قال قائد البحرية الإيرانية شهرام إيراني للتلفزيون الرسمي اليوم الخميس إن أسطول الجمهورية الإسلامية أجبر غواصة أميركية على الصعود إلى السطح لدى دخولها مياه الخليج، في أحدث تقرير بشأن ما يبدو أنه مواجهة بين القوات الإيرانية والأميركية في منطقة الخليج وبعد جهود مستمرة لتنفيذ بنود الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.
وقال "كانت الغواصة الأميركية تقترب وهي مغمورة تحت السطح لكن الغواصة الإيرانية فاتح رصدتها ونفذت ... مناورات لإجبارها على الصعود إلى السطح أثناء مرورها عبر مضيق (هرمز). ودخلت أيضا مياهنا الإقليمية ولكنها ... صححت مسارها بعدما تلقت إنذارا".
وأضاف "كانت الغواصة تبذل قصارى جهدها، مستخدمة كل قدراتها، للمرور في صمت تام دون أن يتم رصدها... سنوضح بالتأكيد للهيئات الدولية أنها انتهكت حدودنا".
وقالت البحرية الأميركية في وقت سابق هذا الشهر إن الغواصة فلوريدا التي تعمل بالطاقة النووية والمزودة بصواريخ موجهة تعمل في الشرق الأوسط دعما للأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقرا له.
وتعد البحرين مقرا للأسطول البحري الخامس الأميركي، الذي تشمل عملياته منطقة الخليج وخليج عُمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي، حيث يتمركز في منطقة "الجفير"، شرق العاصمة البحرينية المنامة.
ويعتبر تأمين منطقة الخليج، التي تمر عبر مياهها قرابة نصف الإمدادات النفطية للعالم، أحد مهام الأسطول الأميركي الخامس.
ووقع عدد من المواجهات بين القوات الإيرانية والأميركية قبل ذلك. وقالت البحرية الإيرانية في أوائل أبريل/نيسان إنها وجهت تحذيرا لطائرة استطلاع أميركية بعد رصدها قرب خليج عُمان. وفي عام 2019، أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة قالت إنها كانت تحلق فوق جنوب إيران.
وتمكنت القوات الاميركية من ضبط شحنات سلاح كانت ايران قد قامت بنقلها الى الحوثيين في اليمن عبر باب المندب والبحر الاحمر لكن مع تقدم الجهود السياسية بين الحوثيين والحكومة الشرعية ومن ورائها السعودية وامكانية عقد تسوية ما سيقلل من أهمية الجهود الاميركية.
وتأتي هذه التطورات في خضم جهود في المنطقة لتخفيف التوترات خاصة بعد الاتفاق السعودي الايراني الشهر الماضي والذي رعته الصين وهو ما اثار حفيظة الولايات المتحدة التي اعتبرت الخطوة ضربة لنفوذها.
وبعد سياسة الناي بالنفس وتخفيض عدد القوات في منطقة الشرق الأوسط والخليج باتت الولايات المتحدة تشعر بمخاطر على نفوذها في مجال تعتبره حيويا واستراتيجيا في ظل منافسة الصين وروسيا اللتين عززتا من علاقتهما وتهاونهما مع عواصم خليجية على رأسها الرياض.
وتبذل الإدارة الأميركية جهود في الآونة الأخيرة لتحسين العلاقات مع السعودية وانهاء بعض الخلافات من خلال زيارات قام بها عدد من المسؤولين الأميركيين الى الرياض.
وتوترت العلاقة بين البلدين على خلفية الضغوط الأميركية التي مورست على الرياض بسبب قرار خفض انتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا في سبتمبر/ايلول الماضي ضمن تحالف اوبك + وذلك على خلفية الحرب في اوكرانيا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات