أخبار عاجلة

تبون مرشح عصابة الجنرالات يتجه لحسم الانتخابات الرئاسية بفوز كاسح

وكانت مكاتب الاقتراع أغلقت أبوابها عند الساعة الثامنة ليلا بعد قرار السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بتمديدها ساعة واحدة، بعدما كان يفترض أن تغلق عند الساعة السابعة مساء.

وبلغت نسبة التصويت عند الساعة الخامسة مساء، 26.45% في الداخل، مقابل 18.31 % بالنسبة للجالية الجزائرية المقيمة في الخارج.

 وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا (7:00 ت.غ) لاختيار رئيس للبلاد لولاية مدتها 5 سنوات.
ودُعي لهذه الانتخابات 23 مليونا و486 ألفا و61 ناخبا مسجلين داخل الجزائر، فيما شرع الناخبون خارج البلاد في التصويت الاثنين الماضي، وبلغ عددهم 865 ألفا و490، ويواصلون التصويت اليوم.

ويبلغ بذلك عدد الناخبين داخل البلاد وخارجها 24 مليونا و351 ألفا و551 ناخبا وفق معطيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات (هيئة دستورية).

وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، أن نسبة المشاركة بلغت، لغاية الساعة 10:00 صباحا، 04.56 بالمائة في أرض الوطن و14,56 في الخارج، وذلك في أول تقدير رسمي.

وعاد ليقول إن نسبة المشاركة بلغت 13.11 بالمائة بحلول الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الجزائر داخل الوطن. وبلغت النسبة في الخارج 16.18 بالمائة.

ويتنافس في الانتخابات كل من الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، ورئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي المحسوب على الإخوان) عبد العالي حساني شريف، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية اليساري (أقدم حزب معارض والذي يتمركز في منطقة القبائل) يوسف أوشيش.
ودون إيضاحات، أعلنت الرئاسة في مارس/ آذار الماضي، أن تبون قرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سبتمبر/ أيلول، بدلا من موعدها المحدد في ديسمبر/ كانون الأول 2024.
ولاحقا، قال تبون الذي فاز بفترته الرئاسية الأولى في ديسمبر 2019، إن التبكير جاء لـ”أسباب فنية”، دون مزيد من التفاصيل.
واختار تبون الذي يترشح مستقلا، شعار “من أجل جزائر منتصرة”، وأعلنت أحزاب الموالاة، كجبهة التحرير الوطني (الحاكم سابقا) والتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة المستقل، وحركة البناء الوطني (إسلامي)، دعمها له.

فيما اختار المترشح عبد العالي حساني شريف (57 عاما)، وهو مهندس أشغال عمومية، “فرصة” شعارا لحملته الدعائية.
أما الصحافي السابق ورئيس حزب جبهة القوى الاشتراكية،  يوسف أوشيش (41 عاما)،  فاستقر على عبارة “رؤية”.
وتعد هذه ثاني انتخابات رئاسية تتم تحت إشراف كلي لسلطة مستقلة للانتخابات بعد استحقاق 2019، بعدما كانت تحت إشراف وزارة الداخلية وصلاحيات أقل للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.

تبون: الجزائر أمام مرحلة مفصلية

وأكد تبون،  بعد التصويت أن بلاده أمام مرحلة مفصلية، وأن الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم”مصيرية للدولة والشعب”.

وقال في تصريح للصحافة بعد تصويته بأحد مراكز الاقتراع في العاصمة الجزائرية ، إن ” الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا، الفرسان (المرشحون) الثلاثة كانوا في المستوى وأعطوا صورة مشرفة جدا عن الجزائر والديمقراطية، وأتمنى أن تكون قدوة للآخرين”.

وأضاف “الجزائر جزء لا يتجزأ من العالم العربي والأفريقي والمتوسطي، وبلادنا أمام مرحلة مفصلية لأن من سيفوز سيواصل المشوار، مشوار مصيري بالنسبة للدولة والشعب حتى نصل لنقطة لا رجوع من أجل تعزيز الحقوق وبناء ديمقراطية حقة وليس ديمقراطية الشعارات”.

ونوه تبون إلى أن العالم يشهد أن المواطن الجزائري يكتسب يوما بعد يوم مزيدا من الحقوق، مشددا على أنه سيعمل على تلبية كل طلباته ورغباته.

