استأنفت قوات جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) عملياتهم في جنوب البحر الأحمر، مساء الثلاثاء، من خلال عملية أعلنوا أمس الأربعاء، أنها استهدفت سفينة أمريكية تقدّم دعمًا لإسرائيل، واعتبروها «رداً أولياً» على استهداف أمريكي في 31 ديسمبر/كانون الأول للقوات البحرية التابعة لهم، فيما استعرضت صحيفة إسرائيلية، الأربعاء، ما سمّته «عقوبات صامتة» جراء الهجمات في البحر الأحمر.
ويعد هذا الهجوم الثالث عشر الذي تتبناه الجماعة من أصل 26 عملية على السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأكد الناطق العسكري لجماعة الحوثيين، يحيى سريع، استمرار عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية أو التي تتجه إلى موانئ إسرائيل.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، الأربعاء، إنها وبمشاركة قوات البحرية البريطانية تصدت للهجوم، وأسقطت الطائرات والصواريخ التي أطلقتها الجماعة.
وقال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، في تدوينة على منصة إكس، الأربعاء، إن سفينة «إتش إم إس دياموند»، إلى جانب السفن الحربية الأمريكية، صدت أكبر هجوم شنه الحوثيون المدعومون من إيران في البحر الأحمر حتى الآن.
واعتبر مراقبون هذه العملية، التي أطلق فيها الحوثيون مساء الثلاثاء وابلاً هو الأكبر من الطائرات بدون طيار والصواريخ البالستية والبحرية، أنها «الأكثر استدامة وتعقيدًا» مقارنة بالعمليات السابقة.
وهدد الحوثيون في الأيام القليلة الماضية، بالرد على استهداف القوات الأمريكية لقواتهم في 31 ديسمبر/كانون الأول، والذي نجم عنه مقتل عشرة جراء إغراق ثلاثة زوارق.
ووقع الهجوم قبالة مدينتي الحديدة والمخا اليمنيتين، وفقًا لشركة الاستخبارات الخاصة أمبري.
وفي بيان للناطق العسكري باسم جماعة الحوثيين، العميد يحيى سريع، أعلن الأربعاء « أن القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية (التابعة للجماعة) نفذت عملية مشتركة بعدد كبير من الصواريخ البالستية والبحرية والطائرات المسيرة استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني».
واعتبر هذه العملية رداً أولياً على الاعتداء الأمريكي الذي تعرضت له قواتهم يوم الأحد الموافق 31 ديسمبر/كانون الأول، مؤكداً استمرارهم في «منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الأشقاء في قطاع غزة».
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان على منصة إكس، إنه تم إسقاط 18 مسيرة وصاروخين كروز مضادين للسفن وصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقها الحوثيون في هجوم معقد شنّوه مساء الثلاثاء في حوالي الساعة 9:15 مساء بتوقيت صنعاء.
وأضاف البيان أنه تم إسقاط المسيّرات والصواريخ بجهد مشترك لطائرات إف/أي-18 من حاملات طائرات «يو إس إس دوايت دي أيزنهاور»، وثلاث مدمرات أمريكية أخرى، ومدمرة بريطانية «إم إس دايموند».
وقال: «هذا هو الهجوم السادس والعشرون للحوثيين على ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار».
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد أوضحت مساء الثلاثاء، أنها تلقت تقارير متعددة عن حادث على بُعد حوالي 50 ميلاً غرب الحديدة، وقالت: «وردت تقارير عن نشاط الأنظمة الجوية غير المأهولة، وقوات التحالف استجابت. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار».
بينما صدر الأربعاء بيان ثان عن الـ 12 دولة، التي سبق وأصدرت بيانًا تحذيريًا للحوثيين في الثالث من يناير/كانون الثاني، وكرر بيان الأربعاء المنشور على موقع وزارة الخارجية الامريكية، الصادر عن حكومات الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، التحذير للحوثيين «من مغبة شن المزيد من الهجمات».
ودعا البيان الحوثيين «إلى الكف الفوري عن هذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن المحتجزة بأطقمها بشكل غير قانوني»، محملاً إياهم «مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة. سنظل ملتزمين بالنظام الدولي القائم على القواعد، ونحن مصممون على محاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة عن عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية».
وكان بيان صدر عن 44 دولة في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي وتلاه بيان لمجلس الأمن الدولي في 1 ديسمبر بإدانة هجمات الحوثيين على السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر.
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، أرسلت الولايات المتحدة العديد من السفن البحرية ومئات الطائرات المقاتلة وآلاف الجنود إلى الشرق الأوسط على أمل منع جماعة الحوثيين من شن هجمات.
وشكلت الولايات المتحدة قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات الشهر الماضي لحماية الشحن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، «التي تعرض للخطر طريق العبور الذي يحمل ما يصل إلى 12٪ من التجارة العالمية».
وقال غرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني: «الهجمات التي يشنها الحوثيون غير مقبولة وستكون عواقبها وخيمة».
وقال في تدوينة على منصة إكس: «سنواصل مع الولايات المتحدة قيادة الاستجابة العالمية للأزمة ونقوم بما هو ضروري لحماية الأرواح والاقتصاد العالمي».
كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء، قبيل مغادرته المنامة: «لقد ساعدت إيران وحرضت على هذه الهجمات (بتوفير) التكنولوجيا والمعدات والاستخبارات والمعلومات، وبات لذلك تأثير حقيقي».
وفي الأسبوع الماضي، حذرت 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة الحوثيين من أنه ستكون هناك عواقب مباشرة إذا لم يتم وضع حد للهجمات التي تقوض حرية الملاحة على طول الممرات المائية الأكثر ازدحاماً في العالم. ورفض الحوثيون الطلب، وأكدوا ذلك بهجوم عسكري.
وأعلن الحوثيون في الثالث من ديسمبر، تبني استهداف سفينة «سي إم أي سي جي إم تي أي جي إي» الفرنسية، التي قالت إنها كانت متجهة إلى موانئ إسرائيل.
تعليقات الزوار
لا تعليقات