تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة مؤلمة لامرأة وطفلها إفريقيين، قيل إنهما قضيا بعد إبعادهما مع العشرات من قبل السلطات التونسية ورميهم بقوة السلاح في صحراء قاحلة دون ماء أو غذاء على الحدود مع ليبيا.
وطرد مئات المهاجرين الأفارقة من مدينة صفاقس التي تشكل في وسط شرق تونس، نقطة الانطلاق الرئيسية للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا إثر اشتباكات أودت بحياة مواطن تونسي في 3 تموز/يوليو، قبل نقلهم إلى مناطق نائية بالقرب من ليبيا في الشرق، والجزائر في الغرب.
وتسببت هذه الصورة في موجة غضب واسعة بين النشطاء على مواقع التواصل.
وفاة أفارقة رمتهم السلطات التونسية في صحراء قاحلة
وفي هذا السياق نشرت المذيعة التونسية بتلفزيون العربية رانيا الدريدي، الصورة عبر حسابها الرسمي بتويتر، ووجهت انتقادات حادة للسلطات التونسية.
وكتبت ما نصه: “من وين جبنا كل هذي البشاعة و القبح! من وين؟!
مأساة المهاجرين الافارقة اللي تم رميهم من قبل السلطات التونسية في منطقة صحراوية خالية على الحدود بين ليبيا وتونس.”
ووفق وسائل إعلام عدة أشرف الحرس الوطني والجيش التونسي على نقل العشرات من المهاجرين، ومن بينهم مَن أرغموا على ترحيلهم قسريا إلى المناطق الحدودية في درجات حرارة عالية جدا ومنهم نساء حوامل وأطفال قُصّر ومهاجرون شبان من مختلف الجنسيات.
السلطات الليبية أنقذت بعضهم
وكشفت مقاطع أخرى متداولة لحظة إنقاذ السلطات الليبية لمهاجرين في الصحراء قرب الحدود مع تونس.
وعثرت القوات الليبية على مهاجرين أفارقة دخلوا من تونس إلى الحدود الليبية، ولم يكن معهم طعام أو ماء.
ورغم إنقاذ السلطات الليبية لهم إلا أنها لم تسمح لهم بدخول ليبيا وأوقفوا على الحدود.
وبينما تُركوا لمصيرهم تحت أشعة الشمس الحارقة، كان المهاجرين الأفارقة أقرب للموت لولا تدخل السلطات الليبية وإنقاذهم في الصحراء قرب الحدود مع تونس.
وقالت جماعات حقوقية تونسية ، الجمعة ، إن ما بين 100 و 150 شخصا ، بينهم نساء وأطفال ، ما زالوا عالقين على الحدود مع ليبيا.
وأفادت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، الاثنين، أنه تم في الأيام الأخيرة إنقاذ حوالي 360 مهاجرا من دول جنوب الصحراء بعدما نقلتهم الشرطة التونسية إلى مناطق نائية على الحدود بين البلدين.
ودعت المنظمة غير الحكومية السلطات الليبية إلى “السماح للمنظمات المعنية – كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة – بمقابلتهم ومساعدتهم في الإجراءات القانونية”.
وفي بيان آخر لها رحبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا بعملية إنقاذ حياة المهاجرين بمنطقة العسة الصحراوية، ممن عانوا ظروف إنسانية صعبة خلال الفترة الماضية داخل الحدود التونسية.
وأفادت مصادر تابعة لقوات حرس الحدود الليبية بأن عدد المهاجرين بلغ 360 مهاجر من بينهم ( أطفال – نساء ) يحتاجون لرعاية خاصة.
ودعت المنظمة لضرورة تقديم المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل لهم. وضرورة السماح للمنظمات المختص (المفوضية السامية للاجئين، المنظمة الدولية للهجرة)، بزيارتهم وتقديم المساعدات لهم ومن بينها المساعدة القانونية والانسانية بعد عمليات تصنيفهم كمهاجرين أو طالبي لجوء.
ونقلت وكالة “فرانس برس “عن منظمة هيومن رايتس ووتش قولها أن قوات الشرطة والجيش والحرس الوطني التونسية، بما فيها الحرس البحري، ارتكبت انتهاكات خطيرة ضد المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء الأفارقة السود، وحثت الاتحاد الأوروبي على “وقف دعمه” لهذا البلد بمحاربة الهجرة غير النظامية.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في مركز استقبال مجموعة من النساء والأطفال بينهم أطفال صغار يرقدون على حشايا ويأكلون اللبن.
وقال المهاجر الإيفواري أبو كوني ، الذي وصل إلى تونس قبل سبع سنوات ، إنه تم القبض عليه في الشارع الأسبوع الماضي ووضعه في شاحنة مع زوجته.
وصرح لوكالة فرانس برس انه “أصيب” في جذعه وظهره وان رجال الشرطة هددوه بقتله.
يُطردون من تونس إلى ليبيا
وفي مقطع فيديو تمت مشاركته على صفحة فيسبوك للوحدة الليبية التي تقوم بدوريات على الحدود ، يمكن سماع ضابط يقول: “هل تراهم؟ شيء محزن. إنهم يُطردون من تونس إلى ليبيا “.
وأضاف الضابط: “وجدنا مجموعة أخرى بها أطفال ونساء” ، مشيرًا إلى الحدود التونسية على بعد مئات الأمتار.
كما أظهر الفيديو رجلاً تم إنقاذه من المنطقة الحدودية يوم السبت قائلاً إن “الشرطة التونسية رحلتنا إلى ليبيا”.
وقال الرجل إنه بدون مساعدة من حرس الحدود الليبي “سنموت في الصحراء” ، مضيفًا أنه يود العودة إلى تونس حيث بقيت زوجته وأطفاله.
تعليقات الزوار
لا تعليقات