طرحت حركة حماس شروطها للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في إسرائيل، معلنة استعدادها لعملية تبادل مع الجانب الإسرائيلي تفضي إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.
وقال أبوعبيدة الناطق باسم كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس اليوم السبت "الثمن الذي يجب أن يدفعه العدو مقابل هذا العدد الكبير من الرهائن الذي بين أيدينا هو إخلاء السجون من كلّ السجناء الفلسطينيين".
وأضاف أن "العدو يماطل في ملف الأسرى ولم يبد جدية بل أدى قصفه إلى قتل ما يقرب من 50 من الرهائن ونقول للعالم إن عدد الرهائن الكبير لدينا ثمنه وهو تبييض كافة السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينين"، متابعا "إذا أراد العدو تجزئة الملف فنحن جاهزون".
وقال "إننا في القسام بعد 22 يوما من القتال نقول للعدو الذي يكرر تهديداته يوميا عن خوضه المعركة البرية إننا لا نزال في انتظاره"، مضيفا "لنعلمه ونعلم كل العالم معنى البطولة والفداء ونذيقه هزيمة أكبر مما يتوقع"، معتبرا أن "هذه المعركة فاصلة في تاريخ أمتنا" وطالب "أحرار الأمة بأن يهبوا لمقاتلة العدو".
وأثنى على قدرات مقاتلي الكتائب خصوصا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وقال "لقد رأينا نصر الله يتجلى في حصون العدو وهي تتهاوى أمامنا كبيت العنكبوت"، مشيرا إلى رؤية الكتيبة التي كانت تحاصر "قطاعنا منذ عقود وتعتدي على أهلنا صباحا مساء...كيف انهزمت ورأينا انكسار العدو".
وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة يحيى السنوار أن "الحركة الفلسطينية مستعدة فورا لإبرام صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن لدى المقاومة".
وكثّفت عائلات 229 رهينة تحتجزهم حركة حماس ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية لعرض خطط لإنقاذهم مع توسيع القوات الإسرائيلية نطاق هجومها العنيف على قطاع غزة.
وسعى "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" التجمّع الرئيسي الذي يمثل مخطوفين تحتجزهم حماس إلى لقاء وزراء على الفور وتجمّع مئات الأشخاص في تل أبيب محذّرين من أنهم قد يعمدون إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع ما لم يحصلوا على إجابات.
وقال المتحدث باسم المتظاهرين حاييم روبنستاين البالغ 35 عاما إن "العائلات لا تنام، إنها تريد أجوبة وهي تستحق أجوبة".
وتقول عائلات رهائن إن التواصل بينها وبين مسؤولين يراوح بين ضئيل ومنعدم وإنها متروكة لألم شديد من جراء حال عدم اليقين في ما يتعلّق بمصير أحبائها.
وقالت إنبال زاخ البالغة 38 عاما والتي خطف قريبها تال شوهام من كيبوتس بئيري مع ستة من أفراد عائلته "لا نعلم شيئا بشأن ما حلّ بهم. لا نعلم إذا أصيبوا أو إذا عاينهم طبيب أو إذا لديهم طعام" وتابعت "نحن قلقون جدا عليهم".
وتثير أزمة الرهائن المستمرة قلقا كبيرا لدى كثر، إذ بين المحتجزين أطفال ومسنّون ومصابون بجروح بالغة وفقا لمشاهد بثّت خلال توثيق خطفهم.
وتأتي تظاهرة تل أبيب في أعقاب ليلة اعتبرت من الأعنف في الحرب وقد دكّ الجيش غزة طوال الليل لا سيّما بذخائر لضرب الأنفاق والمخابئ تحت الأرض.
وقال روبنستاين إن "العائلات بحاجة إلى أن تعلم ما هي الخطة بسبب ما جرى البارحة. إن القصف يعرّض الرهائن إلى الخطر"، مضيفا "إلى الآن تم الإفراج عن أربعة رهائن فقط".
وذكر بيان لتجمّع العائلات "لم يكلّف أحد من حكومة الحرب نفسه لقاء العائلات لشرح أمر واحد: ما إذا العملية البرية تعرّض للخطر حياة الرهائن الـ229" وتابع "العائلات قلقة إزاء مصير أحبائها وهي تنتظر تفسيرا. كل دقيقة أشبه بدهر".
تعليقات الزوار
لا تعليقات