أخبار عاجلة

شركة طاقة بريطانية تصفي أصولها في مصر للتوسع في المغرب

تستعد شركة الطاقة البريطانية 'إس دي إكس إنرجي' للانتقال للاستقرار في المغرب حيث أنهت رسميا عملية بيع أصولها في قطاع الغاز المصري في خطوة تمهد عمليا لتوسيع نشاطها في المغرب.

ولم تكن خطوة 'إس دي إكس إنرجي' استثناء في سياق تدفق شركات عالمية واستثمارات أجنبية على المملكة التي باتت وجهة تحظى بثقة دولية وبعد تحولها إلى مركز مهم للأعمال بفعل موقعها الاستراتيجي وبدفع من التحولات الضخمة التي تشهدها جعلت منها ن أهم البوابات الآمنة لافريقيا والمحيط الجغرافي الإقليمي.

وشجعت مبادرة الأطلسي التي طرحها العاهل المغربي الملك محمد السادس، عديد الشركات العالمية خاصة الفرنسية والاسبانية، على اختيار المغرب وجهة للاستقرار أو الاستثمار وتوسيع نشاطاتها.

وتعزز المبادرة ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي من خلال التعاون جنوب - جنوب الذي يقوم على أساس شراكة رابح - رابح، وهي مقاربة بدأت في استقطاب كثير من الشركات الأجنبية.

وتعهدت 'إس دي إكس إنرجي' بتوسعة نطاق نشاطها للتنقيب والإنتاج في المغرب وتخطط للتحول إلى منتج رئيسي للغاز في المملكة، والاستفادة من البنى التحتية المتوفرة والاستفادة كذلك من المشاريع الضخمة للطاقات المتجددة بالتركيز على تقنيات نقل الغاز وتوليد الكهرباء منه.

وبحسب مصادر مطلعة باعت الشركة البريطانية أصول امتياز غرب غريب بقيمة بلغت 6.6 ملايين دولار إلى شركتين أميركية ومصرية هما 'نيو هوريزونز' و 'بتروليوم سيرفزيز'، بينما تسعى من خلال عملية تصفية أصولها في مصر إلى التركيز على تعزيز أعمالها في المغرب.

وتسعى كذلك إلى زيادة محفظة استثماراتها بقطاع الغاز المغربي وتطوير أصولها بهدف تعزيز إستراتيجية الشركة بمواصلة توسعة نطاق التنقيب والإنتاج في المغرب،  ما أكد دانييل غولد الرئيس التنفيذي للشركة.

وتمتلك شركة الطاقة البريطانية حصة تشغيلية بنحو 75 بالمئة عبر المحفظة المغربية التي تشمل امتيازات في حوض الغرب وهي سبو الوسطى ومركز غرب وغرب مولاي بوشتة ولالة ميمونة شمال ولالة ميمونة جنوب، بالإضافة إلى عدد من امتيازات الاستغلال التي تحتوي على الآبار المنتجة، وفق رسوم بيانية نشرتها 'اس دي اكس'.

وتوقع تقرير أميركي أن "يصبح المغرب مصدرا رئيسيا للغاز في أفريقيا خلال السنوات المقبلة"، لافتا إلى أن "احتياطي المملكة من هذه المادة يقدر بنحو 39 مليار متر مكعب" وهو ما أكدته أيضا شركة "ساوند إنرجي" المختصة في التنقيب عن الغاز والنفط بالمغرب إذ أشارت في وقت سابق إلى أن البلاد قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير نحو الأسواق العالمية. 

ويبلغ إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي 100 مليون متر مكعب حاليا، فيما يصل الاستهلاك الإجمالي السنوي إلى مليار متر مكعب تجري تلبيته من السوق الدولية.

وكانت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ليلى بن علي قد أفادت في وقت سابق بأن  "بلادها تستهدف رفع إنتاجها من الغاز الطبيعي إلى 400 مليون متر مكعب في الأعوام القليلة المقبلة"، وفق وسائل إعلام محلية.

وأشارت إلى أن "رفع الإنتاج سيغطي 40 في المئة من الاستهلاك المحلي مع وجود اكتشافات جديدة تخضع للتطوير في منطقتي تندرارا والعرائش، يرتقب أن توفر قدرة إنتاجية تناهز 300 مليون متر مكعب على الأقل". وأكدت أن "الاكتشافات الجديدة احتياجات إنتاج الطاقة الكهربائية لمدة تصل إلى 20 عاما.

وكانت شركة "ساوند إنيرجي" البريطانية قد أشارت في تقرير سابق إلى أن "الخطة المغربية تؤكد فاعليتها، متوقعة أن تُحقق أولى العائدات من إنتاج الغاز بالمملكة انطلاقا من حقل تندرارة الذي يعدّ أكبر اكتشاف بري في المملكة، ابتداء من الشهور الأولى من العام الجاري".

وتأتي استعدادات 'إس دي إكس إنرجي' للاستقرار في المغرب بعد نحو أسبوع  من إعلان "شاريوت" البريطانية المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز عزمها البدء في عمليات التنقيب في سواحل المغرب، تنفيذا لإستراتيجية تهدف إلى رفع إنتاج الغاز وتحقيق الاكتفاء الذاتي وسط توقعات بأن تتحول المملكة إلى مصدّر عالمي بالنظر إلى الاحتياطيات الكبيرة التي تتوافر عليها.

وأعلنت شركة "شاريوت" قبل نحو أسبوع عن توجه سفينة الحفر العملاقة "ستينا فورث دريلشيب" إلى سواحل مدينة العرائش.

وكان المغرب قد وقع اتفاقية لاستكشاف واستغلال الغاز الطبيعي في رخصتين بحريتين هامتين للمغرب وهما رخصة ليكزوي وريصانة.

وسفينة "ستينا فورث دريلشيب" التابعة لشركة "ستينا دريلينغ" مزودة بأحدث التكنولوجيا في مجال الحفر العميق. وتمتلك شركة "إينيرجين" للطاقة نحو 45 في المئة من حصص رخصتي ليكزوي وريصانة، بينما حصلت "شاريوت" على مبلغ مالي قدره 10 ملايين دولار من "اينيرجين"، وفق المصدر نفسه.

وتهدف الشراكة بين "شاريوت" والمكتب الوطني للهيدروكربورات إلى "تلبية الطلب المحلي على الغاز الطبيعي، ثم في ما بعد تصدير الفائض إلى أوروبا التي تبحث عن تنويع مصادر إمداداتها، استنادا إلى القرب الجغرافي وإمكانية نقل الإنتاج بسهولة عبر خط الأنابيت الرابط بين المغرب وإسبانيا"، وفق موقع "هيسبريس" المغربي.

كما يجري تطوير حقل "أنشوا" في منطقة العرائش من طرف شركة "شاريوت" التي اكتشفت كميات كبيرة من الغاز قابلة للاستخراج تصل إلى 1.4 تريليون قدم مكعبة، متوقعة أن "يغطي كامل الاحتياجات السنوية للمملكة خلال السنوات المقبلة"، وفق موقع "الطاقة نات".

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات