أخبار عاجلة

المهاجرون في ليبيا بين كماشة الاحتجاز التعسفي والكراهية

عبرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا اليوم الاثنين عن قلقها إزاء ما أسمته "الاحتجاز التعسفي" للمهاجرين وطالبي اللجوء في البلاد، إلى جانب ما وصفته بـ"تصاعد مقلق" للخطابات التي تحض على الكراهية والعنصرية، بينما رحّلت السلطات الليبية مؤخرا آلافا من جنسيات أفريقية وآسيوية كان العديد منهم يعتزمون الهجرة إلى أوروبا. 

وقالت البعثة إن السلطات الليبية ألقت القبض على آلاف الرجال والنساء والأطفال من الشوارع ومنازلهم، أو في أعقاب مداهمات على معسكرات ومستودعات تابعة لمهرِّبين.

وأشارت إلى أن عددا كبيرا منهم، من بينهم أطفال ونساء حوامل، محتجزون في أماكن مكتظة وغير صحية، مضيفة أن آلافا آخرين، بعضهم دخل ليبيا بشكل قانوني، طُردوا بصورة جماعية.

وكانت سلطات شرق ليبيا قد رحلت الأسبوع الماضي آلاف المهاجرين إلى مصر، مما جعلهم يعبرون الحدود سيرا على الأقدام. وبدأت شرطة الهجرة تنتشر في طرابلس في الآونة الأخيرة حول أحد الطرق الرئيسية حيث يتجمع العديد من المهاجرين يوميا سعيا لكسب العيش.

ورغم انعدام الأمن في ليبيا التي تشهد نزاعا سياسيا على السلطة وسيطرة الفصائل المسلحة على معظم الأراضي، فإن البلاد تضم نحو نصف مليون مهاجر. يسعى البعض للسفر إلى أوروبا والبعض الآخر للعمل في المجالات الاقتصادية التي تقوم على النفط.

وسافر رئيس وزراء حكومة طرابلس عبدالحميد الدبيبة وقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خليفة حفتر مؤخرا إلى روما حيث تسعى رئيسة الوزراء جورجا ميلوني للحد من عبور المهاجرين إلى إيطاليا.

وفي شرق ليبيا، قالت السلطات اليوم الاثنين إنها احتجزت 20 مواطنا من بنغلاديش على متن قارب بينما كانوا يحاولون العبور بشكل غير قانوني إلى إيطاليا، مشيرة إلى أنها اتخذت جميع الإجراءات القانونية بحقهم.

وأفاد مسؤول ليبي بأن "قوات الجيش والشرطة الليبية داهمت أوكار الهجرة في منطقة أمساعد الحدودية وما زال العمل مستمرا".

وقال محمد إسماعيل (48 عاما) وهو سوداني يعمل في مجال المعادن وصل إلى ليبيا بشكل غير قانوني إنه تعرض لمعاملة وحشية من جانب المهربين، لكنه قام بتسوية وضعه مع السلطات. وأضاف أنه يشعر بالقلق بسبب تقارير الترحيل.

وفي مدينة طرابلس غرب البلاد قال سباك مصري طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من ملاحقته إن عددا من أصدقائه تعرضوا للاحتجاز.

وقال "أنا خائف من الاعتقال والاختطاف والاحتجاز من أجل الحصول على فدية والترحيل القسري ... من الصعب البقاء على قيد الحياة في ليبيا".

ولم تعلّق حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس والسلطات المحلية في شرق ليبيا على بيان بعثة الأمم المتحدة. 

وتقول الأمم المتحدة إن اعتقال المهاجرين يتم بطريقة تعسفية، مؤكدة أنهم يتعرضون غالبا لعمليات قتل واختفاء قسري وتعذيب أو عبودية وعنف جنسي واغتصاب وغيرها من الأعمال اللاإنسانية.

وتدافع السلطات الليبية عن نفسها، مؤكدة أنها لا تلجأ إلى العنف وأن جميع المهاجرين يتلقون الخدمات والرعاية اللازمة لهم في مراكز الاحتجاز الحكومية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات