تسود توترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن مصدرها حزب الله الذي يحاول عبر نشطائه استفزاز قوات من الجيش الإسرائيلي على طول السياج الأمني ويحاول "تحويل الخط الحدودي إلى خط مواجهة نشط مع احتكاك دائم".
وفي أحدث عملية اعتبرتها إسرائيل استفزازية ودفعهتا لتعزيز قواتها هناك قيام ناشط من الجماعة الشيعية برشق السياج الأمني بزجاجة حارقة في منطقة المطلة على الشمال من الجانب الإسرائيلي.
وذكرت قناة الميادين في تقرير نقلا عن وسائل إعلام عبرية أن قوة للجيش ردت بطلقات تحذيرية بعد تلك الحادثة التي اعتبرتها مصادر محاولة لاختبار جاهزية تلك القوة، مشيرة إلى أن قيام ناشط في حزب الله بإلقاء زجاجة حارقة على السياج الحدودي تسبب هذا في أضرار على ناقل المياه.
واعتبرت أن تلك الحادثة ارتقاء في استفزازات حزب الله وأن الجيش الإسرائيلي رفع جاهزيته في المنطقة وعزز من تواجده، بينما تخطط الحكومة اليمينية المتطرفة لاستغلال مثل هذه الحوادث لفتح النقاش في الأمم المتحدة للمطالبة بفرض وقف اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الموقّع في نهاية حرب لبنان الثانية.
وسيدور النقاش على الأرجح حول تجديد ولاية مراقبي الأمم المتحدة (اليونيفيل) الذي اعترض حزب الله عليه مرارا وعلى التفويض الممنوح لليونيفيل. كما "ستواصل إسرائيل المطالبة بإزالة خيمة حزب الله الثانية في مزارع شبعا"، وفق المصادر ذاتها.
وقال إعلامي إسرائيلي تعليقا على إلقاء ناشط من حزب الله زجاجة حارقة على مقربة من القوة الإسرائيلية، إن نشطاء الحزب اللبناني "لم يتأثّروا من تهديدات وزير الأمن يوآف غالانت الذي زار الأسبوع الماضي مزارع شبعا وهدد بتحويل لبنان وإعادته إلى العصر الحجري".
وكانت تلك الحادثة مادة دسمة في وسائل الإعلام الإسرائيلي التي خصصت حلقات للنقاش وذهبت إلى حد طرح سيناريوهات مواجهة عسكرية محتملة مع حرص حزب الله على تحويل الخط الحدودي إلى خط مواجهة دائمة.
ونقلت القناة 13 عن الخبير في الشؤون العربية آلون أفيتار قوله إن الأمين العام لحزب الله لا يبدي أي ارتباك إزاء التهديدات التي أطلقها وزير الأمن يوآف غالانت ويرى أن وضع الجيش الإسرائيلي هش وأن الصدع الداخلي في توسع وأن هذا يعتبر فرصة لحزب الله.
وأكد نصرالله مساء الاثنين أن تنظيمه المؤيد لإيران يستطيع أيضا إعادة إسرائيل إلى "العصر الحجري" في حال اندلاع نزاع مسلح بين الجانبين، وذلك ردا على تهديدات مماثلة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي. وقال في خطاب متلفز "انتم أيضا ستتم إعادتكم إلى العصر الحجري، إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان".
وأعلن نصرالله أن تنظيمه يحتاج إلى "بضعة صواريخ دقيقة" لتدمير قائمة أهداف عددها، وخصوصا "المطارات المدنية، المطارات العسكرية، قواعد سلاح الجو، محطات توليد الكهرباء وتوزيعها، محطات المياه، مراكز الاتصالات الرئيسية، مجموعة من البنى التحتية، مصافي النفط والبنزين والامونيا"، إضافة إلى "مفاعل ديمونا".
وحذر من أنه "إذا تطورت المعركة إلى كل محور المقاومة"، أي في حال شاركت فيها فصائل أخرى وخصوصا فلسطينية معادية لإسرائيل وتدعمها إيران، "فلن يبقى شيء اسمه إسرائيل".
وألقى نصرالله خطابه في الذكرى السابعة عشرة لانتهاء آخر مواجهة عسكرية بين حزبه وإسرائيل صيف العام 2006. وأسفرت هذه الحرب عن أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني، معظمهم مدنيون، وعن 160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من العسكريين.
وحزب الله هو التنظيم الوحيد الذي احتفظ بسلاحه منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان العام 1990، تحت شعار "مقاومة" إسرائيل.
وقال الخبير في شؤون الأمن القومي كوبي ماروم في تصريحات مماثلة "تهديدات غالانت للبنان فارغة"، مضيفا "عندما تهدد الطرف الثاني عسكريا، يجب أن يكون هذا التهديد موثوقا به، لكنّ التهديدات فارغة وإسرائيل تعتمد الاحتواء".
وكان ألون بن دافيد المُعلّق العسكري في 'القناة 13' الإسرائيلية ، قد قال إنّ "المشهد الذي وثّق عددا من عناصر حزب الله وهم يسيرون عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، يثير التوتر ويذكّر بعام 2006"، مضيفا أن "هذا بالضبط ما حدث لنا عشية عملية خطف الأسيرين عام 2006".
تعليقات الزوار
لا تعليقات