قامت مصالح الرقابة التابعة لوزارة التجارة وترقية الصادرات، بأكثر من 120 ألف تدخل في إطار محاربة المضاربة غير المشروعة، خلال الأشهر السبع الأولى من العام الجاري 2023، سمح بحجز أكثر من 870 طن من السلع.
وأوضحت حصيلة الوزارة في أخر تقرير لها حول حصيلة نشاطات الرقابة الاقتصادية وقمع الغش المنجزة على مستوى السوق الوطنية خلال الأشهر السبع الأولى من سنة 2023، أن عمليات الرقابة الخاصة بمكافحة المضاربة غير المشروعة اسفرت على تسجيل 120221 تدخل مكن من تسجيل 73 جنحة، وتحرير 73 محضر متابعة قضائية.
بالإضافة إلى ذلك، قامت مصالح الرقابة باتخاذ إجراءات إدارية تحفظية تمثلت في حجز سلع تقدر ب 24. 873 طن بقيمة إجمالية تقدر ب 825. 499 مليون دج، حسب نفس المصدر.
ومن بين المواد المحجوزة في إطار محاربة المضاربة غير المشروعة، نجد زيت المائدة المدعم (130359 لتر)، الحليب المدعم (9132 لتر) السميد (80. 162 طن، والفرينة (94. 213 طن) والسكر (61. 37 طن)، ومواد مختلفة كالموز، التفاح، البصل، البطاطا بكمية قدرها (66ر312 طن)، مع حجز 23590 بيضة أي ما يقارب 786 صفيحة.
ووفقا للحصيلة، فقد تمت القيام بهذه التداخلات على مستوى تجار التجزئة بنسبة 76 بالمائة وتجار الجملة بنسبة 18 بالمائة ووحدات الإنتاج بنسبة 6 بالمائة ومحلات المستوردين بنسبة 1 بالمائة.
وتأتي هذه التدخلات التي جرت بالتنسيق مع المصالح الأمنية تطبيقا لأحكام القانون رقم 21-15 المؤرخ في 28 ديسمبر 2021 والمتعلق بمكافحة المضاربة غير المشروعة.
وإجمالا، قامت مصالح الرقابة خلال السبع أشهر الأولى من العام الجاري 2023، بقرابة 1.27 مليون تدخلا مكن من معاينة 124462 مخالفة (+1 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من 2022)، وتحرير 118195 محضر متابعة قضائية (+8 بالمائة)، مع اقتراح غلق 8502 محل تجاري (-18 بالمائة).
كما أسفرت هذه العمليات عن حجز سلع بقيمة إجمالية تقدر 1.33 مليار دج (+27 بالمائة) مع تسجيل رقم أعمال مخفي مقدر ب 82. 32 مليار دج (+42 بالمائة).
ولدى تفصيلها لهذه الحصيلة، أوضحت الوزارة أن مصالح الرقابة التابعة لها قامت بمراقبة 26396 حمولة على مستوى الحدود (-18 بالمائة مقارنة بالأشهر السبعة الأولى لـ 2022) تم منها رفض دخول 364 حمولة (-19 بالمائة) تحتوي على منتجات غير مطابقة تقدر كميتها ب 48137 طن بقيمة 10.47 مليار دج، مع تحرير 12 محاضر رسمية حولت إلى الجهات القضائية.
وفي نقابل ذلك تم تحرير 25988 مقرر دخول المنتوج بكمية إجمالية (-18 بالمائة) مقدرة بـ 89. 13 مليون طن بقيمة 1283 مليار دج.
تعليقات الزوار
حجز أكثر من 870 طن من السلع موجه للمضاربة
وورد في الوصية الرائعة التي أرسلها الإمام الحسن البصري،إلى الخليفة الراشد عمرَ بنِ عبد العزيز رضي الله عنه:[ اعلم يا أمير المؤمنين،أنَّ اللهَ جعل الإمامَ العادلَ قِوَام كلِّ مائل،وقَصْدَ كلِّ جائرٍ،وصلاحَ كلِّ فاسدٍ،وقوةَ كلِّ ضعيفٍ،ونَصَفَةَ- إنصاف – كلِّ مظلوم،ومَفْزَعَ كلِّ ملهوف. والإمام العادل – يا أمير المؤمنين – كالرَّاعي الشفيقِ على إبلِهِ،الرفيقِ بها،الذي يَرتَادُ لها أطيبَ المراعي،ويذودُهَا عن مَرَاتِعِ الهَلَكة،ويحميها منَ السِّبَاعِ،ويُكنُّهَا من أذى الحرِّ والقَرِّ. والإمام العادل – يا أمير المؤمنين – كالأبِ الحاني على وَلدِه،يسعى لهم صغاراً،ويعلمهم كباراً؛يكتسبُ لهم في حياته،ويدَّخِرُ لهم بعدَ مماتِهِ. والإمام العدل – يا أمير المؤمنين – كالأمِّ الشفيقةِ البرَّةِ الرَّفِيقَةِ بولدها،حملتهُ كُرْهَاً،ووضعتهُ كُرْهَاً،وربَّتهُ طِفْلاً تسهرُ بسهرِهِ،وتسكنُ بسكونِهِ،ترضعُهُ تارةً وتفْطمُهُ أخرى،وتفرَحُ بعافيتِهِ،وتغْتَمُّ بشكَايَتِهِ. والإمام العدل – يا أمير المؤمنين – وَصِيُّ اليتامى،وخازنُ المساكينِ،يُرَبِّي صغيرَهم،ويمونُ كبيرَهُم. والإمام العدل – يا أمير المؤمنين -كالقلبِ بينَ الجوارِحِ،تَصْلُحُ الجوارحُ بصلاحِهِ،وتَفْسُدُ بفسادِهِ. فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما مَلَّكَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ كعبدٍ ائتمَنَهُ سيدُهُ،واستحفَظَهُ مَالَهُ وعيَالَهُ،فَبَدَّدَ المالَ وشَرَّدَ العيَالَ،فأفقرَ أهلَهُ،وفَرَّقَ مالَهُ] الحسن البصري لابن الجوزي والعقد الفريد لابن عبد ربه 1/12. رابعاً:إن الحاكم في الإسلام ليس مطلق الصلاحيات، يفعلُ ما يريد بلا حسيبٍ ولا رقيبٍ،بل هو مقيدٌ بشرع الله عز وجل،وهو غير معصومٍ من الخطأ والزلل،لذلك واجبٌ على الأمة أن تنصحه وتراقبه وتحاسبه إن أخطأ ويُعزل إن ارتكب ما يستوجب العزل.عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِي رضي الله عنه أَنَّ النبى صلى الله عليه وسلم قَالَ:(الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)رواه مسلم. وقال أبو بكر الصديق يوم أن بويع بالخلافة:[أَيّهَا النّاسُ!فَإِنّي قَدْ وُلّيت عَلَيْكُمْ وَلَسْت بِخَيْرِكُمْ,فَإِنْ أَحْسَنْت فَأَعِينُونِي؛وَإِنْ أَسَأْت فَقَوّمُونِي.الصّدْقُ أَمَانَةٌ وَالكَذِبُ خِيَانَةٌ.وَالضّعِيفُ فِيكُمْ قَوِيّ عِنْدِي حَتّى أُرِيحَ عَلَيْهِ حَقّهُ إنْ شَاءَ اللهُ,وَالقَوِيّ فِيكُمْ ضَعِيفٌ عِنْدِي حَتّى آخُذَ الحَقّ مِنْهُ إنْ شَاءَ اللهُ.لا يَدَعُ قَوْمٌ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللّهِ إلا ضَرَبَهُمْ اللّهُ بِالذّلّ.وَلا تَشِيعُ الفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطّ إلا عَمّهُمْ اللّهُ بِالبَلَاءِ.أَطِيعُونِي مَا أَطَعْت اللّهَ وَرَسُولَهُ,فَإِذَا عَصَيْتُ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَلا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ.قُومُوا إلَى صَلاتِكُمْ يَرْحَمُكُمْ الله] رواه عبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في السنن الكبرى وقال ابن كثير :إسناده صحيح. وخلاصة الأمر: أن غِشَّ الراعي للرعية من أخطر أنواع الغِش وأعظمها ضرراً على الأمة،ونستطيع أن نسميه”الغِش السياسي. وأن قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً،يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ،إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) أصل في هذا الباب وورد في معناه أحاديثُ كثيرةٌ. وأن هذا الحديث برواياته يدلُّ على خطر الولاية وعِظم مسؤوليتها أمام الله سبحانه وتعالى،وهو عامٌ في كل مسؤولية يتولاها المسلم،ابتداءً من منصب الحاكم والوزير والوكيل والمدير والزوج والزوجة،وانتهاءً بأي ولايةٍ وإن صغرت. وأن مظاهر غش الحكام للرعية في زماننا كثيرةٌ جداً. وأن خروج الحاكم على الأمة هو السائد الغالب في زماننا، وليس خروج الأمة على الحاكم. وأن الحاكم في الإسلام ليس مطلق الصلاحيات، يفعلُ ما يريد بلا حسيبٍ ولا رقيبٍ،بل هو مقيدٌ بشرع الله عز وجل،وهو غير معصومٍ من الخطأ والزلل،لذلك واجبٌ على الأمة أن تنصحه وتراقبه وتحاسبه إن أخطأ، ويُعزل إن ارتكب ما يستوجب العزل. والله الهادي إلى سواء السبيل
حجز أكثر من 870 طن من السلع موجه للمضاربة
مظاهر غش الحكام للرعية في زماننا كثيرة جداً منها: (1)تخلي الحكام عن الحكم بما أنزل الله عز وجل،لذا استحقوا الوعيد الشديد لذلك،قال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} سورة المائدة الآية 44،وقال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} سورة المائدة الآية 45،وقال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} سورة المائدة الآية 47. (2) سياسةُ الأمة بالقسوة والغلظة والشدة،وما يجري للمسلمين في ديار المسلمين من قتلٍ وذبحٍ وتشريدٍ واعتقالٍ،معروفٌ ومشهورٌ.يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) رواه مسلم. (3) فقدانُ العدل غالباً في بلاد المسلمين مما دفع كثيراً من الناس إلى الهجرة من بلادهم،والفرار إلى دول الغرب كما هو حال الملايين من الشعب السوري الذين لجأوا إلى تركيا وأوروبا.يقول تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} سورة النساء الآية 58، وقال تعالى:{ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ } سورة المائدة الآية 49. (4) من أعظم غِشِّ الحكام وخيانتِهِم للرعية تولية المناصب لمن ليس أهلاً لها من أولادهم وأقاربهم وجماعتهم،مع وجود من هو أولى وأصلح،فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ) رواه الحاكم وصححه. ورواه الطبراني بلفظ:( مَنْ تَوَلَّى مِنْ أُمَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِذَلِكَ وَأَعْلَمُ مِنْهُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فَقَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ ).قال الهيثمي في مجمع الزوائد :” فيه أبو محمد الجزري حمزة ولم أعرفه،وبقيَّه رجاله رجال الصحيح”. وقال صلى الله عليه وسلم:(مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ) رواه الحاكم وصححه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ. قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: إِذَا أُسْنِدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ)رواه البخاري. (5) غش الأمة في رعاية مصالحها العامة، وهذا أمرٌ ظاهرٌ في كثيرٍ من بلاد المسلمين،حيث تجد ضعف التعليم والصحة، وانتشار البطالة بين الشباب، وتدني الرواتب والأجور،وعدم توفير الحاجات الأساسية للناس كالخبز والمياه،وسوء أحوال الطرق والكهرباء،واختلال الأمن والأمان، وغير ذلك. (6) غش الأمة في المال العام، فقد سيطر الحكام وحاشيتهم على خيرات الأمة ونهبوها،وحولوا البلاد إلى مزارع شخصية لهم ولزوجاتهم ولأعوانهم،واستولوا على الملايين،وحولها إلى حساباتهم الشخصية في بنوك العالم. وغير ذلك من مظاهر غش الحكام للرعية، ويكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم