أخبار عاجلة

بوتين يحذّر الغربيين من الصواريخ البعيدة المدى المرسلة لأوكرانيا

هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس بـ”حرب مع دول حلف شمال الأطلسي” في حال سمح الغربيون لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى تسلمتها منهم.

وتطالب أوكرانيا بهامش حرية أكبر في استخدام صواريخ ستورم شادو التي تسلّمتها من بريطانيا وصواريخ “أتاكمس” التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، وهي أسلحة يبلغ مداها مئات الكيلومترات تسمح لكييف باستهداف مواقع لوجستية للجيش الروسي، ومطارات تقلع منها مقاتلاته.

وتزامنت مواقف بوتين مع إجراء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات في بولندا الخميس غداة زيارة له إلى كييف.

كما أتت عشية اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لبحث هذه المسألة.

ميدانيا، شنّ الجيش الروسي الذي يتقدم على الجبهة الشرقية في أوكرانيا، هجوما مضادا في منطقة كورسك الحدودية الروسية. وأعلنت روسيا الخميس أن جيشها استعاد خلال يومين 10 قرى من القوات الأوكرانية في المنطقة التي تنفّذ فيها أوكرانيا هجوما واسعا منذ الشهر الماضي.

وردا على سؤال عن احتمال سماح الغربيين لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى تسلمتها منهم لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، قال بوتين “إذا اتخذ هذا القرار، فإن ذلك سيعني على الأقل ضلوعا مباشرا لدول الناتو في الحرب في أوكرانيا”.

وأضاف الرئيس الروسي “هذا الأمر سيغير طبيعة النزاع نفسها. هذا سيعني أن دول الناتو هي في حرب ضد روسيا”، متوعدا بأن ترد موسكو “حسب ما ينشأ من تهديدات”.

في وارسو، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن محادثات مع قادة بولندا بعدما وصل بالقطار من أوكرانيا حيث التقى الأربعاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين آخرين برفقة وزير الخارجية البريطاني الجديد ديفيد لامي.

ولم تعلن واشنطن تغيير قواعد استخدام الصواريخ التي تسلّمها إلى أوكرانيا، لكنها تقول إنها تراجع سياستها في هذا الشأن.

– زيلينسكي ينتقد “التأخير” –

وانتقد زيلينسكي من جهته الخميس “تأخر” الغربيين في البتّ بهذه القضية.

واعتبر أن هذا التأخير “أدى إلى تعميق روسيا أهدافها العسكرية”.

وقال بلينكن في العاصمة البولندية “سنتكيف إذا لزم الأمر، خصوصا في ما يتعلق بالوسائل المتاحة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها بشكل فعال ضد العدوان الروسي”.

ووعد بلينكن الأربعاء خلال زيارته إلى كييف بدراسة طلبات أوكرانيا “بشكل عاجل”.

سينظر الرئيس الأميركي جو بايدن المتردد بشأن هذه الخطوة التي تنطوي على خطر إثارة نزاع مباشر بين روسيا والولايات المتحدة، في طلبات أوكرانيا الجمعة خلال اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

واتُهمت روسيا بأنها تلقت مؤخرا صواريخ بالستية قصيرة المدى من إيران، لم تُستخدم في أوكرانيا بعد وفق زيلينسكي.

وأكدت واشنطن أن عشرات الجنود الروس تدرّبوا في إيران على استخدام منظومة الصواريخ البالستية “فتح 360” التي يصل مداها إلى 120 كيلومترا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه “خلال عمليات هجومية، حررت” القوات الروسية “10 قرى خلال يومين” في منطقة كورسك.

وكان الجيش الأوكراني توغل بشكل مفاجئ في السادس من آب/اغسطس في منطقة كورسك، وأعلن لاحقا أنه سيطر على أكثر من ألف كلم مربع ونحو مئة قرية.

وتعد هذه النجاحات العسكرية الأولى التي يحققها الجيش الروسي في المنطقة.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تشن هجوما مضادا في منطقة كورسك، معتبرا أن هذا الرد الروسي “يتلاءم مع الخطة الأوكرانية”، من دون تقديم تفاصيل إضافية.

وشهدت الجبهة في منطقة كورسك جمودا منذ شنّت أوكرانيا خطوات هجومها الأولى فيها.

وهدفت كييف من خلال هذا الهجوم لدفع موسكو إلى إعادة نشر قواتها التي تقاتل في شرق أوكرانيا.

– مقتل ثلاثة من موظفي الصليب الأحمر –

في الأثناء، تواصل المعارك في منطقة دونباس حيث يتقدّم الجنود الروس مقتربين من مدينة بوكروفسك الاستراتيجية.

وأعلن الرئيس الأوكراني الخميس مقتل ثلاثة أشخاص بقصف روسي على مركبات للصليب الأحمر في هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن القتلى الثلاثة من موظفيها، وأن اثنين آخرين أصيبا بجروح.

إلى ذلك أعلن زيلينسكي أن صاروخا روسيا أصاب صباح الخميس سفينة محملة بالقمح متجهة إلى مصر في البحر الأسود.

وبوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم للجيش الأوكراني، تشكل هدفا منذ أسابيع للقوات الروسية المتفوقة في العديد والعتاد. ويستمر تدهور الوضع فيها مع تقدّم الجيش الروسي في اتجاهها، إذ بات على بعد أقل من عشرة كيلومترات منها.

وانقطعت المياه عن هذه المدينة جراء المعارك، حسبما أفادت البلدية التي كان عدد سكانها يناهز 53 ألف نسمة قبل الحرب.

وأفاد حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين من جانبه بتضرر نظام إمدادات الغاز، مؤكدا أنه “مع انقضاء كل يوم، يقل عدد المتاجر (المفتوحة) في بوكروفسك، وتصبح الظروف المعيشية أكثر صعوبة”.

وقالت البلدية إن “الوضع صعب ولن يتحسن في المستقبل القريب”، وحثت سكان المدينة مرة أخرى على إخلائها.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات