تزايد غضب وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) تجاه تركيا بسبب عرقلتها لانضمام السويد للحلف، وذلك خلال اجتماع كان يجب أن يمثل الانضمام الرسمي للسويد.
وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج لدى وصوله لمقر الاجتماع الذي يستمر يومين في بروكسل" كنت أتمنى أن يتم الانضمام الكامل للسويد للحلف خلال هذا الاجتماع. هذا لم يحدث".
وكانت السويد وفنلندا قد قررتا التقدم بطلب للانضمام للناتو بعد فترة طويلة من عدم الانحياز العسكري، وذلك كرد فعل على الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن استعداده لإنهاء معارضته، بعد أن أشارت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنها ستسمح لتركيا بشراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز إف-16 ومعدات تحديث من الولايات المتحدة، كما تلقت أنقرة تأكيدات من السويد بأنها ستساعد في إحياء مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن البرلمان في أنقرة لم يصدق بعد على انضمام ستوكهولم.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، بدأ البرلمان التركي مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي والمعلق منذ مايو/أيار 2022 ويتطلب إجماع أعضاء الحلف الأطلسي البالغ عددهم 31.
وفي 2022، وقعت السويد وفنلندا اتفاقا مع تركيا بهدف معالجة أوجه الاعتراض على عضويتهما في الحلف.
وأكدت تركيا أن فنلندا والسويد "ستحظران نشاطات التجنيد وجمع الأموال للمسلحين الأكراد، وكذلك حظر الدعاية الإرهابية ضد تركيا، وتعهدتا بإظهار التضامن والدعم مع أنقرة في الحرب ضد الإرهاب بكل أشكاله، وقبلتا بعدم فرض قيود على الصناعات الدفاعية"، لكن الرئيس التركي عاد وقَبل طلب هلسنكي وأرجأ طلب ستوكهولم. التي مازالت تنتظر أن تصبح عضوا رسميا على الرغم من الايفاء بمطالب أنقرة، مثلما أكد ستولتنبرج. وبالإضافة لذلك يتعين على المجر أيضا أن توافق رسميا على انضمام السويد للحلف.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إن مصداقية الناتو على المحك في ظل إرجاء تركيا والمجر للتصديق على انضمام السويد. مضيفة "نتوقع أن تصدق تركيا والمجر على انضمام السويد بدون تأخير.
بدورها اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية إن التصديق على الانضمام" تأخر كثيرا"، وأكدت على أهمية الوحدة داخل الحلف. بينما قالت وزيرة الخارجية الفنلندية إلينا فالتونين "نحن نشعر بخيبة الأمل لعدم انضمام السويد للحلف حتى اليوم"، مضيفة أن فنلندا تأمل" أن يحدث ذلك قريبا جدا".
وقد التقى وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم بنظيره التركي هاكان فيدان بصورة منفردة في بروكسل الثلاثاء. وقال بيلستروم إنه بلا شك كان سيرحب بمشاركة السويد في اجتماع وزراء خارجية الناتو بصفتها عضوا كامل العضوية في الناتو.
وأعرب عن تفاؤله بانضمام بلاده للحلف، قائلا إنه يعتقد أن البرلمان التركي سوف ينهي قريبا" عملية التصديق على عضوية السويد في الناتو".
وبالإضافة إلى الانضمام للناتو، من المقرر أن يناقش الوزراء قضايا أمنية مختلفة، تتضمن الحرب الروسية ضد أوكرانيا والتوترات المتصاعدة بين صربيا وكوسوفو.
ومن المقرر أن ينضم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء إلى نظرائه في الناتو، حيث من المتوقع أن يجري التأكيد على الدعم المستمر لبلاده التي مزقتها الحرب. كما أنه من المقرر أن يتبادل أعضاء الناتو أيضا وجهات النظر حول العلاقات مع الصين والصراع في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، بدا أن الرئيس أردوغان يربط الدعم التركي لمسعى السويد للانضمام إلى الناتو بإعادة فتح محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي المجمدة منذ فترة.
لكن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي سارعوا إلى رفض مطالبة أردوغان باستئناف تلك المفاوضات، مؤكدين أن انضمام السويد إلى الناتو وانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي قضيتان منفصلتان.
وتقدمت تركيا لأول مرة بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1987. لكن منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، لعب أردوغان دورا فريدا في التأثير على موسكو. وساعد في الوساطة التي أدت إلى إطلاق مبادرة "حبوب البحر الأسود" العام الماضي، والتي مكنت أوكرانيا من تصدير المنتجات الزراعية من موانئها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات