أعلن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ودول غربية "إرهابيا"، مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي شهدته أنقرة الأحد، قبل ساعات من افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة التي من المقرّر أن تصادق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال الحزب لوكالة "إيه إن إف" القريبة من الحركة الكردية إن "عملا فدائيا نفذ ضد وزارة الداخلية التركية من جانب فريق تابع للواء الخالدين". وأسفر عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة.
وفي كلمة في افتتاح دور الانعقاد الجديد للبرلمان بعد الهجوم بساعات، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الذي وقع صباحا بأنه "أحدث محاولة" لترويع الأتراك. وقال "الذين يهددون سلم المواطنين وأمنهم لم يحققوا أهدافهم ولن يفعلوا ذلك أبدا".
وأدانت العديد من الدول العربية هذا الهجوم منها مصر والسعودية والأردن وفلسطين والكويت، وهو أول تفجير في أنقرة منذ عام 2016.
وأظهرت لقطات التقطتها كاميرات مراقبة سيارة تتوقف عند البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية قبل أن يُسرع أحد راكبيها نحو المبنى سيرا على الأقدام ويحدث الانفجار بينما بقي الشخص الآخر بداخل السيارة.
كما ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي(الناتو)، ينس ستولتنبرج، بشدة بالهجوم على وزارة الداخلية في أنقرة. وقال في منشور على منصة "إكس"، تويتر سابقا، إن "الناتو يقف متضامنا مع تركيا في محاربة الإرهاب"، متمنيا الشفاء العاجل والتام للجرحى من ضباط الشرطة.
وأفاد وزير الداخلية بأن شرطيَين أصيبا بجروح طفيفة في الهجوم الذي نفذه "ارهابيان"، أحدهما "فجّر نفسه" والآخر تمّ "تحييده". وسمع دوي انفجار قوي على بعد عدّة كيلومترات، وعرضت محطات تلفزيونية لقطات لحطام متناثر في شارع مجاور. وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا إنّ "إرهابيين اثنين وصلا على متن مركبة تجارية حوالي الساعة 09.30 صباحاً أمام بوابة الدخول إلى الإدارة العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية ونفّذا عملية تفجير".
وأوضح يرلي كايا على منصة "إكس" أنّ "أحد الإرهابيَّين فجّر نفسه فيما تم تحييد الآخر. وأصيب اثنان من عناصر شرطتنا بجروح طفيفة" ناجمة عن النيران التي أشعلها الانفجار.
وأضاف أنه لا خطر على حياة عنصري الشرطة اللذين أصيبا في الهجوم الإرهابي، قائلا "يستمر علاج عنصري الشرطة البطلين، عليم ريس ديميريل وأركان كاراتاش، اللذين أصيبا في محاولة الهجوم الإرهابي الغادرة التي وقعت أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية".
وتابع "سنواصل كفاحنا بكل عزيمة ضد الإرهاب والمتواطئين مع الإرهابيين وتجّار السموم والعصابات ومجموعات الجريمة المنظمة".
بدوره، أفاد مركز شرطة أنقرة على موقع "إكس" بأنه ينفّذ عمليات "تفجير مضبوطة" لـ"طرود مشبوهة" خوفاً من هجمات أخرى ودعا السكان إلى عدم الذعر.
كذلك، أعلن مكتب المدعي العام في أنقرة عن فتح تحقيق وفرض حظر على الوصول إلى منطقة الهجوم. كما طلب من جميع وسائل الإعلام المحلية، وخصوصاً القنوات التلفزيونية، التوقف فوراً عن بث الصور من مكان الهجوم، وهو ما فعلوه على الفور.
وتحدّثت قناة "إن.تي.في" التلفزيونية الخاصة عن أصوات إطلاق نار في الحي الذي تم إغلاقه بالكامل في ظل انتشار كثيف لمركبات الشرطة وسيارات الإسعاف.
ووفق القناة، فإنّ "سيارة رمادية مسجّلة في ولاية قيصري" وسط البلاد، ظهرت أمام مقر الشرطة. وأضافت القناة "خرج أحد المهاجمين من السيارة ليفتح النار وفجّر الآخر نفسه بعد ذلك فوراً".
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن المهاجمين خطفا المركبة وقتلا سائقها في مدينة قيصري على بعد 260 كيلومترا جنوب شرقي أنقرة ثم نفذا الهجوم. وأضاف أن أحد الشرطيين الجريحين أصيب بشظايا.
ووقع التفجير في حي يضم مقار عدد من الوزارات إضافة إلى البرلمان الذي يتوقع بأن يفتتح دورته الجديدة ابتداءً من الساعة الثانية بعد الظهر.
وكان من المقرر أن يحضر الرئيس أردوغان الساعة السابعة والنصف مساء افتتاح الدورة الجديدة للبرلمان الذي من المتوقع أن يبحث خلال الأسابيع القادمة التصديق على مسعى السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعدما أثارت تركيا اعتراضات في البداية.
ويجب على البرلمان أن يصادق خلال هذه السنة البرلمانية، على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
ومنذ أيار/مايو 2022، عرقلت تركيا انضمام الدولة الاسكندنافية إلى الناتو، معلّلة السبب بإيوائها "إرهابيين" وحركات كردية.
ولا يزال أردوغان يحتفظ بموقف غامض عبر تكراره القول إنّ البرلمان يتمتّع بالسيادة، وإنه وحده من يستطيع أن يقرّر بشأن عضوية السويد في الحلف.
وشهدت أنقرة هجمات عديدة وعنيفة بين عامي 2015-2016، تبنّاها الانفصاليون الأكراد في حزب العمال الكردستاني أو تنظيم الدولة الإسلامية.
وخلال آخر هجوم في آذار/مارس 2016، أدى انفجار سيارة مفخّخة في منطقة كيزيلاي في وسط العاصمة إلى مقتل 38 شخصاً وإصابة 125 آخرين. ونُسب الهجوم إلى منظمة "صقور حرية كردستان" وهي جماعة متطرفة صغيرة قريبة من "حزب العمال الكردستاني".
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2015، أدى هجوم أمام محطة قطارات أنقرة المركزية نُسب إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى مقتل 109 أشخاص.
ووقع آخر هجوم تمّ تسجيله على الأراضي التركية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، في شارع للتسوّق في إسطنبول أدّى إلى سقوط ستة قتلى و81 جريحاً. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، لكن نسبته السلطات إلى "حزب العمال الكردستاني".
تعليقات الزوار
لا تعليقات