لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة باستخدام السلاح النووي في حال وجود تهديد وجودي للدولة الروسية، معلنا أن بلاده نقلت مجموعة أولى من الأسلحة النووية إلى بيلاروس، في أحدث مؤشر على أن الحرب الدائرة في أوكرانيا تنفتح على سيناريهات أكثر كارثية.
وقال بوتين خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ نقل التلفزيون الروسي وقائعه مباشرة إن "أولى الرؤوس النووية تم نقلها إلى أراضي بيلاروس. إنها فقط الأولى. بحلول نهاية الصيف، سننجز هذا العمل في شكل كامل"، مؤكد أن موسكو تمتلك أسلحة نووية أكثر مما تمتلكه دول حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وذكّر بأن "نشر الأسلحة النووية التكتيكية في بيلاروس كان ثمرة اتفاق أعلن في مارس/آذار مع الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي وضع أراضي بلاده تحت تصرف موسكو لمهاجمة أوكرانيا، معتبرا أن هذا الأمر يشكل عنصر ردع لمن يفكرون في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
ويبدو أن وتيرة نقل هذه الأسلحة تسارعت، إذ قال بوتين في التاسع من يونيو/حزيران أن نشرها سيتم في تموز/يوليو.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن في 25 مارس/آذار أن موسكو ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس الواقعة عند مدخل الاتحاد الأوروبي، مثيرا مخاوف إضافية من تصعيد النزاع في أوكرانيا.
والأسلحة النووية التكتيكية قادرة على التسبب في أضرار هائلة، لكن شعاعها التدميري أكثر محدودية من ذلك العائد إلى الأسلحة النووية الإستراتيجية.
وبداية أبريل/نيسان أعلنت موسكو أنها باشرت تدريب عسكريين بيلاروس على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.
وقال بوتين اليوم الجمعة إن الجيش الروسي بإمكانه تدمير أجزاء من وسط كييف لكنه اختار ألا يفعل ذلك لعدة أسباب، لم يحددها، مضيفا أن الهجمات التي تتعرض لها المناطق الروسية الحدودية تهدف إلى تشتيت انتباه قوات بلاده عن جبهات أخرى.
وفي سياق متصل أعلن الرئيس الروسي أن مقاتلات إف - 16 التي سيرسلها حلفاء أوكرانيا إلى كييف "ستحترق".
وأعطت الولايات المتحدة التي لطالما رفضت تسليم هذا النوع من الطائرات لتجنب تصعيد النزاع، الشهر الماضي الضوء الأخضر لإرسال المقاتلات التي طالبت بها كييف باستمرار.
ولم يتم تحديد موعد تسليم هذه الطائرات أميركية الصنع وعددها في هذه المرحلة. وأعلنت بروكسل في نهاية مايو/أيار أن بولندا بدأت بتدريب طيارين أوكرانيين في الاثناء.
وقال بوتين إن "الدبابات التي سلمها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا تحترق. ستلقى طائرات إف-16 المصير نفسه".
ومن بين الأسئلة التي ستطرح أيضا في حال تسليم هذه المقاتلات لأوكرانيا، إيجاد قواعد آمنة للإقلاع والهبوط وصيانتها فيها، في وقت قصفت فيه روسيا العديد من المطارات الأوكرانية. ويتم أحيانا اقتراح فكرة نشر هذه الطائرات في القواعد الجوية للدول المجاورة الداعمة لأوكرانيا.
وأكد بوتين أنه إذا نشرت المقاتلات التي ستسلم لكييف "في قواعد خارج أوكرانيا، سنرى ما يجب القيام به حيال هذه القواعد وكيفية ضربها".
وفي سياق منفصل قال بوتين اليوم الجمعة إن قرارات خفض إنتاج النفط التي اتخذها تحالف أوبك+ "غير مسيسة" ولا علاقة لها بما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وبعد أن بدأت روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي، اتهمت دول غربية منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بالتلاعب في أسعار النفط وتقويض الاقتصاد العالمي برفع تكلفة الطاقة. كما اتهم الغرب أوبك بالوقوف إلى جانب روسيا.
وقال بوتين في تصريحات لمنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي "جميع القرارات المتخذة في إطار تحالف أوبك+ لخفض الإنتاج هي، فوق كل شيء، ذات طبيعة غير مسيسة".
وتابع بوتين "هذا لا يتعلق بالعمليات العسكرية الخاصة لروسيا ولا بأي اعتبارات أخرى". وأضاف أن بيئة تسعير النفط الحالية مناسبة لروسيا.
ويخفض تحالف أوبك+ الإنتاج بواقع 3.66 مليون برميل يوميا، بما يعادل 3.6 في المئة من الطلب العالمي وهو ما يشمل مليوني برميل يوميا تم الاتفاق عليها العام الماضي وخفضا طوعيا قدره 1.66 مليون برميل يوميا تم الاتفاق عليها في أبريل نيسان.
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحفيين اليوم الجمعة إنه لا يرى ما يشير إلى أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية وإن الولايات المتحدة لا ترى ما يستدعي تعديل وضعها النووي.
وتابع أنه "لا سبب لدى واشنطن لتغيير وضعيتها النووية بعد قيام موسكو بنشر رؤوس نووية في بيلاروس".
ورأى بلينكن أن "ما يثير السخرية" هو نقل الرئيس الروسي أسلحة نووية إلى بيلاروس في حين أنه برر غزوه لأوكرانيا بالحيلولة دون حيازة كييف لأسلحة مماثلة. وانتقد أيضا رئيس بيلاروس لقبوله بهذه الأسلحة من موسكو.
وقال "إنه مثال آخر على قيام لوكاشنكو بخيارات غير مسؤولة واستفزازية وتنازله عن سيادة بلاده بما يتنافى مع إرادة شعبه".
تعليقات الزوار
لا تعليقات