمة اقتصادية أدت إلى انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار، ما أثر على قدرة الطبقات المتوسطة والفقيرة على توفير احتياجاتها، في وقت تتهم أحزاب المعارضة سياسات السلطة القائمة على الاستدانة وبيع أصول الدولة وإلغاء الدعم طبقا لبرنامج إصلاح اقتصادي بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي بالتسبب في الأزمة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات