رفعت الهند ومصر اليوم الأحد مستوى علاقاتهما إلى "شراكة إستراتيجية"، خلال لقاء جرى في القاهرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الذي يقوم بأول زيارة له إلى مصر، في وقت تسعى فيه السلطات المصرية إلى الدخول في شراكات جديدة واستقطاب الاستثمارات بهدف تنفيس الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إنّ "السيسي استقبل في قصر الاتحادية ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند الذي يقوم بزيارة دولة إلى مصر هي الأولى من نوعها".
وأضاف البيان أنّه عقب انتهاء المباحثات تمّ "التوقيع على الإعلان المشترك لرفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية". وتأتي هذه الخطوة تنفيذا لقرار اتخذته قيادتا البلدين خلال الزيارة التي أداها السيسي إلى الهند في يناير/كانون الثاني.
وتتزامن زيارة مودي، بحسب البيان، مع "مرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند".
وناقش السيسي ومودي خلال اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات عدة من بينها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية والأمصال واللقاحات والطاقة، كذلك زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ ستة مليارات دولار خلال 2022، بحسب بيانات جهاز التعبئة والإحصاء المصري.
بدوره دعا رئيس الوزراء الهندي الرئيس المصري إلى المشاركة كضيف في اجتماعات قمة مجموعة العشرين المقرّر عقدها في أيلول/سبتمبر في الهند، وفقاً للبيان.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي في بيان على صفحته بموقع فيسبوك بأن "الزعيمين عقدا مباحثات على مستوى القمة أكدا خلالها تميز العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين الصديقين والالتزام المتبادل بالوصول بها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات، خاصة من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين في البلدين".
وتابع "تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث وجه رئيس الوزراء الهندي الدعوة للرئيس للمشاركة في أعمال القمة المقبلة لمجموعة العشرين بنيودلهي تحت الرئاسة الهندية، في حين أعرب السيسي عن ثقة مصر في رئاسة هندية نشطة لمجموعة العشرين تسهم في احتواء التداعيات السلبية للتحديات الدولية على الاقتصاد العالمي".
وأكد السيسي حسب البيان "استعداد مصر الكامل للتعاون مع الرئاسة الهندية لدفع المحادثات بما يتيح التوصل للطرق المثلى في التعامل مع أزمات الطاقة وتغير المناخ ونقص الغذاء والحصول على التمويل للدول النامية".
وذكر بيان صادر عن مكتب مودي أن "رئيس الوزراء الهندي والرئيس السيسي ناقشا أيضا دفع التعاون في إطار مجموعة العشرين وسلطا الضوء على قضايا انعدام أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ وضرورة أن يكون لنصف العالم الجنوبي صوت منسق". وأضاف البيان أن المحادثات تناولت أيضا العلاقات الدفاعية والأمنية.
وأفادت مصادر هذا الشهر بأن الهند تدرس مقترحا يسمح لمصر بإجراء عمليات شراء بالروبية ومقايضة سلع مثل الأسمدة والغاز.
ويُنظر إلى الهند على أنها حريصة على تعزيز العلاقات مع مصر لأسباب منها تأمين التجارة عبر قناة السويس. وصدرت نيودلي بضائع بقيمة 4.11 مليار دولار إلى القاهرة في العام المالي الماضي واستوردت ما بلغت قيمته 1.95 مليار دولار.
وتسعى مصر إلى تنويع شركائها التجاريين، في ظلّ أزمة اقتصادية صعبة تشهدها البلاد يأتي على رأسها نقص العملة الأجنبية وارتفاع معدّل التضخم بعد تخفيض البنك المركزي المصري قيمة العملة المحليّة بأكثر من النصف.
ووافق صندوق النقد الدولي موفى العام الماضي على منح مصر قرضا بقيمة بثلاثة مليارات دولار، لكن السلطات المصرية لم تحرز تقدما في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ومن بينها اعتماد سعر صرف مرن للعملة وخفض التضخم وإتاحة فرص أكبر للقطاع الخاص.
تعليقات الزوار
لا تعليقات