كشفت إيران عن مسيّرة جديدة محلية الصنع قادرة على التحليق لمدة أطول وبسرعة أكبر وتتمتّع بإمكانيات معززة في مجال الأسلحة، في أحدث مؤشر على مواصلة الجمهورية الإسلامية العمل على برنامجها لتطوير الطائرات دون طيار والتي زودت بها روسيا في حربها ضد أوكرانيا وهو ما تنفيه طهران، فيما تثير المسيرات الإيرانية هواجس الغرب والولايات المتحدة لما تشكله من تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
وأطلقت إيران على أحدث طراز من مسيراتها اسم "مهاجر 10" أثناء مراسم أقيمت في طهران للاحتفال بإنجازات قطاع الدفاع الإيراني حضره الرئيس إبراهيم رئيسي.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن رئيسي قوله إن طهران ستقطع "اليد التي تمتد للعدوان على إيران".
وتعد المسيّرة الجديدة نسخة مطوّرة لمسيرة "مهاجر 6" التي اتّهم مسؤولون أميركيون إيران ببيعها إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا وهو ما نفته طهران.
ووسّعت الحكومات الغربية في الشهور الماضية العقوبات القاسية المفروضة على إيران على خلفية اتهامات ببيع الأسلحة.
وقالت وكالة "إرنا" الرسمية إن المسيّرة الجديدة قادرة على التحليق لمدة أقصاها 24 ساعة على ارتفاع 7000 متر وبنصف قطر تشغيلي من 2000 كيلومتر.
وأضافت أنها مجهّزة بأنظمة استخباراتية وأنظمة الحرب الإلكترونية ويبلغ الحد الأقصى لوزن حمولتها 300 كيلوغرام، فيما تمتاز بقدرتها على حمل جميع أنواع الذخائر والقنابل. وتبلغ سرعتها القصوى 210 كيلومترات في الساعة.
وتعد الحمولة ومدة التحليق ضعف تلك التي تتمتع بها "مهاجر 6" التي بلغ الحد الأقصى لحمولتها 150 كيلوغراما ومدة تحليقها 12 ساعة فيما تحلّق على ارتفاع أقل بلغ 5400 متر مع سرعة 200 كيلومتر في الساعة.
وفي فبراير/شباط الماضي سلّمت وزارة الدفاع الإيرانية الجيش أكثر من 200 مسيّرة جديدة مزوّدة بقدرات صاروخية وأنظمة حرب إلكترونية وكشفت وسائل إعلام إيرانية حينها أن المسيّرات الجديدة مصمّمة لمهامّ الاستطلاع وتنفيذ ضربات ويمكن تزويدها بصواريخ جو - جو وجو - أرض وقنابل بعيدة المدى
وسبق للولايات المتحدة وإسرائيل أن اتهمتا طهران باستخدام مسيّرات وصواريخ لمهاجمة القوات الأميركية وسفن في مياه الخليج.
وقال البيت الأبيض في وقت سابق إن موسكو تعمل على تعزيز تعاونها الدفاعي مع إيران، لافتا إلى أنها تسلمت مئات الطائرات المسيرة الهجومية التي تستخدمها في مهاجمة أوكرانيا.
وصرّح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في يونيو/حزيران الماضي أن "روسيا استخدمت الطائرات المسيرة الإيرانية لضرب كييف وإرهاب الشعب الأوكراني"، مضيفا أن "الشراكة العسكرية بين روسيا وإيران آخذة في الازدياد".
وأقرّ المسؤول الأميركي بمخاوف بلاده من شراكة بين موسكو وطهران لإنتاج طائرات مسيرة إيرانية من داخل روسيا، مشيرا إلى أن معلومات واشنطن تفيد بأن روسيا تتلقى من إيران المواد اللازمة لبناء مصنع للطائرات المسيّرة يمكن أن يعمل بطاقته الكاملة في أوائل العام المقبل.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على مسؤولين تنفيذيين إيرانيين في شركة للصناعات الدفاعية على خلفية تزويد روسيا بالطائرات المسيرة.
وأقرت طهران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وتنفي موسكو استخدام قواتها لمسيرات إيرانية في أوكرانيا.
وكانت كييف اتهمت مرارا الروس باستخدام مسيرات إيرانية في قصف أهداف مدنية واقتصادية. وحملت إيران المسؤولية عما وصفتها بـ"جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
واستثمرت إيران انشغال العالم في مناقشة برنامجها النووي لتطوير قدرات الطائرات المسيرة، ما جعلها المورّد الأساسي للطائرات العسكرية دون طيار، كما أصبحت إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها طهران ومن يعملون لحسابها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات