يثير تنامي التعاون العسكري الإيراني الروسي قلقا بالغا لدى الولايات المتحدة التي حذرت مرارا من أن ذلك يشكل خطرا وتهديدا للأمن الإقليمي والدولي ومؤكدة أن بين موسكو وطهران تعاون دفاعي يشمل تبادل ومواد لصناعة أسلحة من ضمنها برنامج لبناء مصنع لإنتاج مسيرات إيرانية في موسكو، بينما تحشد واشنكن لكبح هذا البرنامج من خلال العقوبات على طهران وعلى من يثبت تورطه من الشركات والكيانات في التعاون بأي شكل من الأشكال في تطويره (البرنامج) أو نقل الطائرات الإيرانية مسيرة للروس.
قال البيت الأبيض اليوم الجمعة إن روسيا تعمل فيما يبدو على تعزيز تعاونها الدفاعي مع إيران وإنها تلقت مئات الطائرات المسيرة الهجومية التي تستخدمها في مهاجمة أوكرانيا.
ونقل عن معلومات جرى رفع السرية عنها في الآونة الأخيرة أن المسيرات صُنعت في إيران وشُحنت عبر بحر قزوين لتصل للقوات الروسية التي تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "استخدمت روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية في الأسابيع الماضية لضرب كييف وإرهاب الشعب الأوكراني ويبدو أن الشراكة العسكرية بين روسيا وإيران آخذة في الازدياد"ن مضيفا "لدينا مخاوف أيضا أن تكون روسيا تعمل مع إيران لإنتاج طائرات مسيرة إيرانية من داخل روسيا".
وذكر كيربي أن الولايات المتحدة لديها معلومات تفيد بأن روسيا تتلقى من إيران المواد اللازمة لبناء مصنع للطائرات المسيّرة يمكن أن يعمل بطاقته الكاملة في أوائل العام المقبل.
وقال "سننشر صورا التقطتها الأقمار الصناعية للموقع المقرر لمصنع الطائرات المسيرة في منطقة ألابوجا الاقتصادية الخاصة في روسيا".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على مسؤولين تنفيذيين إيرانيين في شركة للصناعات الدفاعية بسبب تزويد روسيا بالطائرات المسيرة. وأقرت طهران بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها قالت في وقت سابق إنها أرسلتها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وتنفي موسكو استخدام قواتها لمسيرات إيرانية في أوكرانيا.
وكانت كييف اتهمت مرارا الروس باستخدام مسيرات إيرانية في قصف أهداف مدنية واقتصادية. وحملت إيران المسؤولية عما قالت إنها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وأضاف كيربي أن الدعم متبادل بين البلدين مع سعي إيران للحصول على عتاد عسكري بمليارات الدولارات من روسيا ويشمل ذلك طائرات هليكوبتر وأجهزة الرادار. وقال "روسيا تعرض على إيران تعاونا دفاعيا غير مسبوق في عدة مجالات منها الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي".
وتابع "هذه شراكة دفاعية شاملة تضر بأوكرانيا وجيران إيران والمجتمع الدولي. سنواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لدينا للكشف عن هذه الأنشطة وتعطيلها بأساليب منها إعلانها على الملأ - ونحن مستعدون لفعل المزيد".
وأشار كيربي إلى أن نقل الطائرات المسيرة إلى روسيا يشكل انتهاكا لقوانين الأمم المتحدة، مضيفا أن الولايات المتحدة ستسعى لمحاسبة البلدين.
وتقول بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، إن تزويد روسيا بالطائرات المسيرة الإيرانية الصنع يخالف قرارا أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2015 بخصوص اتفاق إيران النووي.
وبموجب قرار الأمم المتحدة في 2015، يسري حظر للأسلحة التقليدية على طهران حتى أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وتقول أوكرانيا وقوى غربية إن القرار يشمل تقييدات على الصواريخ والتقنيات ذات الصلة حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويمكنه أن يشمل تصدير الأنظمة العسكرية المتقدمة وشراءها مثل الطائرات المسيرة.
وقال كيربي "سنواصل فرض عقوبات على الأطراف المتورطة في نقل العتاد العسكري الإيراني إلى روسيا لاستخدامه في أوكرانيا"، مضيفا أن إشعارا أميركيا جديدا صدر اليوم الجمعة يهدف إلى "مساعدة الشركات والحكومات الأخرى على فهم المخاطر التي يشكلها برنامج الطائرات المسيرات الإيراني والممارسات غير المشروعة التي تستخدمها إيران لشراء مكونات له".
وتضمن الإشعار الأصناف الرئيسية التي تسعى الجمهورية الإسلامية لشرائها لتطوير الطائرات المسيرة، بما في ذلك إلكترونيات مثل المعالجات وأجهزة التحكم.
ونشرت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة دليلا توجيهيا تحذر فيه الشركات والأفراد على مستوى العالم من اتخاذ أي خطوات من شأنها دعم برنامج إيران لتصنيع الطائرات المسيرة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات