أخبار عاجلة

مسؤولة أمريكية كبيرة تستقيل بسبب مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة

نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للمسؤولة السابقة في وزارة الداخلية الأمريكية ليلي غرينبرغ كول، ولماذا اختارت ذكرى النكبة لمغادرة منصبها كمساعدة خاصة لرئيس طاقم الوزارة.

وقالت: “حتى الأسبوع الماضي، كان الرئيس بايدن هو مسؤولي”، وفي “الأسبوع الماضي استقلت من منصبي بوزارة الداخلية، حيث أصبحت أول مسؤولة يهودية معينة سياسيا في الإدارة تستقيل علنا من منصبها احتجاجا -وحدادا- على مصادقة الرئيس بايدن على الإبادة الجماعية في غزة، والتي قتل فيها أكثر من 35,000 فلسطيني”.

وأضافت: “كان هذا قرارا صعبا للغاية، إلا أنه ضروري. وشعرت أنه ضروري مع استمرار رئيس الولايات المتحدة بإفساد فكرة الأمن اليهودي، واستخدم مجتمعي كدرع  للتهرب من المحاسبة على دوره في الجريمة”.

 وتقول كول: “لقد بذلت جهدا كبيرا لانتخاب هذه الإدارة، أولا كمنظمة لنائبة الرئيس كامالا هاريس خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2019، ثم لبطاقة بايدن- هاريس في الانتخابات العامة وبالولاية المتأرجحة في أريزونا. ورأيت مرة أن إدارة بايدن- هاريس منارة تومض بروعة كرمز مفعم بالأمل الديمقراطي في ظلام زاحف”.

وتابعت: “لكنني وأنا الآن أراقب تواطؤ الولايات المتحدة بذبح الفلسطينيين في غزة، تذكرت أنه في أوقات الرعب الشديد، اختار من لديهم قوة عظيمة التقاعس عن فعل أي شيء”.

وتقول إنها مثل الكثيرين من اليهود الأمريكيين، فهي من أحفاد الذين فروا من العنف في أوروبا ونجوا من الاضطهاد. فجدتها الكبرى كانت حاملا عندما فرت من المحرقة، واختبأت في بطن عربة يجرها حصان، ثم اجتازت المحيط لوحدها بحثا عن الأمن في أرض جديدة.

وتقول إنها قضت أيامها بعد كابوس 7 تشرين الأول/ أكتوبر وهي تسأل عن الأحباء ومعالجة الصدمة في مجتمعها. وتتذكر الأيام التي قضتها حدادا على الأحباء الذين اختفوا أو أخذوا أسرى، والدمار الطاغي مع قائمة القتلى التي تزداد أكثر فأكثر، وفق قولها. وتضيف: “أحبس أنفاسي انتظارا للرد الإسرائيلي على المأساة”.

وأشارت: “في الأشهر  الكثيرة التي راقبت فيها الفلسطينيين يحاولون النجاة من القصف الذي لا يميز.. القصف الذي تم شراؤه ودفعت ثمنه الولايات المتحدة. قام الأطفال ببث الصور على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أُجبروا على أخذ مكان الصحافيين الذين قتل عدد كبير منهم في هذا النزاع الأكثر فتكا بالصحافيين”.

وتابعت قائلة: “شاهدت عددا لا يحصى من الفيديوهات لعائلات تهرب من القنابل الساقطة، والأطفال الذين يبكون على أمهاتهم اللواتي قتلن، واللاجئين الذين ازدحموا الآن في رفح”.

وتقول إن هذا لا يجعل أي شخص آمنا، فلسطينيا كان أم إسرائيليا. وهي تعرف ما يعنيه زيادة مشاعر معاداة السامية و”لكنني متأكدة أن اليهود لن يحصلوا على حماية أفضل عبر جهود حرب صادقت عليها الولايات المتحدة، وشنت باسم توفير السلامة لليهود، والتي تزيد من عمليات إبادة شعب بأكمله تم تأطيره بأنه “عدونا” و”في الحقيقة، فإن جعل اليهود وجه حملة إبادة لا ترحم يعرضنا لخطر أكبر”.

وتعتبر أن أمن وسلامة الفلسطينيين واليهود ليسا أمرين متعارضين، بل في الحقيقة هما متشابكان. لكن الرئيس بايدن يرفض الاعتراف بهذا. ولا يريد الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار ووقف الصك المفتوح الذي منحه لإسرائيل، وتأمين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال تسوية دبلوماسية، ووقف الحصار على غزة، والعمل على إنهاء نظام  الفصل العنصري في الأرض المقدسة، و”لهذا السبب، فإن مسؤولي السابق هو من يجعلني أشعر بأنني غير آمنة كيهودية أمريكية”.

وتقول: “في هذه اللحظة، فإنني أشعر بالراحة من عمل الناشطين الذين يحاولون إسماع صوتهم. وأشعر بالإلهام من المجتمعات الآمنة التي أقامها الناشطون اليهود والفلسطينيون بمن فيهم الطلاب واتحادات الطلاب والناخبون في الولايات المتأرجحة والفنانون ورجال الدين والكتاب ورجال الخدمات، وأكثر من 500 من أعضاء إدارة بايدن، ممن شجبوا الإبادة الجماعية. وكل صوت من هذه الأصوات تحدث بناء على ديني اليهودي الذي علمني أن قيمة إنقاذ الحياة هي أهم “ميتزفاه” عمل يمكن أن يقوم به الشخص”.

وقالت إن هناك عددا من الدروس التي يمكن أن نتعلمها من دينها وتاريخها ونحن نشاهد نزع الإنسانية التي عانى منها اليهود ترمى على الآخرين. وأوضحت: “في كل يوم أشاهد صور المشردين في غزة، تعود إليّ ذكرى عائلتي وأحبائها الذين قتلوا في المحرقة، والتي تذكرني بالنكبة: المأساة التي حدثت عام 1948 عندما تم تدمير المجتمع  الفلسطيني وتشريد حوالي 700,000 من أرضهم لفتح المجال أمام إسرائيل الحديثة. المحرقة والنكبة تعنيان نفس الشيء في العربية والعبرية: كارثة”.

وتختم قائلة: “قدمت استقالتي في 15 أيار/ مايو في الذكرى الـ76 للنكبة لأنني لم أعد قادرة على مواصلة خدمة رئيس يرفض كارثة أخرى”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات