رغم عمليات إطلاق النار الكثيفة التي نفذتها قوات إسرائيلية، وأدت إلى وقوع ضحايا في صفوف النازحين، إلا أن عددا من المواطنين تمكنوا من عبور المنطقة الأمنية الفاصلة بين شمال وجنوب غزة، والعودة إلى مساكنهم في مناطق الشمال، بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال شن هجمات دامية ضد العديد من مناطق القطاع، وسط إعلان الجيش عن استدعاء فرقتين من الاحتياط.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «وفقا لتقييم الوضع، يستدعي الجيش الإسرائيلي ما يصل إلى لواءي احتياط لتنفيذ أنشطة عملياتية على جبهة غزة».
وفي عملية جديدة كسرت القيود الإسرائيلية، قامت حشود كبيرة من المواطنين النازحين من مناطق شمال القطاع إلى مناطق الوسط والجنوب، بالسير على طريق الرشيد الساحلي، متجهة إلى مناطق سكنها في مدينة غزة والشمال، بعد أن ذاقت على مدار الأشهر الستة الماضية ويلات النزوح.
وذكرت مصادر محلية أن هؤلاء النازحين تجمعوا عند النقطة الفاصلة ما بين جنوب وشمال القطاع، والتي أقام على طولها جيش الاحتلال طريقا أمنيا جديدا، يمتد من الحدود الشرقية للقطاع حتى ساحل البحر، وتقدموا صوب ذلك الطريق من أجل الولوج إلى مدينة غزة.
وقام جنود جيش الاحتلال بالاستعانة بطائرات مروحية بمهاجمة النازحين، بإطلاق وابل من الرصاص والقنابل الدخانية صوبهم، إضافة إلى إطلاق قذائف مدفعية.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن خمسة مواطنين بينهم امرأة، استشهدوا جراء الاستهداف الإسرائيلي، وأصيب عدد آخر من المواطنين بجراح، خلال وجودهم عند المنطقة الغربية لمدينة الزهراء.
وهذه هي أول موجة نزوح عكسية من مناطق جنوب القطاع إلى مناطق غزة والشمال، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي السياق، تواصلت العملية العسكرية البرية التي تنفذها قوات جيش الاحتلال في منطقة شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.
وذكرت مصادر من المخيم أن القصف الجوي والمدفعي استمر بوتيرة أعلى مما كان عليه، حيث استهدفت الغارات العديد من المنازل في المخيم وفي المناطق المجاورة له في منطقة المغراقة والزهراء. وكان من بين الغارات واحدة استهدفت منزلا لعائلة أبو غولة.
وحسب الطواقم الطبية فإن القصف أسفر عن استشهاد 10 مواطنين، جرى انتشالهم من تحت الركام، كما أصيب العشرات من المواطنين بجراح، ونقلوا إلى مشافي وسط القطاع.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 43 مواطنا، وإصابة 62 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقالت إن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 33686 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 76371 أصيبوا منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
تعليقات الزوار
لا تعليقات