وحظى الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون (78 عاما) بدعم أحزاب الغالبية البرلمانية وأهمها جبهة التحرير الوطني، الحزب الواحد سابقا، والحزب الإسلامي حركة البناء الذي حل مرشحه ورئيسه عبد القادر بن قرينة  ثانيا في انتخابات 2019.  كما أن تبون حظى بدعم واضح من قيادة الجيش، وهو ما يجعل إعادة انتخابه أكثر من أكيدة.

رهان نسبة المشاركة

يرغب تبون بـ”مشاركة مكثفة، فهذا هو الرهان الأول، إذ لم ينس أنه انتخب في العام 2019 بنسبة مشاركة ضعيفة، ويريد أن يكون رئيسا طبيعيا وليس منتخبا بشكل سيئ”، على ما أكد مدير مركز الدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف الجزائري حسني عبيدي.

وكانت الانتخابات التي حملته إلى كرسي الرئاسة قبل خمسة أعوام شهدت عزوفا قياسيا بلغ 60 بالمئة، إذ كانت تظاهرات “الحراك” العارمة المطالبة بالديموقراطية لا تزال في أوجها. وحصل فيها على 58 بالمئة من الأصوات.

وفي مواجهة شبح عزوف أو مقاطعة مكثفة، بالنظر لانعدام رهانات أخرى هذا الاقتراع، قام تبون ومؤيدوه وكذلك فعل منافساه، بجولات عدة على امتداد البلاد منذ منتصف آب/ أغسطس داعين الناخبين إلى مشاركة قوية.

لكن مراقبين يؤكدون أن مجريات الحملة الانتخابية لم تحظ سوى باهتمام ضئيل، خصوصا أنها جرت على غير العادة في عز الصيف في ظل حر شديد.

ركز المرشحون الثلاثة خطاباتهم أثناء الحملة الانتخابية على القضايا الاجتماعية والاقتصادية، متعهدين العمل على تحسين القدرة الشرائية وتنويع الاقتصاد ليصبح أقل ارتهانا بالمحروقات التي تشكل 95 بالمئة من موارد البلاد من العملة الصعبة.

على المستوى الخارجي، ساد الإجماع في مواقف المرشحين الثلاثة إزاء الدفاع عن القضية الفلسطينية، وعن استقلال الصحراء الغربية الذي تنادي به جبهة البوليساريو والجزائر، في مواجهة المغرب.

“العم تبون”

ووعد تبون، مستندا إلى حصيلة اجتماعية واقتصادية محسنة، بزيادات جديدة في الأجور ومعاشات المتقاعدين وتعويضات البطالة وببناء مليوني مسكن، فضلا عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 400 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر “ثاني اقتصاد في إفريقيا” بعد جنوب إفريقيا.

في ختام حملته الانتخابية بالجزائر العاصمة، تعهد الرئيس الذي يلقبه أنصاره بـ “عمي تبون”، إعطاء الشباب “المكانة التي يستحقونها”، علما أنهم يمثلون نصف سكان البلاد وثلث الناخبين.

وقال إنه يريد استكمال تنفيذ مشروع “الجزائر الجديدة” لولاية ثانية، معتبرا أن ولايته الأولى واجهت عقبة جائحة كوفيد-19.

وتحدث  يوسف أوشيش مرشح جبهة القوى الاشتراكية، عقب خروجه من مكتب التصويت بمسقط رأسه في ولاية تيزي وزو،عن “صناعة المستقبل و التخلي عن العزوف”.

أما عبد العالي حساني مرشح حركة مجتمع السلم الذي صوّت ببلدية بئر خادم بالعاصمة، فقال إنه خاض هذه الانتخابات “بكل روح مسؤولية تجاه الوطن والشعب والقيم السياسية المستمدة من الحرية والشفافية والتداول على الحكم”.

وأردف: “نالجزائر ستبقى دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية كما نص على ذلك بيان اول نوفمبر 1954. قمنا بجهد جبار حتى نصل إلى هذه اللحظة التاريخية”.

واعتبر المحلل الجزائري حسني عبيدي أن حصيلة تبون تعاني “خصاصا في الديموقراطية” يمكن أن يشكل عائقا خلال ولايته الجديدة.

من جهتها أعربت منظمة العفو الدولية غير الحكومية في بيان في الثاني من أيلول/ سبتمبر عن قلقها من الوضع. وقالت في تقرير “شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة تدهورا مطردا لوضع حقوق الإنسان. ومن المثير للقلق أن الوضع لا يزال قاتما مع الانتخابات”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات