أعلنت حركة "تمازج" السودانية انحيازها إلى قوات الدعم السريع في الصراع الدائر بينها وبين الجيش السوداني، ما يؤشر على انعطافة هامة في الحرب الدائرة، لما تمتلكه الحركة التي تضم نحو 12 فصيلا مسلّحا من عتاد عسكري وقوات هامة، فيما يتزامن هذا التطور مع خسارة القوات المسلحة السودانية لأهم مواقعها الحيوية في العاصمة، بالإضافة إلى فقدانها السيطرة على العديد من الأقاليم بالبلاد.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على صفحتها بموقع "اكس" أن "انحياز حركة تمازج بكامل قواتها وعتادها العسكري سيشكل دفعة نوعية لقواتنا في معركتهم ضد ميليشيا البرهان وفلول النظام البائد الذين أشعلوا هذه الحرب وتسببوا في دمار البلاد وأشاعوا فيها الظلم والفساد والمحسوبية طيلة الثلاثون عاماً الماضية وما زالوا يحلمون بالعودة إلى السلطة على أكتاف القوات المسلحة".
وتابعت أن "الموقف الوطني العظيم الذي أظهرته حركة تمازج وغيرها من الشرفاء في القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وحركات النضال الثوري سيحسم هذه المعركة لصالح شعبنا ويؤسس لبناء دولة المواطنة والحقوق المتساوية التي تقوم على احترام تنوع الشعوب السودانية التي عانت من ويلات الظلم والتهميش"
ولفتت إلى أن "تعاون قادة القوات المسلحة وتنفيذهم لأجندة النظام البائد في العودة للسلطة سيدفع بالمزيد من الشرفاء لقطع الطريق أمام المساعي المكشوفة للفلول والتي تهدف إلى تفكيك وتقسيم بلادنا على أسس إثنية وجهوية وهذا ما لن نسمح بتكراره. إن الانتصارات الميدانية المتتالية على قوات الانقلابيين والفلول أحبطت مخططاتهم الخبيثة ضد شعبنا المتطلع لعهد جديد تسوده الحرية والعدالة والمساواة سودان يسع الجميع".
وتتكون جبهة "تمازج" التي تتواجد على الشريط الحدوددي من 12 فصيلا يتواجد خمسة منها في غرب كردفان، فيما تتمركز البقية بولايات دارفور وانضم أبناء تلك المناطق إلى الحركة نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية الذي أدى إلى تنامي الاحتقان في صفوف السكان بسبب إحساسهم بالظلم والتهميش.
وكان ينظر إلى حركة "تمازج" على أنها "صنيعة استخباراتية" في سياق مخطط يهدف إلى إضعاف الحركة الشعبية - شمال، عبر تغذية الخلافات والتحريض على الانشقاقات من الحركة.
وأفاد الأمين العام للحركة ياسر محمد حسن في تصريح سابق بأن "تمازج" هي إحدى فصائل الحركة الشعبية في السودان، لافتا إلى أنها تتمركز في سنار والنيل الأبيض وكردفان الكبرى ودارفور الكبرى، مشيرا إلى أنها سعت إلى رفع الظلم والتهميش اللذين كان يعاني منهما سكان الشريط الحدودي بين السودان ودول الجوار.
ويتزامن انضمام "تمازج" إلى قوات الدعم السريع مع اتساع رقعة الاشتباكات التي امتدت خلال الأيام الأخيرة إلى الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والفولة عاصمة ولاية غرب كردفان ومدينة نيالا، فيما قصف الجيش السوداني منازل مدنيين، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى.
وفي الآونة الأخيرة شهدت ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان قتالا بين الجيش السوداني والحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو.
ويؤشر معاضدة حركة "تمازج" لقوات الدعم السريع في المواجهات الدائرة ضد الجيش السوادني على ترجيح كفة قوات حميدتي التي استولت خلال سيطرتها على أجزاء واسعة من معسكر سلاح المدرعات في الخرطوم الأسبوع الماضي على العديد من المدرّعات والدبابات والمركبات العسكرية والمدافع بالإضافة إلى كميات هامة من الذخيرة.
بدورها أعلنت قبيلة "القمر" بولاية جنوب دارفور عن انحيازها التام إلى قوات الدعم السريع في نزاعها ضد قوات البرهان، في خطوة رحبت بها الدعم السريع واعتبرت أنها تأتي "اتساقاً مع المواقف الوطنية الشجاعة التي عبرت عنها معظم قيادات الإدارة الأهلية في السودان في مواجهة الظلم والاستبداد والفساد والمحسوبية"، وفق بيان نشرته على صفحتها على منصة "اكس".
وتكبدت قوات البرهان خسائر فادحة في الأرواح خلال المواجهات التي دارت في محيط المجمع العسكري، إذ أسفرت المعارك عن مقتل المئات من جنودها وضباطها، فيما وقع العديد منهم في قبضة قوات الدعم السريع.
وانشق خلال الآونة الأخيرة العديد من ضباط وجنود الجيش السوداني، معلنين عن انضمامهم إلى قوات الدعم السريع، فيما أكد بعضهم أن حالة من الإرباك تسود قوات البرهان بعد الانتكاسات المتتالية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات