قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء إن المفاوضات التي تقودها بلاده لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس في غزة تحرز تقدما، مضيفا أنه يأمل في تحقيق انفراجة قريبا، محذّرا من أن أي هجوم بري إسرائيلي على قطاع غزة سيجعل تحرير المحتجزين أكثر صعوبة.
وقال وزير الخارجية القطري خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي هاكان فيدان بالعاصمة القطرية الدوحة "هناك بعض التقدم وما زلنا متفائلين"، مضيفا "إذا تمكنوا من التوفيق بين الطرفين أعتقد أننا سنشهد بعض الانفراجات قريبا وهو ما نأمل فيه"، فيما وضح مسؤولون قطريون إن الغزو البري الإسرائيلي لغزة سيعقد جهود تحرير الرهائن.
وتابع "نؤكد رفضنا التام للتعامل مع هذه الأزمة بازدواجية معايير ولا يجوز إدانة قتل المدنيين هنا في غزة وتبريرها هناك في إسرائيل"، مضيفا "هناك تسييس للمساعدات الإنسانية واستخدامها أداة للعقاب ولا نجد أصواتا كافية لرفع هذا الظلم عن الشعب في قطاع غزة".
ولدى قطر حوار مفتوح مع إسرائيل ومع حماس مما مكن من إطلاق سراح أربعة محتجزين حتى الآن من بينهم إسرائيليتان الاثنين، فيما توقع مسؤولون قطريون في تصريح حينها أن تؤدي المباحثات الجارية إلى الإفراج عن المزيد من الرهائن خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال ماجد الأنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية "من الواضح أن التوغل البري في غزة سيجعل من الصعب الحفاظ على سلامة الرهائن. وفي جهود الوساطة التي نبذلها مع الجانبين نحث جميع أطراف هذا الصراع على وقف التصعيد على الفور".
بدوره قال وزير الخارجية التركي إن أي عملية برية لإسرائيل في قطاع غزة ستحول القتال هناك إلى مذبحة، مضيفا أن "أولئك الذين يدعمون تصرفات إسرائيل تحت اسم التضامن متواطئون معها في جرائمها".وذكر أن ما يحدث في غزة ليس اضطهادا للفلسطينيين فقط، بل سيكون أيضا تطورا من شأنه زعزعة استقرار مصر والأردن ولبنان، داعيا إسرائيل إلى وقف عملياتها بشكل فوري، مشددا على ضرورة إعلان وقف إطلاق النار الفوري، وإنشاء ممر للمساعدات الإنسانية.
وقال الشيخ محمد إن "عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة منذ بداية هذه الحرب تجاوز عدد الأطفال الذين قتلوا في حرب أوكرانيا لكن لم يكن هناك رد فعل متماثل من جانب المجتمع الدولي في الأزمتين"، مؤكدا أن "السبيل الوحيد للتوصل إلى حل سلمي في غزة هو إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة".
وتابع أنّ الدوحة وأنقرة ستواصلان التنسيق مع بعضهما البعض ومع شركاء إقليميين لخفض التصعيد في الحرب التي دخلت أسبوعها الثالث السبت الماضي، منددا بالانتقادات الموجهة لموقف قطر معتبرا هذه التعليقات "تقوض الجهود الراهنة وتعرض الأرواح للخطر ولا يمكن فهمها إلا في سياق الابتزاز السياسي".
واحتجزت حماس حوالي 222 شخصا تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر و85 عاما خلال هجوم مباغت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وردت إسرائيل بحملة قصف وضربات جوية على القطاع بالإضافة إلى فرض حصار مطبق عليه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء إن 6546 فلسطينيا على الأقل قُتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم 2704 أطفال. وقُتل نحو 756 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات