قالت وزارة الدفاع التركية اليوم السبت إن سلاح الجو التركي نفذ غارات جوية على شمال العراق وسوريا اليوم السبت ودمر 29 هدفا لحزب العمال الكردستاني المحظور بعد مقتل 12 جنديا تركيا خلال اليومين المنصرمين في شمال العراق.
وذكرت الوزارة أن العمليات نُفذت في شمال العراق وسوريا في العاشرة مساء (1900 بتوقيت غرينتش) وجرى خلالها استهداف قواعد وأماكن احتماء ومنشآت نفطية يُعتقد أن مسلحي حزب العمال الكردستاني يستخدمونها.
ولم تفصح الوزارة عن المناطق التي استهدفتها الغارات الجوية في شمال العراق وسوريا.
وكانت الوزارة قد ذكرت في وقت سابق اليوم السبت أن 12 جنديا تركيا قُتلوا خلال اليومين الماضيين في اشتباكات مع مسلحي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وقالت الوزارة في بيان على منصة إكس إن الجيش نفذ غارات جوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني مما أدى إلى "تحييد" ما لا يقل عن 16 من مقاتليه السبت في اشتباكات مستمرة.
وتستخدم تركيا عادة مصطلح "تحييد" للإشارة إلى القتل. وأضافت الوزارة أن سبعة مسلحين سقطوا قتلى أمس الجمعة. وحمل حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984.
وتنفذ تركيا بانتظام غارات جوية في العراق المجاور في إطار حملتها على مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين هناك.
وتعتبر هذه الحصيلة الأثقل في صفوف القوات التركية، بينما تأتي المواجهات بعيد زيارة قام بها وزير الخارجية نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي فؤاد حسين إلى أنقرة بحث خلالها عدة ملفات من بينها ملف المياه واستئناف تصدير النفط من كردستان العراق عبر خط جيهان التركي.
وتصدر الملف الأمني أيضا المباحثات التركية العراقية. وفيما تشكو بغداد من انتهاك تركا لسيادة العراق تطالب أنقرة الجانب العراقي بكبح متمردي حزب العمال الكردستاني وبايجاد حل لهذه المعضلة.
وتجادل تركيا في تبرير غاراتها وقصفها المدفعي لمناطق عراقية بأنها تدافع عن أمنها القومي. وسبق للرئيس التركي أن هدد مرارا بأن تتولى بلاده زمام الأمور ما لم تتحرك بغداد للجم المتمردين الأكراد مستحضرا عبارات يكررها في كل مرة وهي "قد نأتيهم ذات ليلة...".
وتقول القوات التركية إنها تنفذ عملياتها العسكرية في شمال العراق، لكن وزارة الخارجية العراقية كذبت أكثر من مرة صحة ذلك وأدانت الانتهاكات التركية للسيادة العراقية كما لوحت بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة.
وتصعد القوات التركية من هجماتها في جبال كردستان رغم فشل عمليات سابقة متتالية في الحد من خطر المتمردين الأكراد رغم تأكيد الجيش التركي القضاء على العديد من قيادات حزب العمال الكردستاني.
وتستخدم القوات التركية الطائرات المسيرة لاستهداف قيادات كردية مناوئة لأنقرة لكن ذلك لم يؤثر على قوة المتمردين الأكراد، فيما يكشف حجم الخسائر في صفوف القوات التركية أن حزب العمال الكردستاني لا يزال يتمتع بقدرات عالية على إلحاق خسائر بأنقرة في شمال العراق وفي شمال سوريا.
وقد دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مرارا لتعزيز التعاون الأمني مع تركيا من خلال تأمين الحدود عبر عقد اتفاقية أمنية شبيهة بالاتفاقية مع إيران لكن ذلك لا يزال بعيد المنال وفق مراقبين.
ونجحت إيران في عقد اتفاقية أمنية مع العراق لإبعاد المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة من الحدود وإنهاء المظاهر المسلحة في الشريط الحدودي بعد أن تعرضت تلك المناطق لهجمات صاروخية شنها الحرس الثوري الإيراني.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي كان مديرا للمخابرات التركية قبل توليه الخارجية قد التقى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي برئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض ورئيس تحالف السيادة العراقي خميس الخنجر، في العاصمة أنقرة وذلك عقب زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي لأنقرة للقاء نظيره التركي يشار غولر.
تعليقات الزوار
لا تعليقات