لا تزال تبعات الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى موسكو منتصف شهر يونيو الماضي، ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تظهر تدريجيا، وهذه المرة من ألمانيا التي قررت وقف تزويد الجيش الجزائري بالأسلحة، وسط مخاوف من صدور قرار من برلين بحظر جميع الصادرات الدفاعية إلى البلد المغاربي باعتباره يدعم الحرب على أوكرانيا.
وقال تقرير لموقع defense arabic المتخصص في الشأن العسكري، أنه منذ يونيو الماضي تم تجميد الاتصالات التي بدأتها وزارة الدفاع الجزائرية مع العديد من المجموعات الصناعية الألمانية المتخصصة في تسليم وإنتاج الأسلحة المتطورة، مضيفا أن الشركاء الألمان نأوا فجأة بأنفسهم عن الجيش الجزائري، ولم تُعط المفاوضات بشأن إبرام عقود أسلحة جديدة أي رد إيجابي ولم تولد أي رد فعل داخل دوائر صناعة الأسلحة الألمانية.
وأوضح التقرير نفسه أن هذا الموقف الألماني يثير مخاوف كثيرة في الجزائر العاصمة لأن قادة عدة إدارات حساسة في وزارة الدفاع يخشون فرض حظر ألماني لم يعلن عنه بعد، مضيفا "من الواضح أن ألمانيا لا ترغب في تزويد دولة حليفة لروسيا بالأسلحة وتدعم علانية العدوان الروسي على أوكرانيا"، مبرزا أن ألمانيا إحدى الدول التي تدعم بنشاط ما تُسميها "المقاومة الأوكرانية".
وسيُلحق الحظر الألماني المحتمل ضررا بالجيش الجزائي، لكون برلين أصبحت في السنوات الأخيرة واحدة من أول ثلاثة موردين للأسلحة إلى الجزائر، لاسيما في مجال القوات البحرية حيث تشتري هذه الأخيرة معدات مصنوعة في ألمانيا على نطاق واسع منذ سنة 2013، ومنذ عام 2017، أصبحت الجزائر في قائمة أفضل 10 عملاء للأسلحة في ألمانيا.
ويأتي ذلك بعد أشهر فقط على موافقة الحكومة الألمانية على تصدير أسلحة إلى كل من الجزائر كوسوفو وكوريا الجنوبية وقبرص، وذلك وفقا لخطاب بعثت به وزارة الاقتصاد الألمانية إلى اللجنة الاقتصادية في البرلمان، والذي نشرت مضامينه وكالة الأنباء الألمانية DPA نهاية غشت الماضي، وبموجب هذا القرار ستحصل الجزائر على 102 آلية تحريك لتوجيه الأسلحة في ناقلات الجند المدرعة فوكس من إنتاج شركة "فيتنشتاين موشن كونترول".
وحسب تقرير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، صدر في أبريل الماضي، تحتل الجزائر الرتبة 19 عالميا في قائمة مستوردي الأسلحة، حيث خصصت سنة 2022 وحدها أكثر من 9 مليارات دولار لهذا الغرض، علما أن وارداتها تأتي أساسا من روسيا بما نسبته 73 في المائة مقابل 10 في المائة من ألمانيا و5,2 في المائة من فرنسا.
وخلال زيارته لموسكو قال تبون إن "ضغوط الدول الأجنبية لن تؤثر على علاقة الصداقة بين الجزائر وروسيا"، شاكرا هذه الأخيرة على دعم ترشيح بلاده للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال سنتي 2024 و2025، قائلا إن ذلك جاء "بفضل الأصدقاء وعلى رأسهم روسيا".
وأورد تبون موجها كلامه لبوتين بالقول "شكرا جزيلا لكم على حسن الضيافة، إنها تشهد على عمق العلاقات والصداقة القائمة بين الجزائر وروسيا، علاقاتنا لم تتغير أبدا منذ 60 عاما، كانت روسيا دائما تدعم الجزائر، واليوم ربما يوجد بعض الضغوط، لكن هذا لا يمكن أن يؤثر أبدا على علاقة الصداقة بيننا".
وخلال اللقاء نفسه طلب الرئيس الجزائري من نظيره الروسي المساعدة للتعجيل بانضمام بلاده إلى منظمة "بريكس"، التي تضم أيضا الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، مبررا ذلك برغبة الجزائر في "الخروج من سيطرة الدولار واليورو، ولأن هذه الخطوة تقدم فائدة كبيرة للاقتصاد الجزائري"، على حد تعبيره.
تعليقات الزوار
اينما حل تبون وإلا جاء من وراءه الخزي
مشى يداوي في ألمانيا عند ميركل فإذا برجال ألمانيا فطنوا للعبته القذرة الهتليرية الفرعونية فأوقفوا في وجهه كل تعاون بين البلدين لما هو أهم لتبون وشنقريحة ..فلوس الشعب يأكلونه مجانا والشعب لا ماء لا حليب لا خضر لا بنية تحتية كأسياده الخليجيين لا شباب يعمل ...وين رايحين بالجزائر ياتبون ؟ بوتفليقة في قواه العقلية كان يحاول ان يعالج أمور بلده ولكن اصطدم بلوبي عسكري فرنسي خطير .يمكن ان يصفيك امام الملأ مبررين المقتل بمختل عقلي . تبون سيجلب للجزائر الخراب والدمار والعزلة ...الجزائر يقودها العجزة و بعض الشباب الذين يسيرون في نهج هؤلاء العجزة ..