قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان اليوم الثلاثاء إنه تلقى دعوة لزيارة الصين، مؤكدا في الإعلان نفسه أن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الرئيسي لإسرائيل فيما يبدو انه محاولة لتطمين واشنطن التي تسعى لعزل بكين دوليا بينما يرى مراقبون ان الدعوة ربما تكون في إطار جهد تبذلها السلطات الصينية لعقد جولة تفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وذكر البيان الصادر من مكتب نتنياهو أن إسرائيل أخطرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالزيارة المتوقعة قبل شهر. وتراقب واشنطن عن كثب علاقات إسرائيل التجارية مع العملاق الآسيوي الذي ينافسها.
وتأتي الدعوة فيما تعرف العلاقات الإسرائيلية الأميركية فترة صعبة للغاية مع انتقاد إدارة بايدن لانتهاكات تقوم بها السلطات الإسرائيلية وانتقاد مخططات يقودها اليمين المتطرف في الحكومة لتوسيع دائرة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والقدس.
كما انتقدت ادارة بايدن الإصلاحات القضائية التي سعت حكومة نتنياهو لتنفيذها داعية الى احترام الديمقراطية وهو ما اثار غضب وزراء اليمين المتطرف الذين دعوا واشنطن لعدم التدخل في شؤون بلادهم.
واتفقت الصين والولايات المتحدة هذا الشهر على تهدئة التوتر الشديد بينهما حتى لا يتحول إلى صراع لكنهما فشلتا في تحقيق أي تقدم كبير خلال زيارة نادرة لبكين قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
كما زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكين في يونيو/حزيران عندما أبلغه الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن الصين مستعدة للمساعدة في إحياء محادثات السلام مع إسرائيل. وتوقفت المفاوضات التي تجري بوساطة أميركية منذ عام 2014.
وتصاعد التوتر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في الأشهر الأخيرة الماضية مع قيام الجيش الإسرائيلي والمستوطنين باقتحام البلدات والقرى الفلسطينية وقيام الفصائل الفلسطينية بتنفيذ هجمات انتقامية ما دفع الصين ربما للعب دور لتقريب وجهات النظر مع فشل الجانب الأميركي في تحقيق ذلك.
ولا يستبعد كثيرون بان الدعوة تأتي كذلك ضمن جهود صينية لمحاولة الحد من التوتر بين إسرائيل وإيران مع تصاعد التوتر بينهما والتلويح بتنفيذ هجمات متبادلة.
ونجحت الصين في عقد اتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية شهر مارس/آذار الماضي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت لنحو 8 سنوات بعد اقتحام متطرفين في إيران للسفارة السعودية وهي تسعى لتكرار هذا النجاح بين طهران وتل أبيب رغم أن الأمر مستبعد نظرا لعدم اعتراف الجانبين ببعضهما البعض عكس حالة العلاقات السعودية الإيرانية.
والأسبوع الماضي نقلت وسائل إعلام عبرية الأسبوع الماضي عن رئيس سابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية "الموساد" الجنرال إفرايم هاليفي أنه ربما تتمكن الصين من إقامة علاقات بين بلاده وإيران.
وتمكنت الصين من تنشيط دبلوماسيتها في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وهو أمر يثير مخاوف الولايات المتحدة التي تسعى لعزل بكين دوليا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات