أخبار عاجلة

مجازر إسرائيلية جديدة في غزة وأكثر من 180 شهيداً

استمرت المجازر الدامية التي تقترفها قوات الاحتلال ضد سكان قطاع غزة، حيث سُجّل ارتكاب 19 مجزرة جديدة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، كما استمرت الهجمات رغم إصدار محكمة العدل الدولية قرارات تدين إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بسبب هجماتها المحظورة ضد سكان القطاع، واتخاذ الإجراءات لضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة لقطاع غزة بشكل فوري، ومنع الإبادة الجماعية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت 19 مجزرة ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 183 شهيداً و377 إصابة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وأكدت أنه لا يزال هناك عددٌ من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليها.

وحسب وزارة الصحة، فإن حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية، منذ اندلاعها، ارتفعت إلى 26083 شهيداً و64487 إصابة.

وقد أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن هناك أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية، استُحدثت في قطاع غزة بسبب الأعداد الكبيرة للشهداء، وصعوبة الوصول للمقابر في ظل القصف الإسرائيلي المستمر.

وتواصلت الهجمات الدامية التي تنفذها قوات الاحتلال، على وقع الهجوم البري الواسع الذي يستهدف مدينة خان يونس، والذي تصاعدت وتيرته خلال الأيام الماضية، واشتمل على محاصرة مشافي المدينة.

وأعلن أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، عن ️نفادٍ تام للطعام وأدوية التخدير والمسكنات في مجمع ناصر الطبي، نتيجة الحصار الإسرائيلي المطبق عليه لليوم الخامس.

وأشار إلى أنه ️يتواجد في مجمع ناصر الطبي 150 كادراً صحياً و350 مريضاً ومئات الأسر النازحة “في ظروف كارثية من التجويع والاستهداف وعدم توفر العلاجات”.

 

من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة عدد من المواطنين، إثر إطلاق دبابات الاحتلال الإسرائيلي قذائفها في محيط مستشفى الأمل، التابع للجمعية في خان يونس.

وأكدت الجمعية أن طواقمها تعجز لغاية الآن عن الوصول إلى المصابين، فيما أدى استهداف البوابة الرئيسية للمستشفى إلى تطاير الشظايا داخلها.

وتواصلت عملية نزوح سكان العديد من مناطق مدينة خان يونس باتجاه مدينتي دير البلح شمالاً ورفح جنوباً، بسبب كثافة النيران الإسرائيلية، التي تستهدف الأحياء السكنية، وطالت حتى النازحين خلال الهروب من آلة الحرب الإسرائيلية.

وكانت قوات الاحتلال طالبت بنزوح سكان أحد مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” الواقع غرب المدينة، والتي كانت تصنف على أنها مناطق آمنة، بحسب ادعاءات جيش الاحتلال.

واستمرت معاناة سكان مدينة غزة والشمال، جراء الحصار المطبق الذي تفرضه قوات الاحتلال عليهم، وتمنع بموجبه وصول المواد الغذائية الضرورية، ما أحدث مجاعات كبيرة في صفوف السكان هناك.

 

وتداولَ نشطاءُ صورةً لطفل يدعى جمال الكفارنة، جرى الحديث على أنه مات جوعاً.

وقد لجأ سكان مناطق غزة والشمال إلى طحن علف الحيوانات لخبزه بدلاً من الدقيق، الذي لم يعد يتوفر في الأسواق هناك.

إسرائيل تتوعد بعد قرار العدل الدولية

وتوعدت دولة الاحتلال بالاستمرار في الحرب الدامية ضد قطاع غزة، حتى بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية.

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن كل يوم يمر على حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، “يعكس سقوطاً قانونياً وأخلاقياً على المستوى الدولي، والدول التي تدّعي التمسك والحرص على مبادئ حقوق الإنسان وحماية المدنيين، خاصة أنها فشلت في تحقيق الاستجابة السريعة والإغاثية للمواطنين الفلسطينيين الرازحين تحت القتل والقصف الهمجي بالأسلحة المحرمة دولياً، في أبشع وأوضح أشكال التواطؤ الدولي مع الاحتلال”.  وأكدت، في ذات الوقت، أن صمود الشعب الفلسطيني وبقاءه في أرض وطنه، بالرغم من أشكال الإبادة التي يتعرض لها، “يُفشل يومياً أهداف نتنياهو الحقيقية من العدوان، ويفضح التواطؤ الدولي، ويؤكد فشل الخيارات العسكرية والأمنية في التعامل مع شعبنا وقضيته، ويعكس في ذات الوقت الضرورات الإستراتيجية والأهمية لحل الصراع بالطرق السياسية، مهما اشتدت وكبرت معاناة شعبنا وآلامه، ومهما طال أمد العمى الدولي عن حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة”.

وقد ندّدت الوزارة مجدداً بـ “حرب الإبادة الجماعية” التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، لليوم 112 على التوالي، والتي قالت إنها لا زالت تخلّف يومياً ما يقارب 200 شهيد، ومئات المصابين والجرحى، ما يؤدي إلى تعميق دوامة “النزوح القسري والموت بحق المدنيين الفلسطينيين، وتوسيع دائرة التدمير وحصار المراكز الصحية والمستشفيات وإخراجها عن الخدمة واحدة تلو الأخرى”.

وقالت إن ذلك يأتي في ظل إمعان إسرائيلي بمنع وصول المساعدات والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمواطنين، بما في ذلك فرض سياسة التجويع والتعطيش، وشحّ الإمكانيات، خاصة ما يلزم الدفاع المدني من أدوات تمكّنه من الوقوف إلى جانب النازحين الذين تغرق خيامهم في مياه الشتاء، وتطبق دائرة الموت المحقق، خاصة على النساء والأطفال والمرضى والجرحى وكبار السن.

أوضاع مأساوية

وقد تصاعدت أزمة سكان قطاع غزة في هذا الوقت، بسبب وصول منخفض جوي عميق ماطر وبارد، حيث تأثرت خيام النازحين بالدرجة الأولى، وامتلأت بمياه الأمطار، والتي أدت لإصابات كبيرة في صفوف المواطنين بنزلات البرد.

فيما أكد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن الطقس البارد والممطر يجعل قطاع غزة، الذي مزقته الحرب، “غير صالح للعيش على الإطلاق”.

وأبدى مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أجيث سونغاي قلقه إزاء تأثير الطقس الممطر والبارد في غزة.

وقال، وهو يتحدث عن الوضع الذي يعيشه سكان قطاع غزة في ظل الأجواء الماطرة: “إنه أمر متوقع تماماً في هذا الوقت من السنة، ويجعل الوضع غير الصحي أصلاً غير صالح لحياة الناس على الإطلاق. ومعظمهم ليس لديه ما يكفي من الملابس أو الأغطية”.

وتشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 1.9 مليون شخص من أصل 2.2 مليون، من سكان القطاع نزحوا من منازلهم، ويقيمون في مراكز إيواء، أو في خيام بلاستيكية في الشوارع، أو في ميادين عامة، بسبب الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال ضد غزة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات