لا يزال حجم المأساة يتكشف في أحياء الشجاعية وتل الهوا والصبرة والرمال، بعد انسحاب إسرائيل من مناطق غرب مدينة غزة.
فقد تمكنت طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشال 60 شهيدا من حي تل الهوا ومنطقتي الرمال الجنوبي والصناعة في مدينة غزة، بعد الانسحاب، وذلك حتى ساعات ظهر الجمعة.
وحسب روايات شهود عيان، فإن العديد من الجثث التي جرى انتشالها من تلك الأحياء كان الكثير منها ممزقا وأشلاء، بسبب تعرضها لقصف عنيف، فيما بدا التحلل عليها. كما عثرت طواقم الإنقاذ على جثامين شهداء متفحمة، داخل بيوت حرقها الاحتلال في منطقة تل الهوا.
وعثر الدفاع المدني، وفق ما أكد، على “جثامين شهداء متفحمة وبيوت أحرقت بالكامل في تل الهوا ومنطقة الصناعة”.
وقال “انتشلنا شهداء من عائلة واحدة ونتلقى بلاغات استغاثة متواصلة في حي تل الهوا ومنطقة الصناعة” .
وأشار إلى وجود “عشرات من جثامين شهداء متناثرة في الأزقة وداخل المنازل في منطقة الصناعة” .
ووفق الدفاع المدني “ما زال هناك مفقودون تحت أنقاض المنازل المدمرة والتي يصعب على طواقمنا الوصول إليهم”.
ولفت إلى شهادات بعض المواطنين بوجود أعداد من المفقودين.
ووثقت قناة “الجزيرة” شهادات ووقائع لتعمّد جنود الاحتلال إعدام مدنيين عزل بشكل مباشر داخل منازلهم في حي تل الهوا.
ووفق هذه الشهادات، فقد أعدمت قوات الاحتلال مسنّات من عائلة الغلايني بدم بارد، وقتلت رجلا مسنا بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر.
وأظهرت لقطات لـ “رويترز” طرقا ومباني مدمرة، منها مقر “الأونروا” السابق، وجثثا ملفوفة بأكفان بيضاء تحمل أسماء الشهداء من الرجال والنساء مسجاة على الأرض في المستشفى الأهلي.
خطيب المسجد الحرام يدعو إلى تحرير الأقصى
توجّه خطيب المسجد الحرام في السعودية، الشيخ صالح بن حميد، أمس الجمعة، بالدعاء لأهل فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، في ظل مواصلة إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في المسجد الحرام، وفق ما نقلته قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية.
وقال الشيخ بن حميد: “اللهم احفظ إخواننا في فلسطين، واجبر كسرهم، وفك أسرهم، واشف مرضاهم وارحم موتاهم واقبلهم شهداء عندك” .
كما دعا للمسجد الأقصى قائلا: “اللهم حرر المسجد الأقصى من المحتلين الغاصبين، وعلّ شأنه، وارفع مكانه، ورسخ بنيانه، وثبت أركانه”.
غوتيريش: لا مكان آمن في غزة
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الجمعة، إن “المدنيين في غزة يتم دفعهم إلى دوائر أعمق من الجحيم. لقد جلبت الأيام الأخيرة المزيد من أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية، والمزيد من معاناة المدنيين، والمزيد من إراقة الدماء”.
وزاد: “لا يزال الفلسطينيون في غزة مجبرين على التحرك مثل الكرات البشرية عبر مشهد من الدمار والموت”.
وبين أن “لا مكان آمن في غزة. في كل مكان منطقة قتل محتمل، لقد حان الوقت لكي تظهر الأطراف الشجاعة السياسية والإرادة السياسية، للتوصل في النهاية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”.
أولمرت: إسرائيل ستحاكم ولن تحظى بأي دفاع
حذر رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود أولمرت، أمس الجمعة، من أن تل أبيب ستُحاكم في نهاية المطاف وستصدر مذكرات اعتقال بحق قادتها السياسيين والعسكريين، على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” العبرية إن إسرائيل لن تحظى بأي دفاع عندما تُتهم بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين في الضفة.
وأضاف: “أوجه هذا التحذير لأنه إذا واصلنا التسامح مع الجرائم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، فسيتم فرض عقوبات جدية ومؤلمة على إسرائيل، ولن يكون لدينا دفاع جيد” .
تعليقات الزوار
لا تعليقات