تراجع التحاق الإسرائيليين من مختلف مناطق العالم بالكيان للانخراط في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية بعدما تبين شراسة المواجهات العسكرية واستحالة القضاء على حركة حماس وباقي التنظيمات عسكريا.
ومباشرة بعد عملية “طوفان الأقصى”، الذي قامت بها “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نقلت وسائل الإعلام الدولية توافد مواطنين من الغرب أساسا وبعض دول أمريكا اللاتينية إلى إسرائيل للانخراط في الحرب التي أعلنتها قيادة الكيان ضد المقاومة الفلسطينية. وحاول الإعلام الإسرائيلي خاصة اليميني منه إظهار مدى استجابة اليهود الذين لهم تدريب عسكري في التوجه الى إسرائيل. وامتد هذا الى الإعلام الغربي، ومن ضمن الأمثلة، كانت إذاعة أوروبا 1 الفرنسية قد خصصت يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تقريرا عن الفرنسيين في الجيش الإسرائيلي سواء الذين انضموا منذ سنوات أو المتطوعين بعد 7 أكتوبر الماضي.
ولم يكتف الغرب بدعم إسرائيل بالعتاد العسكري خاصة القذائف والدعم الاستخباراتي وإرسال قوات النخبة للمشاركة في قتال الفلسطينيين، بل رخصت الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وهولندا لجنود النخبة من أصل يهودي الالتحاق بالجيش الإسرائيلي، وكذلك الإسرائيليين المتجنسين بجنسيات هذه الدول وسبق وأن عملوا في الجيش الإسرائيلي أو جيوش أخرى. ويتصدر الأمريكيون لائحة المتطوعين في الجيش الإسرائيلي ويليهم الفرنسيون. وكان الغرب يلاحق الإرهابيين الذين يلتحقون بمنظمات إرهابية في الشرق الأوسط، لكنه يتسامح مع مواطنيه الذين يتوجهون للقتال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين حيث تجري حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وحصلت صحيفة “القدس العربي” على معطيات تفيد بأنه منذ أواسط ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تراجع بشكل كبير وإن لم يكن نهائيا مع بداية يناير الجاري توافد اليهود من جنسيات مختلفة الى أراضي الكيان الإسرائيلي للمشاركة في الحرب. ويعود هذا الى سببين وهما: شراسة الحرب ضد المقاومة الفلسطينية حيث لم تنجح حتى قوات النخبة مثل “”غولاني المدعمة بقوات النخبة الغربية في القضاء على الحركة المسلحة الفلسطينية في قطاع غزة، ثم كسبب ثان هو أن الذين يتوافدون على إسرائيل ينقصهم التأقلم خاصة إذا كانوا من جيوش غربية، ثم ينقصهم الاستعداد الجسماني والنفسي إذا كانوا من الذين عملوا سابقا في الجيش الإسرائيلي ولم يخوضوا تمارين مكثفة قبل 7 أكتوبر.
ومن الراجح جدا أن تكون قيادة جيش الاحتلال قد جعلت الوافدين من اليهود وإسرائيلي الخارج أن تقتصر مهامهم على الدعم اللوجيستي مثل صيانة السلاح والعمل في المطابخ والمستشفيات العسكرية أو المشاركة في الحرب السبرانية ضد مؤيدي فلسطين في العالم.
تعليقات الزوار
لا تعليقات