كشفت إيران اليوم الثلاثاء النقاب عن أول صاروخ باليستي فرط صوتي من إنتاجها، وفقا لوكالة أنباء الجهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا). حيث يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوتر بين طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى لكنه يأتي كذلك في ظل عودة العلاقات الخليجية الإيرانية بعد الاتفاق السعودي الإيراني والذي وقع برعاية صينية.
ومن المرجح أن يفاقم هذا الإعلان مخاوف الغرب وكذلك إسرائيل إزاء قدرات إيران الصاروخية كما سيثير قلق بعض دول الخليج رغم الحديث عن تهدئة التوتر في المنطقة والذي وصل إلى حد إعلان مسؤول عسكري إيراني إمكانية تشكيل قوة بحرية تضم عواصم خليجية إضافة إلى باكستان.
ونشرت الوكالة الرسمية صورا للصاروخ الذي حمل اسم فتاح خلال مراسم حضرها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وكبار قادة الحرس الثوري.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة قوله "يبلغ مدى صاروخ فتاح 1400 كيلومتر وقادر على اجتياز جميع أنظمة الدفاع الصاروخي".
وذكر التلفزيون الرسمي أن الصاروخ فتاح قادر على استهداف "أنظمة العدو المضادة للصواريخ، ويعتبر قفزة كبيرة في مجال الصواريخ".
وقال إنه يستطيع اجتياز أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة للولايات المتحدة وإسرائيل بما فيها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية مضيفا أن السرعة القصوى للصاروخ تبلغ 15 ألف كيلومتر في الساعة.
ويمكن للصواريخ الفرط صوتية التحليق بسرعات تزيد بخمس مرات على الأقل عن سرعة الصوت وفي مسارات معقدة مما يجعل من الصعب اعتراضها لكن تشييدها يحتاج الى قوة تكنولوجية وخبرات تسليحية يشكك مراقبون أن تكون إيران تمتلكها.
وتستمر طهران في تطوير صناعة محلية كبيرة للأسلحة في مواجهة العقوبات الدولية والحظر. لكن المخاوف بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية ساهمت في قرار أميركي في عام 2018 أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية في 2015.
وكشفت إيران النقاب عن الجيل الرابع من صاروخها الباليستي (خرمشهر) تحت اسم (خيبر) والذي يبلغ مداه 2000 كيلومتر مع رأس حربي وزنه 1500 كيلوغرام.
وقالت طهران في ديسمبر/كانون الأول إنها اختبرت الصاروخ قائم 100 وهو أول مركبة إيرانية يتم إطلاقها على ثلاث مراحل، وسيكون قادرا على وضع أقمار صناعية تزن 80 كيلوغراما في مدار على بعد 500 كيلومتر من سطح الأرض.
ووصفت الولايات المتحدة مثل هذه التحركات بأنها "مزعزعة للاستقرار"، إذ ترى أن المركبات التي تطلق في الفضاء يمكن استخدامها لنقل رأس حربي نووي، بينما تنفي إيران أنها تسعى لتطوير سلاح نووي.
لكن ملف الصاروخ الفرط صوتي والذي كانت إيران قد أعلنت تصنيعه في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسط تشكيك من قبل وزارة الدفاع الأميركية يثير كثيرا من المخاوف بشان نوايا إيران التسليحية.
وتسعى واشنطن للتضييق على الصناعات العسكرية الإيرانية وذلك بفرض مزيد من العقوبات على الشركات التي تساهم في هذا التصنيع كما تعول واشنطن على تفعيل التعاون العسكري مع دول الخليج لكن هذه الأخيرة لم تعد متحمسة للتنسيق مع الجانب الأميركي في ظل العديد من الخلافات.
وتسعى إيران للعب على وتر الخلافات الأميركية الخليجية لمواجهة محاولات عزلها في المنطقة فيما تضغط إسرائيل من اجل إضعاف طهران وتدعو لاستهداف منشاتها ومواقعها النووية.
وأمام تصاعد النهج التسليحي الإيراني أجرت إسرائيل تجارب حول منظومة "القبة الحديدية البحرية" تحاكي تهديدات حالية ومستقبلية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات