أكدت السفيرة الأميركية بالجزائر إليزابيث مور أوبين التزام الولايات المتحدة بموقفها الداعم لمغربية الصحراء، فيما يبدو أنها رسالة مباشرة موجهة إلى الدبلوماسية الجزائرية مفادها أن واشنطن متمسكة بتأييدها لمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة الذي تطرحه باعتباره الحل الوحيد والأكثر وجاهة لإنهاء النزاع المفتعل حول الإقليم المغربي.

وقالت الدبلوماسية الأميركية في حوار مع صحيفة "بارتي نيوز" الناطقة باللغة الفرنسية أن "إدارة الرئيس جو بايدن بالفعل ذهبت في اتجاه آخر، إلا أن واشنطن لم تغير موقفها من مغربية الصحراء"، مشددة على "دعمها لقيادة الأمم المتحدة لإيجاد حل دائم"، وفق موقع "مدار 21" المغربي

ويأتي تصريح أوبين ردا على سؤال حول توتر بين الجزائر والولايات المتحدة في الأعوام الماضية بسبب قرار ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

وفي ديسمبر/كانون الثاني 2020 اعترف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء تتويجا لحراك دبلوماسي مغربي ناجع، في خطوة أربكت الدبلوماسية الجزائرية.

وقالت السفيرة الأميركية "نحن ملتزمون بأن يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة والفريق الذي يقوده ستافان دي ميستورا من إيجاد حل دائم يلبي توقعات سكان الصحراء المغربية، وهذا ما عملنا عليه لمدة ثلاث أعوام ونصف".

وهذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول أميركي رفض واشنطن للطروحات الانفصالية تحت مسمى "الحق في تقرير المصير" التي تتبناها الجزائر الداعمة لجبهة ''بوليساريو''.

وأكدت الدبلوماسية الأميركية أن "واشنطن تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الحل القابل للتطبيق"، في أوضح دليل على أن الولايات المتحدة تتمسك بتأييدها للمبادرة المغربية التي تحظى بدعم ما لا يقل عن 100 دولة.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أكد في تصريح سابق أن "واشنطن تواصل اعتبار مخطط الحكم الذاتي في الصحراء جادا وذا مصداقية وواقعيا من أجل وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية".

وتشهد العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة زخما لافتا، فيما يحرص البلدان على تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، في وقت تعتبر فيه واشنطن الرباط شريكا موثوقا يلعب دورا هاما في حفظ الاستقرار في منطقة مضطربة.

وحث معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في تقرير نشره مؤخرا الولايات المتحدة على مزيد دعم المغرب أمنيا وتقنيا بهدف مواجهة التحديات المختلفة، مشددا على أهمية الرباط كشريك إستراتيجي في شمال أفريقيا.