كشفت قطر، عن موقفها الرسمي في الوقت الحالي، بشأن عودة عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وذلك في خضم تصاعد الحديث عن جهود تبذلها بعض الأطراف وتحديدا السعودية لإعادة عضوية دمشق.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، إن أسباب موقف دولة قطر إزاء تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ما زالت قائمة، معربا عن أمله في أن يكون هناك حل في أسرع وقت للأزمة السورية.
وأضاف في مقابلة مع تلفزيون قطر: “كان هناك أسباب لتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ومقاطعة النظام السوري في ذاك الوقت، وهذه الأسباب ما زالت قائمة بالنسبة لنا على الأقل في دولة قطر”.
وفيما أشار إلى أن الحرب توقفت بالفعل، إلا أن الشعب السوري مازال مهجرا وأن الأبرياء في السجون، متابعا: “نحن لا نريد فرض حلول على الشعب السوري، وهو الذي يجب أن يصل إلى حل ويجب أن يكون هناك حل سياسي للأزمة السورية”.
وأوضح الشيخ بن عبد الرحمن بن جاسم أنّ قرار دولة قطر هو عدم اتخاذ أي خطوة في هذا الصدد إذا لم يكن هناك تقدم وحل سياسي للأزمة السورية.
ولفت إلى أنه بالنسبة للدول الأخرى كل دولة لها تقييمها، وهذا قرار سيادي يخصها، ولكن دولة قطر هذا موقفها المتمسكة به حتى اليوم، وإلى الآن لا يوجد شيء إلا تكهنات ولا شيء واضحا مطروح على الطاولة، مؤكدا أن الحل في يد السوريين.
انتكاسة للجهود السعودية
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، قد كشفت أنّ الجهود التي تقودها السعودية لإعادة سوريا إلى الحظيرة العربية تواجه مقاومة من بعض حلفائها، وفقًا لمسؤولين عرب، في انتكاسة لجهود المملكة لقيادة إعادة ترتيب جيوسياسية أوسع جارية في الشرق الأوسط.
كانت آخر خطة للرياض هي دعوة دمشق إلى قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها المملكة في 19 مايو/أيار، وقد صُمّمت هذه الخطوة لإظهار النفوذ الدبلوماسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بينما يعيد الخصوم العلاقات مع سوريا ودول مثل الصين وروسيا التي تتحدى الولايات المتحدة في معركة على النفوذ في المنطقة المضطربة.
تعيد المملكة والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى إحياء العلاقات مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وفي الشهر الماضي، أعادت المملكة أيضًا العلاقات مع إيران في صفقة توسّطت فيها بكين.
وفق تقرير “وول ستريت جورنال“، فإنّ إعادة قَبول سوريا في جامعة الدول العربية، وهي مجموعة من 22 دولة، من شأنها إضفاء الشرعية على بناء العلاقات مع الأسد، بعد عقد من نبذ الرئيس السوري بسبب قمعه الوحشي ضد المعارضين وإغراق البلاد في حرب أهلية.
ويقول المسؤولون العرب، إنّ خمسة أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون الآن إعادة قَبول سوريا في المجموعة، وأضافوا أنه حتى مصر التي أحيت العلاقات مع سوريا في الأشهر الأخيرة وهي حليف قوي للسعودية، تقاوم أيضاً هذه الجهود.
تعليقات الزوار
لا تعليقات