قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الخميس، إنه يرغب في رؤية "نتائج ملموسة" خلال محادثات وقف إطلاق النار التي انطلقت في سويسرا مع قوات الدعم السريع، لكن في غياب الجيش السوداني الذي رفض المشاركة فيها.
وكتب بيرييلو على منصة إكس (تويتر سابقا) "تتواصل محادثاتنا الدبلوماسية بشأن السودان لليوم الثاني ونحن نعمل بلا هوادة مع شركائنا الدوليين من أجل إنقاذ الأرواح وضمان تحقيق نتائج ملموسة".
ومع بدء المحادثات وعدم حضور البرهان، بادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للاتصال به هاتفيا وحضه على الانضمام. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن بلينكن "أعاد التأكيد على ضرورة المشاركة" في مكالمته مع البرهان.
وأضاف باتيل أنه أبلغه "بالحاجة الملحة" لكلا الطرفين "لإنهاء الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين يعانون".
وكتب بيرييلو على منصة إكس "حان الوقت لإسكات البنادق!" بعيد افتتاح الاجتماع الذي يعقد في موقع لم يكشف عنه لدواع أمنية.
ورفض السودان الذي يقوده بحكم الأمر الواقع عبدالفتاح البرهان، الدعوة إلى المشاركة في المحادثات الخميس عبر وزير المال جبريل إبراهيم. وكتب على إكس "طبع الشعب السوداني يرفض التهديد والوعيد".
وأضاف أن الحكومة السودانية "لن تقبل وساطة مفروضة ولن تكون طرفا في مباحثات هدفها تشريع احتلال المليشيا الإجرامية المنشآت المدنية وضمان مكانتها مستقبلا على الساحتين السياسية والأمنية".
واستغل البرهان حالة الانقسام الدولي وانشغال الولايات المتحدة في أزمات داخلية وخارجية من بينها حرب غزة والتصعيد العسكري الذي يضع إسرائيل وحزب الله اللبناني على حافة حرب قد تتحول إلى حرب إقليمية، للاستمرار في الالتفاف على الضغوط الدولية الرامية لوقف إطلاق النار.
وباءت بالفشل كل جولات التفاوض السابقة التي أجريت في جدة. وفي نهاية يوليو/تموز دعت واشنطن الطرفين المتحاربين إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا أملا في وضع حدّ للحرب المدمّرة المستمرة منذ ما يقرب من 16 شهرا.
وترمي المناقشات إلى توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية وإيجاد آلية مراقبة وتدقيق لضمان تطبيق أي اتفاق.
وترغب واشنطن في إشراك الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين في محادثات جنيف التي ترعاها مع السعودية وسويسرا ويفترض أن تستمر لعشرة أيام على أبعد تقدير.
لكن الحكومة السودانية بقيادة الجيش احتجّت على إشراك الإمارات في حين تعتبر الولايات المتحدة أن أبوظبي والقاهرة يمكن أن تكونا "ضامنتين" لعدم بقاء أي اتفاق حبرا على ورق.
وتزعم حكومة الأمر الواقع في السودان أن الإمارات تسلح قوات الدعم السريع وهي افتراءات ردت عليها أبوظبي بالحجة والبرهان، مؤكدة وقوفها على مسافة واحدة من طرفي الحرب ودعمها الكامل للجهود الرامية لوقف القتال وأن ما تقدمه من مساعدات إنسانية معلوم ويتم بالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة.
ويغرق السودان منذ أبريل/نيسان 2023 في حرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، وضعت البلاد على شفير المجاعة.
ومع نهاية اليوم الأول من المحادثات، كرّرت واشنطن دعوتها إلى الجيش السوداني للانضمام إلى طاولة الحوار.
لكن قيادة الجيش تستمر في المراوغة والمناورات السياسية تحت عدة عناوين، بينما تواجه في الوقت ذاته انتقادات دولية حادة لتسبب ممارساتها في مفاقمة الأوضاع الإنسانية ومنع دخول المساعدات.
وفي محاولة للالتفاف على تلك الانتقادات والضغوط، أعلن مجلس السيادة الخميس في اجتماعه الدوري برئاسة البرهان توجيه مفوضية العمل الإنساني بالتنسيق مع منسق العون الإنساني القطري، بفتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لمدة 3 أشهر "حسب الضوابط المتعارف والمتفق عليها"، مشيرا إلى أن القرار يأتي "لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين" .
وأبدت قيادة الدعم السريع منذ بداية الأزمة تجاوبا سريعا مع جهود منظمات الاغاثة الدولية والأممية لتسهيل دخول المساعدات الانسانية. كما ساعدت في إجلاء الأجانب والسودانيين العالقين في مناطق القتال. وأمنت في الكثير من المناطق الخدمات وصيانة محطات الكهرباء التي تضررت بسبب المواجهات.
تعليقات الزوار
لا تعليقات