أخبار عاجلة

إسرائيل تتجهز عسكريا ولوجيستيا للحرب مع حزب الله

ذكرت وسائل إعلام عبرية أن قيادة الجبهة الداخلية تجهز ملاجئ في مواقف السيارات تحت الأرض للمدنيين في حالة نشوب حرب شاملة مع حزب الله، مضيفة أنه تم التزود بنحو 80 ألف صندوق من المواد الغذائية والأسرة، موضحة نقلا عن قائد قيادة المنطقة الشمالية أنه تم إعداد خطط طوارئ لشن هجوم في لبنان.

وبحسب المصدر ذاته، بدأ الجيش الإسرائيلي الاستعداد لحرب محتملة مع حزب الله في شمال إسرائيل وأطلق عملية لحماية عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين ليس لديهم ملاجئ أو غرف آمنة.

واستغلت قيادة الجبهة الداخلية الأسابيع القليلة الماضية للترويج لبرنامج طوارئ لإنشاء ملاجئ للسكان الذين يعيشون في المباني القديمة التي لا تحتوي على مساحة محمية وحيث يكون وقت الوصول إلى ملجأ عام أطول من وقت التحذير من قدوم الصاروخ، وهو حوالي دقيقة واحدة في المتوسط ​​في مدن مثل حيفا.

وبحسب الخطة التي تمت صياغتها وخصصت لها موارد مالية في الميزانية في الشهرين الأخيرين، تم إنشاء عشرات الملاجئ الجماعية، خاصة في مواقف السيارات تحت الأرض، والتي سيتم توجيه السكان الذين ليس لديهم حماية إليها. وسيبقون هناك لفترات قصيرة نسبيا، من بضع ساعات إلى بضعة أيام حسب ما تقتضيه الضرورة.

وذكرت المصادر ذاتها أن مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أكملت عملية شراء كبيرة تضمنت مناقصات لتوفير الحلول اللوجستية لوضع الخطة إذا دخلت حيز التنفيذ في وقت قصير مع اندلاع الحرب ضد حزب الله.

ومن بين هذه الخدمات اللوجستية خدمات التنظيف لهذه المجمعات وآلاف الطرود من المواد الغذائية والمياه غير القابلة للتلف.

وفي سيناريو الحرب الشاملة ضد الجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران، ستشرف قيادة الجبهة الداخلية أيضا على نقل المواطنين بما في ذلك كبار السن والمعاقين.

في الماضي، ناقشت مؤسسة الدفاع ما إذا كان سيتم إقامة خيام طوارئ للسكان غير المحميين في المدن الشمالية في مناطق آمنة وبعيدة مثل عربة في صحراء النقب، لكن تم إسقاط هذه الخطة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه من المفهوم أن السكان سيفعلون ذلك. يفضلون البقاء قريبا نسبيا من منازلهم.

وبما أن العديد من الفنادق كانت ممتلئة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مناطق الحرب في النقب الغربي والجليل، فإن إمكانية إيواء السكان غير المحميين في الفنادق الشمالية تبدو غير محتملة.

وقال مسؤول عسكري مطلع على العملية "لقد اشترينا حتى الآن حوالي 80 ألف علبة من المواد الغذائية لصالح البرنامج.. إن النقل إلى الفنادق ليس ذا صلة لأنه ربما هناك 10.000 غرفة متاحة متبقية في إسرائيل وهو ما يكفي بالكاد لربع سكان صفد".

وتابع "لقد عززنا حلول الحماية في المدن القريبة من الحدود مثل نهاريا وكريات شمونة، لا ننشر الآن آلاف الملاجئ المتنقلة في الشوارع القديمة في الكريوت أو عكا فهذا مكلف وغير ذي صلة".

ويتضمن البرنامج أيضا مرافق إقامة مؤقتة وأسرة وكراسي لرفاهية السكان. وشددت قيادة الجبهة الداخلية على أن الخطة يجب أن يتم تناولها على المستوى الوطني وأن تشمل أيضا حلولا مماثلة للسكان غير المحميين في وسط إسرائيل.

وأدرك الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأربعة الأخيرة أن ترسانة أسلحة حزب الله تضم أيضا العديد من الصواريخ الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدبابات والتي وصلت إلى مسافة حوالي 10 كيلومترات من المنطقة الحدودية إلى قمة جبل ميرون.

كما أن بعضها لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الإطلاق والهدف وقد تمكنت صواريخ حزب الله الدقيقة من تجاوز التلال والانفجار على أهداف بعيدة دقيقة في كريات شمونة ومحيطها.

وبالإضافة إلى ذلك، منذ بداية الحرب، تم إطلاق عشرات المسيرات الانتحارية بدون طيار من لبنان إلى إسرائيل. وتم اعتراض معظمها، لكن لم يتم اكتشاف بعضها على الإطلاق أو تفجيرها في الأراضي الإسرائيلية.

ووضعت قيادة الجبهة الداخلية مواصفات هندسية كجزء من الخطة التي تحدد كيف يمكن لأي موقف للسيارات تحت الأرض أن يكون جزءا من ملجأ جماعي. ويقول الجيش الإسرائيلي أيضا إنه سيتم توفير المعلومات حول الملاجئ للمواطنين الذين سيقررون بعد ذلك ما إذا كانوا يرغبون في الانتقال إليها.

وكان قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين قد التقى أمس السبت مع المنسقين الأمنيين لمحليتي ماتا أشر ومعاليه يوسف الإقليميتين في الشمال. وقال لهم "إننا نعد خطط طوارئ لشن هجوم في لبنان. والتزامنا هو تغيير الوضع الأمني ​​حتى يتسنى عودة السكان إلى ديارهم".

وأعلن حزب الله إطلاق عشرات الصواريخ على بلدة في شمال إسرائيل الأحد غداة مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصره في قصف إسرائيلي بجنوب لبنان.

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، يسجّل تبادل شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني حليف الحركة الفلسطينية.

وقال الحزب في بيان "قصفت المقاومة الإسلامية عند الساعة 9:15 من صباح الأحد... مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا". وتضمّ ميرون قاعدة عسكرية مهمّة لمراقبة الحركة الجوية كان قد أعلن الحزب الحليف لإيران استهدافها عدة مرّات منذ بداية العام.

وقال الحزب إن القصف الصاروخي الأحد يأتي "ردا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية... والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على بلدة خربة سلم".

وكانت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان قد أفادت أمس السبت بأن أربعة أشخاص من عائلة واحدة إضافة إلى شخص خامس قتلوا في قصف نفذّه الطيران الإسرائيلي على منزل في بلدة خربة سلم القريبة من الحدود مع الدولة العبرية.

ونعى حزب الله ثلاثة من عناصره في هذا القصف هم رجل ونجلاه. وأكدت الوكالة سقوط امرأة وشخص آخر جراء الضربة.

من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنّه "تمّ رصد حوالي 35 عملية إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية وتمّ اعتراض عدد منها"، مضيفا في بيان أنّ سلاح الجو الإسرائيلي استهدف خلال الليل "بنى تحتية" تابعة لحزب الله من بينها "مبنى عسكري في خربة سلم حيث تمّ تحديد وجود إرهابيين تابعين لحزب الله".

ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل 312 شخصا على الأقل، معظمهم من مقاتلي حزب الله، إضافة إلى 56 مدنيا في لبنان، بحسب بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وقضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب الأرقام الرسمية. كما أدى التصعيد إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان في المناطق الحدودية في الجانبين.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات